الرئيس والمدير التنفيذي لدار "فان كليف أند أربلز" لـ"هي": تظل باريس دائما مصدر الوحي المستمر
دبي: "لمى الشثري" Lama AlShethry
نيكولاس بوس شخصية عاشقة للفنون والأدب والمسرح، ذائقته العالية مكملة لعقليته الفذة، فهو خريج معهد ESSEC العريق للدراسات العليا في تخصص الأعمال. دخل نيكولاس عالم "فان كليف أند آربلز" عام 2000 عندما تولى منصب المدير الإبداعي والتسويقي لقسم المجوهرات الفاخرة في الدار. وفي عام 2013 استلم زمام الرئاسة التنفيذية للدار، إضافة إلى إدارة القسم الإبداعي. نيكولاس متزوج وله ابنتان ويعشق الإبحار كما أن له روحا مرحة بأسلوب راقٍ تطابق هوية دار فان كليف أند آربلز. استمتعنا بالحوار معه عبر هذا اللقاء على صفحات مجلة "هي".
لنستهل لقاءنا بالحديث عن مجموعة الساعات المميزة التي كُشِف عنها اليوم والمستوحاة من عالم الفضاء؟
لطالما كان مصدر الوحي في تصاميم دار فان كليف أند آربلز من وحي ما تقدمه لنا الطبيعة. كما نرى من حولنا فإن الطبيعة لا تقتصر على الأزهار والفراشات، بل تمتد لتشمل المحيطات والبحار والسماء والآفاق الممتدة. بدأت القصة من مجموعة Poetic Complications التي جمعت بين التقنيات الدقيقة لصناعة الساعات والحرفية العالية مع الرموز الشاعرية التي تعرف بها الدار لتخلق من خلال حركة الساعة قصة تُسرَد على المينا. الساعات التي كشفنا عنها اليوم من مجموعة Poetic Astronomyتحمل الروح نفسها، وهي من وحي الفلك. وعلى الرغم من أن الفلك كان منذ الأزل حاضرا في حساب الوقت وصناعة الساعات، إلا أننا قدمناه من خلال نظرتنا الشاعرية نحو عالم النجوم والسماء بتصاميم للنساء والرجال.
نعلم أنك عاشق للأدب والمسرح والفنون، إلا أننا رأينا جانبا مرحا للغاية في مجموعة سفينة نوح Noah’s Ark التي أظهرت الحيوانات بأشكال لعوبة .. هل هو تأثير طفلتيك الصغيرتين في عالمك؟
على الأرجح .. لطالما كنت مسحورا بعلاقة الإنسان بالطفولة ضمن رؤية كونية ومعنى شامل للحياة. إلا أن روح المرح جزء لا يتجرأ من تاريخ "فان كليف أند آربلز"، لذا فهو ليس من وحي حياتي الشخصية بشكل محدد. إذا نظرنا إلى علاقة الدار بالحيوانات نجد أن مجموعة الحيوانات التي أُطلقت في الخمسينيات بأشكال تحمل أناقة وجمال وعراقة الدار بأسلوب كرتوني مرح ومبهج للنظر، بعضها برأس متضخم وأخرى تغمز بعينها. لا يتحتم علينا أن نكون جادين للغاية، لأننا نعمل بمواد ثمينة ورقيقة للغاية كالمعادن والأحجار الكريمة التي نصنع بها مجوهرات "فان كليف أند آربلز"، هناك دائما فرصة لعناصر الطفولة المرحة، وأظن أن هذا يشكل جزءا مهما من هوية الدار العريقة. عندما قررت مع الفريق أن نقدم مجموعة Noah’s Ark وجدنا أنها قصة حاضرة في مختلف الثقافات والأديان، ولذا اخترنا أن تحمل تصاميمها فخامة تعكس رقي الدار مع لمسة مرحة وغير مألوفة. عندما كشفنا عن المجموعة في نيويورك وباريس اخترنا أن نجعل العرض ليس فقط لعشاق مجوهرات "فان كليف أند آربلز"، بل كان ضمن ديكور مسرحي من وحي القصة بالتعاون مع الفنان والمخرج المسرحي روبرت ويلسون لكي يستمتع بها المهتمون بالقصة من جميع الفئات العمرية. هوية الدار وندرة التصاميم التي نقدمها والأحجار النفسية التي نعمل بها تجعلنا بعيدين نوعا ما عن الأشخاص الذين لا يقتنون مجوهراتنا، ولذا نحاول عندما تتاح لنا الفرصة أن نكون أقرب للناس، لنعيد التواصل معهم بشكل ممتع وفني وجميل.
تتولى إدارة الأعمال إضافة إلى القسم الإبداعي في دار فان كليف أند آربلز وهو أمر غير مألوف، ما سر نجاحك في الجانبين؟
أظن أنهما روايتان للقصة نفسها، تلقب العلامات الراقية في أوروبا بأنها ضمن عالم "الصناعات الإبداعية" أي أنها أعمال قائمة على الإبداع. ولذا عندما نراقب الدور التي استمرت في وجودها لأجيال وأجيال، نرى أن سر بقائها هو أنها نجحت في الاثنين معا: الأعمال والإبداع. لو كان هناك إبداع يفوق الوصف دون أن يرافقه حس واقعي بالأعمال، فإن الأمر لن ينجح لوقت طويل. وبالعكس أيضا، لو كان هناك حس قوي بالأعمال مع افتقار للإبداع، فسوف تفقد العلامة الهوية والروح التي تميزها. توليت هذا المنصب بعد أكثر من عشر سنوات من تولي منصب المدير الإبداعي والتسويقي لقسم المجوهرات الفاخرة في الدار. ولذا فأنا أميل إلى الاثنين معا، لست فنانا بالمعني الحرفي، ما أعشقه في عملي هو تقديم تصاميم مبدعة تُصنع لتُرتدى، قطع تعبر عن الدار وتنال الإعجاب، بحيث يشعر الشخص برغبة في اقتنائها والاستمتاع بها. نعمل في فريق متكامل بين قسم الأعمال وقسم الإبداع، فكل جانب يدرك أهمية الآخر.
بعد ما يقارب ست سنوات من توليك هذا المنصب .. مالذي أضافه إليك من الناحية الإنسانية والعملية؟
أشعر أولا بأنها مضت بشكل سريع للغاية، تبدو لي كأنها سنتان فقط! إنها تجربة مثرية للغاية، "فان كليف أند آربلز" علامة مميزة ومثيرة للاهتمام. أظن أن الأمر المهم بالنسبة لي وللمساهمين والمجموعة التي ننتمي إليها هو الرؤية بعيدة المدى والثبات والاستمرارية التي تنعم بها الدار. أعتقد أنها رحلة رائعة، خاصة أنها تخلو من اللوم! فعندما لا تجري الأعمال بشكل جيد لا يمكن لفريق الأعمال لوم الفريق الإبداعي، والعكس صحيح أيضا، وهو ما يجعل الأمور أسهل. أؤمن بأن روح الإبداع حاضرة في دار فان كليف أند آربلز، يرافقها إدراك من قبل المبدعين لدينا بالتصاميم المجدية للدار من حيث الأعمال.
هل هناك مدينة تمثل مصدر وحي لك في المجموعات التي تقدمونها في دار فان كليف أند آربلز؟
تظل باريس دائما مصدر الوحي المستمر بالنسبة لدار فان كليف أند آربلز. أعتقد أن الإلهام يأتينا من تاريخ الدار أكثر مما نراه في الخارج، وهذا لا يعني إعادة تقديم ما صممناه سابقا، ولكن يعني أن نكتب فواصل جديدة في قصة دار فان كليف أند آربلز. لدينا مصادر وحي مهمة للغاية هي جزء من هوية الدار مثل الباليه والقصص الخيالية والفراشات. أظن أن أكثر الأمور حماسا للفريق ولي شخصيا أن نكون متيقظين لأي توجهات وتطورات ومصادر وحي جديدة تكمل رواية "فان كليف أند آربلز" بالروح نفسها، ولكن بزوايا جديدة مثلما فعلنا في مجموعة Noah’s Ark . نتشوق للغاية إلى أن نخلق صلة بين العوالم المختلفة ضمن مدار "فان كليف أند آربلز". على سبيل المثال، عندما زرنا سابقا مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وجدنا أنه مكان مثالي لاحتضان مجموعة ساعات Poetic Astronomy التي تعرض الأبراج على مينا الساعة بشكل بديع مستوحى من تصاميم الدار في الستينيات. يقودنا ذلك دائما إلى جمع العقول مع بعضها من أماكن مختلفة في العالم سواء من الإعلام أو المهتمين بتصاميم الدار لتبادل الأفكار والآراء، وهو أمر رائع.
هل هناك مجموعة معينة هي الأقرب إلى قلبك في دار فان كليف أند آربلز منذ انضمامك إليها؟
مجموعة Midsummer Night's Dream المستوحاة من رواية شكسبير المسرحية. أحببت كثيرا كيف أعدنا خلق القصة بأسلوب الدار عبر جنيات الأمنيات وروعة السحر، كان ذلك عام 2003 ، حيث أصبحت تلك التصاميم بداية للكثير من المجموعات التي أطلقناها بعد ذلك.