حكاية آية : من أحكام الصيام

حكاية آية : من أحكام الصيام

30 يونيو 2014
يقول الله تعالى: " أحِل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم، هن لباس لكم وأنتم لباس لهن، علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم، فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم، وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل، ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد، تلك حدود الله فلا تقربوها، كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون " 
 
الشرح
( الرفث ) يعني الجماع، أي العلاقة الزوجية الحميمة. ( لباس )  أي سكن وغطاء. ( تختانون ) أي تخونون أنفسكم بمخالفة المتفق عليه.
 
السبب في نزول هذه الآية الكريمة، أنه في ابتداء الإسلام، كان متفقا عليه أن المسلم والمسلمة يحل لهما الأكل والشرب والجماع من بعد غروب الشمس إلى أن يصليا العشاء أو يناما، فإذا صلى العشاء أحدهما أو نام ثم صحا من نومه لا يحل له أي من الأكل والشرب والجماع، وكان بعضهم لا يلتزم بهذا نظرا لما فيه من مشقة.
 
ويحكى أن الصحابي " قيس بن صرمة " كان يعمل طوال اليوم في أرضه وهو صائم، ثم عاد إلى منزله في وقت الإفطار وطلب طعاما فقالت له امرأته إنها سوف تخرج لتجد إفطارا له، ولما كان مرهقا من العمل فقد نام، وعندما عادت امرأته بالطعام ووجدته نائما فقالت: خيبة لك.. هل نمت؟
 
لم يفطر الصحابي هذا اليوم وأصبح صائما، وفي منتصف النهار أغمي عليه من الجوع والتعب، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر، وبما حدث من بعض الصحابة من عدم التزام بما كان متفقا عليه في صوم رمضان، وما يجدونه من مشقة في الالتزام به، ثم نزلت هذه الآية الكريمة ففرح بها المسلمون كثيرا، حيث رفعت عنهم المشقة وأباحت لهم الأكل والشرب والجماع من بعد المغرب إلى الفجر خلال شهر الصيام.