كيف تحافظين على صحتكِ أثناء السفر

خططي لها بعناية: أساسيات التمتع بسفر آمن وصحي

جمانة الصباغ

لا يختلف إثنان على جمالية ومتعة السفر، وكذلك فوائده العديدة؛ خاصةً بعد أشهرٍ طويلة في العمل والمهام الوظيفية والحياتية والدراسية وغيرها. لكن السفر الآمن هو غاية الجميع؛ إذ أن لا أحد منا يحب أن يمرض أو يتعرض لمتاعب صحية أثناء سفره وتنقله في دولٍ عدة حول العالم، ما يُنغص عليه هذه المتعة ويجعله يحجم عن التخطيط لرحلة السفر القادمة التي تُعدَ ضروريةً بكافة المقاييس.

وخلال شهر يونيو الحالي، ومع انتهاء العام الدراسي والجامعي؛ يخطط العديد من العائلات والأفراد للسفر لتمضية عطلة الصيف في رحاب أوطانهم، أو بلدان أخرى في العالم، بهدف الاستجمام والترويج عن النفس والراحة، قبل العودة من جديد لروتين الحياة العادي من عمل ودراسة ومهامٍ لا تنتهي.

لذا فالتخطيط لهذه العطلة، لا يتوقف فقط عن حجز التذاكر والفنادق والاستعلام عن الأماكن السياحية وغيرها؛ وإنما يمتد ليطال أيضًا معرفة "الاحتياطات والإجراءات الوقائية" الواجب العلم بها واتباعها، بغية السفر بصحة وأمان.

في موضوعنا اليوم، نتطرق وإياكِ عزيزتي لأساسيات السفر الآمن والصحي، من تطعيمات ونصائح حول توخي المرض والمشاكل الصحية خلال السفر وبعدها؛ بناءً على معلوماتٍ جمعناها من عدة مواقع مختصة. فإن كنتِ في خضم التخطيط لعطلتكِ الصيفية مع الأهل والعائلة، تابعي معنا القراءة..

كيف تحافظين على صحتكِ أثناء السفر

حاولي النوم والراحة قدر الإمكان لضبط الساعة البيولوجية أثناء السفر
حاولي النوم والراحة قدر الإمكان لضبط الساعة البيولوجية أثناء السفر

السفر هو واحد من أجمل التجارب في الحياة، ولكنه يتطلب أيضًا الكثير من الحذر والتحضير. ومن أهمّ أساسيات السفر الآمن والخالي من المشاكل،المعرفة الصحية؛ إذ يجب أن تكوني على درايةٍ بكافة المخاطر الصحية المحتملة التي يمكن أن تواجهكِ في بلدٍ جديد. تأكدي في البداية من تلَقيكِ وعائلتكِ جميع التطعيمات اللازمة والمطلوبة في الوجهة التي تقصدينها، وأنكِ تحملين معك أية أدوية قد تحتاجينها للاستخدام اليومي حسب وصفة الطبيب، أو عند الطوارئ.

كما يجب أن تكوني حذرةً عند تناول الطعام والشراب، خاصة في البلدان التي قد تكون معروفةً بمشاكل الصحة العامة. ومن هنا، نسرد معكِ لكافة نصائح الحفاظ على الصحة أثناء السفر وبعده.

كيف تحافظين على صحتكِ خلال الرحلات الطويلة

يُعدَ السفر أمتع الأوقات، سواء كانت مدته قصيرةً أم طويلة؛ لكن الرحلات الطويلة، التي تستغرق لساعاتٍ معينة وقد تستدعي التوقف في بلدٍ واحد أو أكثر، قد تكون مرهقة ويصاحبها بعض الإزعاج وعدم الراحة.

لذ لا تدعي فرصة استكشاف أماكن جديدة، وإن كانت بعيدة نسبيًا عن مكان سكنكِ، تعيقكِ عن هذه المتعة، واتخذي كافة الاحتياطات لتقليل إجهاد السفر الطويل على صحتكِ الجسدية والنفسية.

وللمحافظة على صحتكِ خلال الرحلات الطويلة، ما عليكِ سوى اتباع النصائح الآتية:

  1. شرب الماء بكمياتٍ كافية: يُعد الترطيب أول أساسيات الحياة الصحية، فالجفاف يمكن أن يضر بصحتكِ على كافة الصُعد خصوصًا خلال الرحلات الطويلة. لذا تأكدي من شرب الماء بكمياتٍ كافية للحفاظ على ترطيب جسمكِ وتجنب الجفاف.
  2. القيام ببعض التمارين البسيطة: احذري عزيزتي، فعدم الحركة وتحريك الجسم أثناء السفر ولساعاتٍ طويلة، يمكن أن تكون تداعياته خطرة على عمل الدورة الدموية وزيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية. لذا من الضروري النهوض من مقعدكِ والمشي بين الحين والآخر؛ ويمكنكِ أيضًا القيام ببعض التمارين البسيطة لتحريك يديكِ وقدميك وجسمكِ حتى أثناء الجلوس، لضمان سير الدم في الجسم وتجنب تصلب العضلات.
  3. الحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة والنوم: أثناء الرحلات الطويلة، ينبغي الراحة والنوم قدر الإمكان؛ إذ أن قلة النوم والتعب يمكن أن يزدادا حدةً خلال السفر. تأكدي من استخدام كافة وسائل الراحة المتاحة على الطائرة أو القطار، مثل وسائد العنق والأقنعة للعينين لتوفير بيئةٍ مناسبة للنوم. وكما تُنظَمين ساعات نومكِ خلال الأيام العادية، اتبَعي الروتين ذاته قدر الإمكان أثناء السفر، وتجنَبي استخدام الأجهزة الالكترونية قدر الإمكان.
اتخذي كافة الاجراءات الوقائية لحمايتكِ وعائلتكِ من متاعب السفر الصحية
اتخذي كافة الاجراءات الوقائية لحمايتكِ وعائلتكِ من متاعب السفر الصحية

الأمر ذاته ينطبق على كافة أفراد الأسرة، خاصة الأطفال، الذين قد يعانون من تعكر المزاج جراء قلة النوم أثناء السفر؛ آخر ما تريدينه بعد رحلة سفرٍ طويلة، أطفالًا يبكون ويزعجونكِ!

  1. تناول الطعام الصحي: يهوى الكثيرون تناول وجبات الطعام المقدمة على الطائرة أو في القطار، ومعظمها للأسف لا يتمتع بخاصية "صحي" بشكلٍ كبير؛ ناهيكِ عن تناول الوجبات الخفيفة والمقرمشات والمشروبات الغازية وغيرها طيلة الرحلة، ما يؤدي إلى انزعاج المعدة وتخريب أي حميةٍ أو نظامٍ صحي تتبَعين خلال الأيام العادية.

لذا احرصي خلال السفر، على متابعة عادة تناول الأكل الصحي؛ تناولي وجباتٍ صحية ومتوازنة خلال الرحلة، تجنَبي الأطعمة الثقيلة والدهنية التي قد تسبب الانزعاج المعوي. ولا تنسيالوجبات الخفيفة الصحية مثل الفاكهة والخضروات المقطعة والمكسرات، لتلبية احتياجاتكِ الغذائية أثناء السفر.

  1. التزوَد بحقيبة أدوية: قد يكون مفيدًا حمل حقيبةٍ من الأدوية الأساسية والضرورية لحالات الطوارئ، أثناء السفر في الرحلات الطويلة. 9منها أدوية منع الغثيان وعلاج الدوران، مسكناتٌ لوجع الرأس أو آلام الأسنان المفاجئة أو التوتر العضلي وغيرها. والأهم، لا تنسي الأدوية والعلاجات المناسبة لحالاتٍ صحية قد يعاني منها الأطفال أثناء السفر، مثل الإسهال والتقيؤ وغيرها.

كيف تحافظين على صحتكِ بعد رحلة السفر

ها قد وصلتِ بالسلامة إلى الوجهة المنشودة في سفركِ، وما عليكِ سوى المحافظة على اتباع إرشادات الوقاية والرعاية الضرورية، لمنع أي شيٍ قد يُعكر عليكِ صفاء الإجازة والاستمتاع بها.

وليس أفضل من موقع Emirates.com لتوخي الحذر عند تناول الطعام والشراب في الأمكنة التي تسافرين إليهاا؛ فحتى وإن بدا الطعام لذيذًا للعين، فإنه قد يحوي بعض الجراثيم، خاصةً في الدول التي لا تتبَع إجراءات السلامة المناسبة للحفاظ على جودة الطعام. لذا يُفضَل دومًا غسل اليدين بالماء والصابون قبل لمس الطعام؛ التأكد من أن الأطباق والملاعق المستخدمة نظيفة؛ الحرص على تناول الطعام الساخن والمطهو جيدًا؛ تجنب تناول الأطعمة التي تُباع في الأكشاك في الشوارع، أو التي يُحتفظ بها لفترةٍ طويلة بعد طهوها عرضةً للتلوث؛ تناول المشروبات المحفوظة في زجاجاتٍ خاصة أو مُعلبة، بدلًا من المشروبات الأخرى مثل العصائر الطازجة التي قد تستخدم مياة الحنفيات في إعدادها؛ عدم إضافة مكعبات الثلج إلى المشروبات لأنها عادةً ما تكون مُعدَةً من مياه الحنفيات التي قد تكون ملوثة في بعض المناطق؛ كما يمكن أن تكون السلطات والفواكه ملوثةً جراء غسلها بماء الحنفيات. لذا من الأفضل دائما تناول الطعام الذي تم تقشيره أو طهوه بشكلٍ جيد.

هذا فيما يخص الطعام؛ أما بالنسبة للمشاكل الصحية الأخرى المرتبطة بالمكان، فيمكن أن يُسبَب لدغ الحشرات وعض الحيوانات نوعًا من الألم، أو أن يثير الحساسية أو ينقل العدوى. كما قد ينشر البعض منها، أمراضًا مثل الملاريا وداء الكلب؛ لذا، عليكِ تجنب مثل هذه اللدغات والعضات أثناء وجودكم بالخارج باتباعكم لبعض القواعد البسيطة، منها اختيار مكان إقامةٍ تُوفَر نوافذ مزودة بستائر؛ دهن الأجزاء المُعرضة للهواء من الجسم بمستحضراتٍ طاردة للحشرات؛ استخدام المبيدات الحشرية المناسبة في الغرف قبل النوم للتخلص من الحشرات؛ تجنب القيام بأي أنشطة خارجية ليلًا من الغروب وحتى الفجر؛ الحرص على فحص الأحذية قبل ارتدائها في المناطق التي يُحتمل أن يتواجد فيها أية عقارب أو أفاعي أو عناكب أو كائنات من هذا النوع.

كيف تتخلصين من الإرهاق الناجم عن اختلاف التوقيت

من الضروري والآمن تناول الطعام الصحي أثناء السفر لتجنب المشاكل الصحية
من الضروري والآمن تناول الطعام الصحي أثناء السفر لتجنب المشاكل الصحية

تسافرين خلال النهار، لكنكِ تصلين وجهتكِ المقصودة في الليل؛ هذا التفاوت في التوقيت، قد يؤدي إلى خللٍ في الساعة البيولوجية للجسم والإصابة بالإرهاق الناجم عن اختلاف المواقيت وساعات النوم وغيرها. وعلى الرغم من إمكانية الجسم، إعادة ضبط إيقاعه الداخلي خلال فترة يبلغ متوسطها يومٍ واحد تقريبًا لكل نطاق زمني يتم السفر عبره، إلا أن العديد من المسافرين قد يجدون صعوبةً في السفر شرقًا (قصر فترة النهار) مقارنةً بالسفر غربًا (زيادة طول النهار). وهو ما قد يؤدي إلى قلة النوم ومضاعفة الشعور بالإرهاق الذي يترفق مع الصداع، التعب الشديد، الأرق، والتغير في الشهية لتناول الطعام.

ومع أنه لا يوجد علاج لاضطراب النوم الذي يمكن أن يصيبكِ أثناء الرحلات الجوية الطويلة واختلاف التوقيت، إلا أنه بالإمكان من الحدَ من آثاره بتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل أن يحين موعد النوم بأربع ساعاتٍ على الأقل، لتجنب النوم المتقطع.

لاستعادة وضبط الإيقاع الداخلي للجسم أثناء التنقل بعد نطاقاتٍ زمنية مختلفة، من الأفضل الخلود للراحة في اليوم الأول للوصول إلى وجهتكم وترك النشاطات المختلفة للأيام المتبقية من الإجازة. يساعد المشي تحت أشعة الشمس صباحًا، في إعادة ضبط الساعاة البيولوجية خاصةً إذا كنتم تسافرون باتجاه الشرق،فالتعرض للشمس يُساعد في التأقلم مع التوقيت الجديد.

احرصي على تناول الوجبات وفقالتوقيت المحلي للبلد الذي تسافرين إليه، تجنَبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين بعد الرابعة مساءً؛ حاوليالخلودللنوم تبعًا للأوقات المحلية للبلد الذي تقيمين فيه بغرض السياحة، وفي حال كنتِ متعبة جدًا من الأفضل أخذ قيلولةٍ قصيرة أثناء النهار.

لا تنسي طلب الأطعمة الصحية من قوائم الطعام، وخصوصًا الأطعمة التي تُحسَن من قدرتكِ على النوم خلال الليل مثل الحليب والأطعمة النشوية، وتجنَبي في المقابل الأطعمة الغنية بالبروتينات ليلًا والتي تزيد من مستوى التنبه لديكِ.

في الختام، فإن السفر لأماكن جديدة والسياحة خلال عطلة الصيف لها مفاعيل إيجابية كبيرة على الصحتين الجسدية والنفسية. لكن لا تدعي بعض المُنغصات تُفسد عليكِ هذه المتعة، مثل الإرهاق وقلة النوم وغيرها من المشاكل الصحية التي يتعرض لها كثيرٌ من المسافرين. تحضَري جيدًا لأية طوارئ قد تحدث أثناء السفر وبعده، ليكون سفركِ خلال فصل الصيف مفعمًا بالتجارب الجميلة والذكريات التي لا تُنسى.