الوطن الثاني

الوطن الثاني

مي بدر

كم كنت محظوظة، وأنا خلال أكثر من ثلاثين سنة، أتنقل وأعيش لفترات طويلة حينا، وقصيرة أحيانا أخرى، بين بلدان مختلفة أنهل من ثقافاتها وتاريخها كما أنهل من مائها وهوائها ومحبة شعوبها. اليوم وأنا أتابع أدق تفاصيل موضوع غلافنا للعدد الذي بين أيديكم، يعود بي الزمن من جديد، وتعـــود بي الذاكرة إلى مواقف وأحداث كثيرة عشتها هناك بحلوها ومرها.

نجمـــة غلافنا "جورجينا رودريغيز" شريكة حيــــــاة "كريستيانو رونالدو" هي من أعادتني بالذاكرة إلى تلك الأيام والبلدان والمواقف، من خلال إجابتها النابعة من القلب عن أسئلتنا. وأعتز بأننا نكاد نكون أول مطبوعة ووسيلة إعلامية تجري معها هذا الحوار الغني بتفاصيل ومعلومات لم تنشر من قبل، وخاصة عن حياتها في السعودية وسرعة تأقلمها مع الحياة فيها، والتي تبدو جلية وواضحة من خلال الصور التي تنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي: "أدركـــت فور وصولي إلى السعودية أن كل القيم التي أؤمن بها، وأعيش وفقها أنا وعائلتي تتوافق تماما مع المبادئ التي وجدتها فيها. تأقلمنا بسرعة مع الثقافة السعودية، ونعيش بسعادة هذا الفصل الجديد من حياتنا العائلية، ونمضي بالفعل أروع الأوقات في اكتشاف هذا البلد الرائع".

ووجهت "جورجينا"، وللمرة الأولى، تحية إلى السعودية وشعبها عن طريق فيديو خاص وحصري لنا، قالت فيه: "أريد أن أوجّه تحية خاصة إلى جمهوري السعودي لكونكم دائما إلى جانبنا، واستضافتكـــم الرائعـــة، ولأنكم أصبحتم جزءاً من عائلتي، وجعلتــم وطنكـــم وطني".

اندماج وتعايش "جورجينا" مع مجتمـــع جديد غريب عنها أصبحت تعتبره وطنها الثاني هي وعائلتها كانا مصدر إلهام لنا لنصدر عددا خاصا فيه الكثير من المقالات والحـــوارات مع شخصيـــات عربية وعالميـــة استطاعت التعايش مع مجتمعات جديدة أحبتها وكانت مصدر إلهام لها، كما في حالة مصمم الأزياء العالمي "ستيفان رولان" الذي قال لي خلال حواري الخاص معه إنه أحب الثقافة العربية، وأحب عمقها ورقيها، وجذبته مذ كان طفلا، وكان يحلم بأن يكون بطلا من أبطال القصص التراثيـــة التي لطالما استمع إليها في طفولته.

وأخبرني عن زيارته الأولى إلى العاصمة السعودية، حيث عاش تجربة أذهلته وما زال صداها يتردد في مخيلته:
"زيارتي الأولى إلى الرياض كانت من أجل العمـــــل، وحالما سمعتُ صوت أذان المسجد لدى مغادرة المطار، شعرتُ فجأة بالهدوء والسلام، وكأن كل مشـــــكلاتي اختفت من ذهني، وقد رافقني السكون على مدى الأيام الأربعة التي أمضيتها في هذه المدينة الرائعة".

حـــب "ستيفـــان" لمنطقتنا والسعوديــــــة ألهمـــه مجموعة الأزياء الراقية لموسم ربيع وصيف 2024، حيث نحت تصاميم تحاكي الكثبان الرملية وحركة الرياح في الصحراء.

حروف جمعها حكماء: النفوس القوية تعمل وتجد، أما الضعيفة، فتشتهي وتتمنى، والحياة كتاب يتصفحه الأحمق دونما اكتراث، لكن الحكيم يقرؤه بعناية، مدركا أنه لن تتسنى له قراءته ثانية.

Credits

    رئيسة التحرير مي بدر