وادي العرين.. وجهة طبيعية ساحرة تأسر قلوب الزائرين في عسير

عشاق الطبيعة الساحرة وهواة المغامرات على موعد مع تجربة ساحرة في منطقة عسير بأحد البقاع الطبيعية الساحرة التي تلفت أنظار الزائرين بجمالها البديع.

جنة ساحرة

دعونا نحزم الأمتعة ونتوجه سويا صوب وادي العرين الذي يعتبر من أشهر أودية منطقة عسير حيث يخترق محافظة ظهران الجنوب بطول يزيد على 100كم من حدودها الغربية مع اليمن إلى نهاية حدودها الإدارية الشرقية مع منطقة نجران.

ويمكن لزائر وادي العرين أن يتمتع بجولة ساحرة وسط الطبيعة الخلابة والمساحات الخضراء الشاسعة التي ترسم واحدة من أجمل الصور الساحرة للطبيعة البكر في تلك الوجهة السعودية المميزة.

ويتميز وادي العرين بمياه الأمطار ومئات الآبار الجوفية وبالخضرة الدائمة وبمزارعه المتنوعة وبساتينه الغنّاء المتناثرة على جنباته، مما جعله يعرف عبر الأزمنة المتعاقبة بـ"سلة الغذاء" التي تموّن مدن وقرى وهجر المناطق المجاورة في نجران وعسير بالمحاصيل الزراعية، مثل الذرة الرفيعة والقمح "البر" والشعير والذرة الشامية والعدس والبرسيم، إضافة إلى منتجات الفواكه المتنوعة كالرمان والخوخ والتفاح البلدي والتين والعنب.

وادي العرين وصورة ساحرة بعدسة فيصل الزدجالي

تجربة فريدة وسط الطبيعة

ويمكن أن يحظى زائر وادي العرين بتجربة فريدة وسط الطبيعة مع فرصة لا تتكر كثيرا للاستجمام والاسترخاء برفقة أفراد الأسرة وسط المساحات الخضراء بعيدا عن ضجيج المدينة.

كما يكتسب وادي العرين أهمية تاريخية حيث يعدّ نقطة التقاء للحضارات القديمة ومتحفاً لآثارها التي تعكس العمق التاريخي لهذا الوادي الضاربة جذور آثاره في عمق التاريخ، الذي أضحى مقصدا للباحثين والمؤرخين وآلاف السياح على مدار العام، خاصة قاصدي آثار طريق الفيل والقرى الأثرية والتراثية المطلة على امتداد الوادي البالغ عددها أكثر من 100 قرية، زادها جمالاً طرازها العمراني الفريد ومشهد ظلال قصورها الطينية العملاقة، وهي تغازل أشعة الشمس الحارة لتحجبها عن بساتينها الغنّاء في مشهد رباني ساحر.

كما يمكن لزائر وادي العرين أن يشاهد العديد من النقوش والرسوم التاريخية في تلك المنطقة حيث تسرد آثار النقوش والرسوم وصور الحيوانات والقوافل العابرة والكتابات السبئية والثمودية فصلاً من تاريخ التجارة العالمية القديمة خاصة في جبل عزان المطل على وادي العرين.

آثار طريق الفيل

ومن أشهر المواقع الأثرية بالقرب من وادي العرين التي ما زالت معالمها موجودة إلى الآن، هي آثار طريق الفيل وهو الطريق الذي سلكه أبرهة الأشرم حينما حشد جيشاً في رحلته المشؤومة لهدم الكعبة المشرفة.

حيث قام جيشه برصف الطريق بالحجارة ليسهل مرور الفيلة عليه، وما زال بعض من آثار هذا الطريق واضحة للعيان في مواقع "المصلولة" و"قاوية" و"الثويلة" " في قرية المجزعة التي يقسمها وادي العرين، حيث سلكت قريش طريق الفيل في رحلاتها المشهورة لليمن في فصل الشتاء التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

كما يمتاز وادي العرين بوجود القلاع والحصون في القرى الممتدة على جنباته التي اندثر جلها، ولم يبق منها إلاّ قليل تميزت بروعتها المعمارية الفريدة وطرازها الهندسي الجذاب

وتتميز تلك القلاع والحصون بقوة مبانيها المشيدة من خامات البيئة "خلب الطين، والخشب، والحجارة" لتضيف المزيد من السحر إلى تجربة الزائر في واي العرين.

سحر الطبيعة في وادي العرين - المصدر وكالة الأنباء السعودية