هل ترتبط آلام الرقبة بفئة عمرية معينة؟
شروق هشام
انتشرت آلام الرقبة بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية وخصوصاً في فئة الشباب وحتى الأطفال، ولا شك أن نمط الحياة العصرية، ومنجزاتها العلمية، قد ساهم بشكل كبير في تفاقم مشاكل آلام الرقبة، وخصوصاً لدى الأشخاص، الذين يمارسون أعمالا مكتبية، ولدى طلبة المدارس والجامعات.
حول هذه المشكلة أجريت دراسة جديدة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، تهدف إلى تقدير مدى انتشار اعتلالات العمود الفقري المحولة للعلاج الطبيعي في المنطقة الشرقية، وإلى معرفة العلاقة بين أكثر اعتلالات العمود الفقري شيوعاً والعمر ونوع الجنس، وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها على مستوى مهنة العلاج الطبيعي حيث لا توجد بحوث منشورة قبل هذه الدراسة حول مدى انتشار اعتلالات العمود الفقري المحولة للعلاج الطبيعي.
الإحصائيات
جاءت الإحصائيات خلال هذه الدراسة والتي أكدها الباحث الدكتور علي متعب الشامي، الأستاذ المساعد بقسم العلاج الطبيعي وعميد كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الدمام، أن ألم الرقبة هو الأكثر شيوعاً في المرضى ذوي الأعمار أقل من 30 سنة، في حين أن داء الفقار العنقي الأكثر شيوعاً في الفئات العمرية التي تعدت ال30 عاماً، وداء الفقار وألم أسفل الظهر هما الأكثر انتشاراً لدى النساء من الرجال.
النتائج
اعتمدت هذه الدراسة على مراجعة بيانات الحاسوب لجميع الإحالات الإلكترونية الجديدة للمرضى على مدى ثلاث سنوات (من يناير 2011 إلى ديسمبر 2013 م)، والتي تضمنت بيانات الحاسوب معلومات ديموغرافية مثل الجنسية والجنس والعمر وجهة الإحالة والتشخيص.
وأظهرت النتائج أن 1696 من المرضى أي ما نسبتهم 28% من جميع الإحالات الإلكترونية وعددها (5929) هي لمرضى يعانون من اعتلالات العمود الفقري، وأن أكثر الاعتلالات شيوعاً في الفقرات القطنية أسفل الظهر بنسبة 53%، والفقرات العنقية للرقبة 27% وهو الألم الأكثر شيوعاً في هذه الفقرات.
ولخصت الدراسة ما سبق في أن اعتلالات العمود الفقري شائعة نسبياً، وأن آلام الرقبة وأسفل الظهر من المشاكل الأكثر انتشاراً ضمن اعتلالات العمود الفقري، وأن العلاقة ضعيفة بين العمر ونوع الجنس وبعض الاعتلالات التي تصيب الفقرات العنقية والقطنية.
النصائح
نصح الدكتور الشامي الممارسين الصحيين بتثقيف المرضى الذين يشتكون من ألم أسفل الظهر أو ألم الرقبة عن فهم تشريح العمود الفقري وأسفل الظهر، وفسيولوجياً الألم بطريقة سهلة ومبسطة، والعوامل الإيجابية عن تطور الألم.
كما نصح المرضى بالعودة إلى أنشطتهم الطبيعية بأسرع وقت ولا يركنوا إلى السرير خوفاً من الألم واستخدام إستراتيجيات فعالة لتخفيف الألم، مع ضرورة الذهاب إلى الممارس الصحي الذي سيقدم لهم العلاج المناسب.