كوني الصديقة الأوفى لنفسك وحققي السلام والوفاء لنفسك أولًا

السلام والأمان لنفسك أولًا .. كوني الصديقة الأوفى لنفسك وانعمي بهما للأبد

ريهام كامل

لا يوجد أجمل من الصداقة، ولكنها ليست سهلة دائمًا، والحفاظ عليها ليس أمرًا سهلًا أيضًا فهي كالحب وكلاهما كالزهرة يحتاجان إلى الإهتمام والرعاية الدائمة ليكونا على قيد الحياة، وليكونا بالشكل الذي يحقق قيمة كل منهما، فما الفائدة من الصداقة مع فصلها عن معانيها الحقيقية، وكيف يمكن تحمل بعد الأصدقاء وتحولهم بنسيانك ونسيان أمور أنت على عهد دائم بها، ربما لم يحدث ذلك بعد، ولكنه من الممكن أن يحدث.

لماذا يجب عليكِ تكوين صداقة عميقة مع نفسك؟

لا يمكن أن يتحقق الوفاء في الصداقة إلا بمبادلة الشعور بالأمان، والشعور الوفاء، وأن يكون التعامل بنفس التقدير، ونفس الإحترام، وبنفس الكم الهائل من المشاعر، وبنفس مقدار الدعم الذي تقدمينه لهم في الأزمات، وبنفس فرحتك لهم في المناسبات السعيدة، وبنفس شعوركم في مواساتهم في الأحزان، إنها الصداقة التي غاب عنها أنبل معانيها عنها اليوم، فما الحل إذًا إذا لم تعثري على صديقة أحلامك؟

الحل يكمن في جعل نفسك الصديقة الأوفى لكِ، ولا يعني ذلك أن تكوني بلا صديقات، بالطبع لا، فمن كان قلبه عامرًا بالحب مثلك، فياضًا بالمشاعر النبيلة، محبًا للآخرين لا يمكنه أن يعيش بدون صداقات، لذا تمتعي بصداقاتك القوية وحافظي عليها بكل ما أوتيتي من قوة، وفي نفس الوقت اجعلي من نفسك الصديقة الأوفى لها حتى لا تتعرضين لصدمات وخيبات مستقبلية أنتِ في غنى عنها.

صداقتك لنفسك تحميك من التعرض لصدمات الصداقات الوهمية

ما هي الصداقة؟

الصداقة هي علاقة وطيدة تقوم على القيم والمبادئ النبيلة التي تحكمها، هي تآلف الأرواح معًا، والتعامل بنفس الحافز، هي الرغبة الملحة في البقاء معاً وعلى تواصل مستمر مهما بدا الأمر صعبًا لأي سبب من الأسباب، الصداقة هي المشاعر التي تزيد ولا تقل، والوفاء غير المقترن بموقف، هي الإخلاص لكل تفصيلة في حياة الصديق، الصداقة هي نهر الأمان الذي نلوذ بالفرار إليه عندما تضيق بنا الدنيا لنرتوي منه، هي راحة البال وهدوء النفس ودواء القلب المتعب، وعلينا أن نحافظ عليها وأن نبقيها في زيادة لا نقصان.

من هو الصديق الحقيقي؟

الصديق الحقيقي هو الشخص الذي يقف إلى جانبك في كل الظروف، الذي يعتني بك عندما لا يعتني بكِ أحد، ويخلص لكِ في عز طعن الآخرين لكِ بخنجر الخيانة المسموم، هو أول من يخطر على بالك بلا تردد من أجل التواصل معه عند شعورك بالضيق، فماذا لو لم يكن لديكِ صديقًا حقيقيًا أو صديقة حقيقية؟، إن الحل سهل للغاية، وهو أن تكوني صديقة وفية لنفسك، تابعيني بتركيز وتعلمي كيف يمكن أن تكوني الصديقة الأوفى لنفسك.

حتى مع وجود الأصدقاء الأوفياء كوني الصديقة الأوفى لنفسك

كيف تكونين صديقة وفية لنفسك؟

على الرغم من أن هذا يبدو رائعًا، إلا أننا نستمر في مواجهة الحقيقة غير السارة وهي أن الأصدقاء هم أشخاص. ونحن جميعًا يمكن أن نكون غير جديرين بالثقة، لذلك وتجنبًا للشعور بالخذلان أو الصدمة عليكِ بخلق علاقة صداقة وطيدة ووفية بينكِ وبين نفسك، وذلك من خلال ما يلي:

  • امنحي نفسك الموافقة بدلاً من انتظارها من الآخرين لأن اعتمادك عليهم يعرضك للخسارة، لذا اربحي نفسك بتوطيد علاقتك معها.
  • أحبي نفسك أولًا واغمريها بعاطفك وحنانك وتعلمي كيف يمكن أن تجعليها الأولوية دائمًا.
  • عليكِ بأن تعودي نفسك على دعمك وتهدئتك عندما تميل الدنيا بكِ، وعندما يكسر قلبك أحدهم.
  • عززي التفكير الإيجابي وأنظري إلى علاقتك بنفسك بنظرة إيجابية عميقة ليعود عليها كل الأمور الطيبة التي تترتب على التفكير الإيجابي.
  • أمعني النظر في الحياة وأنظري لنفسك نظرة إيجابية عميقة تجعلك تحترمينها وتقدرينها.
  • اعتمدي على نفسك وامنحيها التقدير الذي لا يليق بها، وكوني مستعدة بشكل دائم لدعمها، واعملي أنكِ عندما تعتمدين على نفسك وتقدرينها، يكون صديقك العزيز دائمًا بالقرب منك ومستعدًا للمساعدة، وهذا الصديق هي "نفسك"، فهي ليست مجرد صديقة ولكنها الصديقة الأوفى لكِ، والأقرب إليكِ دائمًا.
  • كوني ودودة مع نفسك واحذري جلدها أو لومها لأنك إن فعلتِ تكونين قد فقدت إيمانك بها ووفائك لها.
  • كوني صادقة مع نفسك دائمًا فليس من الوفاء خداعك لها.
  • عليكِ بتفهم إحتياجات نفسك جيداً والتعامل معها بمصداقية عميقة.
  • امنحي نفسك الحب الذي تبحث عنها وحققي شعورها بالأمان.
  • كوني سببًا في جعل نفسك تبتسم وتضحك.
  • مارسي رياضة التأمل لتحافظي على علاقتك بنفسك ومن أجل البقاء في تناغم وحوار عميق وهادئى مع جسدك وعقلك وعواطفك لتكوني الأقرب إليها دائماً.
  • ثقفي نفسك أكثر واستشيري المختصين حول كيفية تنمية الصداقة مع الذات.
  • قد يستغرق الأمر تدريبًا للوصول إلى أخدود كونك أفضل صديق لنفسك.
  • ابحث عن لحظة هادئة تجمعك بروحك وقيمي شعورك بذاتك في هذه اللحظة.
  • اجعلي صداقتك مع نفسك في المقام الأول وقبل الآخرين ومارسيها على أكمل وجه.

والآن هل صداقتك لنفسك تمنعك عن صداقتك للآخرين؟

بالطبع لا لأنه لا مفر مع التفاعل مع الآخرين وعقد صداقات قوية معهم، ولا مفر من تكوين علاقات صداقة تنخرطين فيها بناء على مشاعر حب قوية ودعم والعديد من المشاعر الإيجابية الأخرى، ولكن تكوين علاقة صداقة عمقيقة مع نفسك أمر حتمي وضروري ويحقق الحفاظ عليكِ من أي صدمات أو خيبات غير متوقعة.

تحية وتقدير 

لابد من تقديم تحية شكر وتقدير لكل صديق وفي وصديقة وفية فبفضل وجودهم في حياتنا نرى الحياة أجمل وأكثر نقاءً، فبوجودهم تحلو الحياة، وتمر الأوقات الصعبة، وحبهم لنا يعد بمثابة طاقة نور تنير لنا الدرب في الظلام، لذا حافظي على علاقة صداقة قوية بنفسك أولًا، واهتمي بصداقاتك الموجودة وحافظي عليها طالم لم يحدث ما يفسدها بعد.

وختاماً، ومن القلب أقدم تحية شكر وتقدير، ورزمة من مشاعر الحب الذي يفيض بها قلبي لكل صديقاتي الأوفياء في مصر والإمارات وأمريكا ولندن وأربيل والعراق وسوريا ولبنان وكل من جمعتني بها تفاصيل حب وعشرة ووداع وسفر وأشواق، ورغم ذلك كله إلا أننا على تواصل مستمر، هذه حقًا هي الصداقة الحقيقية فلا مجال أبدًا لصحة هذه المقولة، "البعيد عن العين بعيد عن القلب" لأنهم والله بالقلب رغم بعادهم عن العين.

مع تمنياتي لكِ بصداقة دافئة ووفية مع نفسك وعلاقة صداقة قوية بصديقاتك،،،

ودمتم جميعًا بخير،،،