الصداقة الحقيقية كّنز من كنوز الحياة...إليك مواصفاتها لاختيار الأفياء خلال مسيرتك

الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد، إذا تألّمت اليدّ دمعّت العين، وإذا دمعّت العين مسحّتها اليدّ؛ الصداقة أسمى حب في الوجود، وكنز لا يُفنى أبدًا، فهي رمز الخلود والحب الطاهر بدون نفاق أو حسد أو غيرة. الصداقة الحقيقية ليست بطول السنين بل بصدّق المواقف.

معظم الناس يدخلون ويخرجون من حياتك، لكن أصدقائك الحقيقيين هم من لهم موضع قدم في قلبِك، ليست الصداقة البقاء مع الصديقة وقتًا أطول، الصداقة هي أن تبقي على العهد حتى وإن طالت المسافات أو قصرت.

الصداقة الحقيقية يصعُب تحقيقها، فهي صداقة لا تموت وتُعدّ كنزًا من كنوز الحياة، ولكي تنجحي في اختيارالصديقة الحقيقية التي تكون لكِ سندًا في هذه الحياة، عليكِ معرفة مواصفات هذه الصديقة.

هناك مجموعة من الصفات التي يجب أن تتصف بها حتّى تكون كذلك؛ لذا رافقينا عبر موقع " هي " للتعرف عليها، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي الدكتورة نيفرت هاشم من القاهرة.

أسس الصداقة الحقيقية

في البداية، أكد دكتورة نيفرت، أن الصديقة الحقيقية هو الصديقة التي تقبل صديقتها كما هي، وتُساندها في تحسين نفسها وتطوير ذاتها، وتُحاول دعمها في اتّخاذ القرارات الصحيحة، وتُحاول تجنّب تعرضها لأي أذى جسدي، أونفسي، أوعاطفي، وتكون بجانبها دومًا في وقت حاجتها، حيث يُمكنهما مشاركة بعضهما خيبات أملهما وإنجازاتهما وأسرارهما، والدخول في نقاشات حول مواضيع حساسة دون قلق؛ أما عن الأسس التي تقوم عليها الصداقة، فهي:

الثقة

هي العمود الفقري لعلاقة دائمة مدى الحياة؛ يتخللها الإطلاع على الأسرار، والمخاوف، والأفكار؛ ولا يدخل الشكّ للحظة في هذه العلاقة، بل تتمتع بالحرية وعدم الخذلان في يوم من الأيام.

الصدّق

هو إعطاء الراي الحقيقي في كلّ شيء تراه في صديقها، ولا تُجاملها على حساب مصلحتها على الإطلاق، فهي تقول رأيها بمنتهى الصراحة حتّى وإن أغضب صديقتها، فهي لا تُخاطر بها من أجل إرضائها، وإنّما تسعى دائمًا لأن تكون بأفضل حال، وهي أيضًا لا توافقها دائمًا على اختياراتها أو قراراتها، وإنّما تختلف معها كثيرًا وكلّ ذلك من أجل مصلحتها.

الدعم والمساندة

الصديقة الحقيقية هي الصديقة التي تُساند وتُساعد صديقتها في أوقات ضّيقتها، وتكون داعمًا لها في حال وقعت في المشاكل، أو كانت في ضائقة ما ولا تتركها أبدًا، فه تأخذ بيد صديقتها دائمًا لتنهض من مشاكلها، وتُدعمها نفسيًا وماليًا؛ وهي التي تستمع جيدًا لصديقتها، والمشكلات التي حدثت معها بكلّ صدّر رحبّ، وـُساعدها قدر الإمكان على التخلص منها، فهى تُحفزها على النهوض دائمًا.

مواصفات تبقى للأبد

أشارت دكتورة نيفرت، إلى أن هُناك مجموعة من الصفات التي يجب أن تتصف بها الصديقة الحقيقية حتّى تكون كذلك، أبرزها:

• تفهم صديقتها بعمق، فتُعتبر مرآة لصديقتها؛ فهي تُميّز ما تُحب وما تُكره، كما تعرف طباعها جيدًا وتستطيع أن تُسمعها ما تُريد بالوقت الذي تُحب.
• تستمع لصديقتها باهتمام دون بحث عن رد لما تقوله؛ فهى تحبها وتستمع إليها لتُشاركها ما تشعُر به.
• تظل على اتصال دائم مع صديقتها، حيث تحترم تغيّر العلاقات الاجتماعية لصديقتها، كما تبقى على اتصال دائم معها مهما تباعدت الأماكن واختلفت الظروف.
• يقول الحقيقة دون نفاق، وتتبادل الأفكار والمشاعر مع صديقتها بكلّ حرية وصراحة وصدق؛ فهي تعلم مدى إخلاصها صديقتها لها.
• تُحافظ على الصداقة رغم الاختلافات، فهى لا تنظر إلى اختلاف الآراء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية بينهما.
• يُمكن الاعتماد عليها، فهي تعرف صديقتها جيدًا وتقف معها لو كان العالم كله ضدّها.
• تُشاركها الأسرار والمعلومات الشخصية، فهى شخص جدير بالثقة، وتعتبر الأمر كذلك بالنسبة لصديقتها.
• تنصح صديقتها، حيث إنها يُبدي رأيها وتُقدِم النصيحة والمشورة لصديقتها دومًا، وفي كل أمر.
• تُرشد صديقتها إلى الطاعات، وتلفت انتباهها إلى ما يفوتها من خير.
• تغفر لصديقتها وتُسامحها،  كذلك تقف إلى جانبها، وتٌدافع عنها ولا تسمح بالتطاول عليها.
• تبقى بجانب صديقتها في السراء، والضراء، والفرح، والحزن، والسعة، والضيق.
• تُقدم المُساعدة بكل صدر رحب ودون انتظار مقابل.
• تُحبّ لصديقتها ما تُحب لنفسها، وتُساعدهاعلى الشعور بالرضا عن نفسها.
• تفعل ما بوسعها لتُشعر صديقتها بالسعادة والاطمئنان.
• تتقبل  صديقتها كما هى، وتُبادلها الاحترام، وتُقدم لها النصائح باستمرار، وتعتذر لها فورًاحين تُخطئ بحقها.

مفاتيح تُقييم الصديقة الحقيقية

من ناحية أخرى، أوضحت دكتورة نيفرت، أنه يُمكن تقييم طريقة التحدّث والتواصل للصديقة الحقيقية من خلال التالي:

• تقدم الدعم والتشجيع دومًا لصديقتها.
• تُشعرها بالثقة، والسعادة، وتمنحها الطاقة الإيجابية.
• تستمع لها جيدًا أثناء حديثها.
• تتواصل معها بلغة العيون، وتحرص على تذكّر كلّ ما تقوله لها.
• تتحدّث بشكل مُنفتح، فالأصدقاء الحقيقيون يتشاركون القصص والأسرار.

معايير اختيار الصديقة الوفيّة

وبحسب دكتورة نيفررت، هُناك عدّة معايير يجب أخذها بعين الاعتبار عند تكوين الصداقات، ومنها ما يأتي:

• الإخلاص.
• الثقة.
• الترابط.
• الانسجام.
• تقديم المُساعدة غير المشروطة.
• المساعدة على التطور.
   

وأخيرًا، الصديقة الحقيقية تُخصص وقتًا لصديقتها مهما بلغت مشاغلها، وتلتزم بكل ما تقوله؛ كذلك تُشعر صديقتها بقيمتها وأهميتها في حياتها.

عمومًا الصداقة الحقيقية تدوم وتبقى حتى آخر العمر على الرغم من وجود بعض الخلافات والصعوبات واختلاف وجهات النظر، كما تنهار صداقات أخرى على أبسط الأسباب ولا يُجدي معها أيّ إصلاح.

لذا يجب الانتباه إلى أن هذه الصداقات لم تكن صداقة حقيقية من الأساس، فالصداقة الحقيقية لا يُمكن أن تتزعزع بخلاف بسيط، حيث إن الروابط فيها تكون قوية ولا شيء يُمكن أن يؤثرعليها.

لذا عليكِ عزيزتي التمييز بين الصداقة الحقيقية التي تدوم والصداقات العابرة الأخرى في حياتك لاستكمال مسيرتك بنجاح وتفوقك، ومع رفيقة درب جديرة بكِ.