لينا جودي

خاص "هي": لينا جودي.. تصاميم مجوهرات روت تاريخ لبنان وعكست إرثه الثقافي بإبداعات استثنائية ستتناقلها الأجيال

منال سعادة
24 أبريل 2024

هي مصمّمة مجوهرات و صاحبة علامة "لينا جودي"، مجازة في علم النفس وحائزة على ماجستير في الادارة التربوية. هي ابنة مدينة صور التي تعشقها وتفتخر بها. مزجت لينا موهبة تصميم المجوهرات مع حبها لتاريخ بلدها لبنان وإرثه الثقافي. الحكاية بدأت مع " اسطورتي "...هي عبارة عن مجموعة من المجوهرات التي تجمع التراث التاريخي بلمسات حديثة.

هذا المشروع هو بمثابة تسليط الضوء على بعض الحضارات التي مرّت على هذه المدينة الجميلة، الجزيرة المقدسة التي طالما كانت مطمعاً للغزاة، بدءاً من الحضارة الفنيقية، اليونانية الرومانية ثم البيزنطية الى الاسلامية.

تصاميم لينا جودي
تصاميم لينا جودي

ركّزت لينا في ابداعاتها على النساء المؤثرات في تاريخ صور مثل أوروبا، تانيت، اليسار و تيروس. و استخلصت العبر من كل اسطورة، لذا كل قطعة تروي قصة مختلفة.

بعد إطلاق علامتها التجارية، تحولت “لينا جودي” إلى شخصية تعبر عن نفسها من خلال مجوهراتها بشكل فريد، حيث أصبح للينا نتاجًا وهوية تمثلها بأفكار وثقافات متنوعة. تجسد المجوهرات التي تحمل اسمها جهودها وتعبها، مما يجعلها فخورة بها بنفس القدر الذي تفخر فيه بأولادها.

مجوهرات لينا جودي
مجوهرات لينا جودي

لذا كان من اللافت أن نلتقي بلينا جودي لتسليط الضوء على الخط الجديد الذي رسمته في عالم تصميم المجوهرات.

أي حكاية تسرد مجوهرات Lina Joudi؟ حكاية ألم؟ حبّ أم كفاح؟

في الواقع أرى أنه لا يمكننا الفصل بين تلك الانفعالات: فالكفاح يتطلّبُ حبًّا بما نفعل وبمهنتنا، وكذلك يتطلّب تعبًا ومواجهة عقبات ما يسبّب الألم، حتّى الوصول إلى نشوة النجاح أو الوصول إلى هدفنا الّذي وضعناه نصب أعيننا.

يمكن اعتبارها قصّة كفاحٍ واجهت العواقب المؤلمة بحبّ وصولًا إلى الإبداع والرضا.

فلا عمل يكتملُ من دون تلك العوامل مجتمعةً: كلّ فنّ هو مخاض أفكار ثمّ ولادة إبداعٍ يتميّز بفرادته وأصالته.

تصاميم اللؤلؤ والأحجار الكريمة
تصاميم اللؤلؤ والأحجار الكريمة

من ألهم لينا الجودي لتدخل إلى عالم المجوهرات أو بمن تأثرت بشكل كبير؟

أعتبر تصميم المجوهرات نوعًا من التعبير عن ذاتي، بالطبع لديّ اطلاعٌ على أعمال مصمّمي المجوهرات في مختلف دول العالم، لكنّني استلهمت تصاميمي من الطبيعة وعناصرها، اما قطع مجموعة "أسطورتي: صور أصل الحكاية" فهي مستوحاةٌ من الإرث الثقافيّ لتاريخ مدينتي "صور" .

والمؤثّر الرئيس فيّ هو كلّ إنسان يمتلك شغفًا ويسعى إلى تحقيقه بجدارةٍ وإصرارٍ.

من دعمك؟ وما هي التحدّيات التي واجهتها؟

الداعم الأوّل: عائلتي وأصدقائي، وفريق عملي. هؤلاء الّذين آمنوا بي وشاركوني شغفي بما أفعل وأطمح إلى  تحقيقه.

أمّا أبرز التحدّيات الّتي واجهتني فهي الوضعين الأمنيّ والاقتصاديّ في بلدنا لبنان، ما حصر خطواتي في مساحةٍ جغرافيّةٍ محدّدة، وجعلني أكون حذرةً في متابعة خطواتي القادمة نظرًا للظروف الاستثنائيّة الّتي تمرّ بها البلاد.

من إبداعات دار لينا جودي
من إبداعات دار لينا جودي

كيف وقع الاِخْتيار على اِسْم العلامة التجاريّة خاصّتك؟ وما الدّافع إلى هذا الاِختيار؟

لقد أطلقت اِسمي الخاصّ على العلامة التجاريّة خاصّتي، وذلك لأنّني أردتُ ترك علامتي الخاصّة في عالم المجوهرات، هذا بالإضافة إلى أنّ تصاميمي تعكس شخصيّتي وأفكاري، ما يتقاطع مع نساء كثيراتٍ كذلك.

 اِسْردي لنا قصّة "أسطورتي" وما هي القصة التالية الّتي ننتظرها؟

-"أسطورتي" هي مجموعة مستلهمة من الإرث الثقافي لمدينة "صور" في جنوب لبنان، وهي مسقط رأسي. تتناول أساطير تتعلّق بخمس مراحل تاريخيّة مرّت على المدينة وتركت بصمتها في التفكير الجمعيّ للبنانيّين، وبقيت في ذاكرتهم هويّةً تدلّ على لبننتهم بشكلٍ خاصّ. وقد اخترنا العصور الآتية: الفينيقي، اليوناني أو الهلنستي، الرومانيّ، الصليبيّ والإسلاميّ. وذلك لغنى تلك العصور بحكايا الأساطير التي صنعت وجه لبنان الحضاري مثال أسطورة كلّ من  قدموس، أوروبا، أليسار،  عشتروت...إلخ.

أمّا الجزء القادم من أسطورتي فهو يتعلّق بثاني مدينة في لبنان وهي طرابلس احتفاءً بها كونها "عاصمة الثقافة العربية للعام ٢٠٢٤"، وهي اسْتكمالٌ لإبراز وجه لبناني الثقافيّ والحضاريّ كذلك.

مجوهرات الذهب
مجوهرات الذهب

ماذا تغير في شخصيّة لينا جودي قبل وبعد طرح علامتها التجاريّة؟

البداياتُ محفوفةٌ دائمًا بالحذر المقرون بالخوف من ألّا نحقّق الهدف المرجوّ أو النجاح المنتظر لأعمالنا، أمّا بعد إطلاق علامتي التجاريّة فقد ازدادت ثقتي بعملي وتصاميمي، وحقّقت انتشارًا مرضيًا، بالإضافة إلى أنني صنعت هويّتي الخاصّة في عالم تصميم المجوهرات ما جعل قطعي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأفكاري وبالتالي تعمّمها حين تلبسها النساء.

هل تتبنى لينا رسائل معنوية في كل مجموعة مجوهرات تطرحها؟

إنّ كلّ مجموعة، ولا أبالغ إن قلت كلّ قطعة، تحملُ رسالةً معنويّةً معيّنة: فالقطع المستوحاة من الطبيعة، رسالتها هي العودة إلى جمال المرأة الفطريّ والأصيل، والتناغم مع عناصر الطبيعة بأكملها روحيًّا.

كذلك في مجموعة "أسطورتي: صور أصل الحكاية"، فإنّ الرسائل كثيرة ومنها القوّة والحكمة المستلهمة من أسطورة أليسار ملكة قرطاج، التحضّر ونشر العلم في أسطورة قدموس، المحبة والإيثار في أسطورة أوروبا، والمواجهة والثورة على الظلم في أسطورة ميدوسا...وسواها .

جزّئي لنا حلم لينا جودي: ماذا الذي تحقّق منه، وما الّذي ما زال موجودًا على مفكّرة الدار؟

إلى اليوم حققت مجموعات ترتبط بمفاهيم فكريّة وحضاريّة مهمّة، تركتُ بصمتي الخاصّة في عالم المجوهرات، وصنعتُ لتصاميمي هويّتها كعلامة تجاريّة فريدة.

القادم بإذن الله سوف يكون اسْتكمال لأسطورتي امتدادًا إلى مدينة طرابلس، بالإضافة إلى مجموعة تختصّ بعالم "الشاكرات"، والطاقة الروحيّة الإنسانيّة.

مجوهرات وتصاميم لينا جودي
مجوهرات وتصاميم لينا جودي

هل تتبع مجوهرات الدار موضة الموسم؟ أم أنها تستحدثها؟

لمجموعاتي فصولها الخاصّة في الواقع، هي تتّبع الفكرة ثمّ التصميم وتربطهما معًل ليشكّلا موضةً جديدةً.

هل من حجر كريم مفضل لديك؟

لعلّ أفضل الأحجار لديّ هو "الألماس"، فإنّه يشير إلى الصفاء والنقاء والقوّة والتميّز بالإضافة إلى كون تشكيله يحتاج سنين تاريخيّة، وهو نادرٌ وثمينٌ وصقله يتطلّبُ خبرةً وتقانةً في العمل وصبرًا ودقّةً كذلك.

قلادة من دار لينا جودي
قلادة من دار لينا جودي

هل تطمحين إلى العالمية؟ أم أن تركيزك حالياً على المرأة العربيّة فقط؟

العالميّة هي حلم الجميع، لكنّني اليوم أجعل خطواتي مدروسةً فالعالميّة خطوةٌ تحتاجُ ثباتًا في التقدُّم. من هنا، أقول أنّ البداية هي تحقيق ما من شأنه نيل إعجاب المرأة العربيّة على وجه التخصيص لا الحصر. على أمل العالميّة يومًا ما.

 ما هي رسالة مصمّمة المجوهرات لينا جودي للسيدة اللبنانيّة بشكلٍ  خاصٍّ والعالميّة بشكلٍ عامٍّ؟

المرأة عمومًا تستحقّ أن تسعى خلف حلمها وشغفها، وأن تحقّق ما تريدُ بإرادتها الصلبة واستقلاليتها وإصرارها وإيمانها بقدرتها على التغيير والتطوّر.

وأخصّ المرأة اللّبنانيّة الّتي تحدّث أصعب الظروف الأمنيّة والاقتصاديّة والشخصيّة بالتحيّة وأقول لها: يمكنك تحقيق حلمك، آمني بنفسِك، ادرسي خطّتك وثابري للوصول، وستفعلين ذلك.

لينا جودي...دار مجوهرات لبنانية أبدعت بطرح قطع استئنائية
لينا جودي...دار مجوهرات لبنانية أبدعت بطرح قطع استئنائية

 ما هي نصيحتك لكلّ سيدة تهوى تقلُّد المجوهرات؟

أن تختار ما يلائم شخصيّتها، وأن تحبّ ما تتقلّده من مجوهرات، وأن تشتريها لأنها استثمارٌ جماليٌّ وماديٌّ وفنيٌّ..

هل من كلمة أخيرة؟

أشكركم على هذه الاستضافة الكريمة والحوار الشيّق، وأتمنّى أن تتحسّن الأمور في وطننا، كي نستطيع تحقيق خطواتنا القادمة بشكلٍ أسرع وأوسع.

يمكنكم الإطلاع على كافة إبداعات الدار من خلال صفحة الدار الرسمية على انستقرام

https://www.instagram.com/linajoudi.lj/