مصممة المجوهرات الدكتورة خلود عرب لـ"هي": أسعى لتصميم قطعة فريدة

الرياض : مشاعل الدخيل

تصوير: علي المتروك

 

أبهرت الدكتورة خلود عرب إستشارية طب أسنان تجميلي ومصممة مجوهرات لودا جوليري عالم التصميم بحرفيتها في تصميم وصناعة المجوهرات مستندة إلى عالم الورود ولغتها الخاصة التي تحمل معاني ودلالات مليئة بالمشاعر والأحاسيس المرهفة.

وقدمت عرب فكرة جديدة في عالم تصميم المجوهرات تستند إلى مفهوم حديث وفريد من نوعه تستكشف فيه عالم الورود ولغتها العميقة المرتبطة بالذاكرة والحب والإحساس المرهف. تحدثنا إلى المصممة الموهوبة التي خصتنا بالحديث عن علامتها الخاصة في صنع وتصميم المجوهرات الفاخرة "مجوهرات لودا".

بداية، حدثينا عن نفسك، وما خبراتك ومؤهلاتك المهنية والدراسية؟

أعمل استشارية طب أسنان تجميلي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. درست طب الأسنان عن شغف وحب وحصلت على درجة الماجستير في طب الأسنان التجميلي، وتميزت بكوني أول سعودية حاصلة على البورد الأمريكي في هذا المجال.

حدثينا عن علامة "لودا للمجوهرات" التي أنشأتها مؤخرا؟

كان التميز والإبداع مصدر نجاحي. من خلال دراستي تعلمت أن أدمج بين العلم والجمال، وأن أرى العالم بعين المبدع وأنامل الفنان، تاركة بصمتي في عالم الجمال في كل ما أقدم، تعلمت أن المواهب منافذ الإبداع وأن الإبداع يأتي بأشكال مختلفة. علامة مجوهرات «لودا جوليري » بدأت بحلم صغير في داخلي، وبت أخطو بخطى واثقة نحو تحقيقه إلى أن أصبح اليوم حقيقة أجمل من الخيال ولله الحمد.

ما الذي دفعك للدخول إلى عالم تصميم المجوهرات؟

شغفي بالجمال والفن وحبي للمجوهرات والموضة دفعاني لأن أبحث أكثر وأن أندفع نحو حلمي في هذا المجال. صممت مجموعتي الأولى "باقة من الورود" bouquet of flowers ومن هذه النقطة أطلقت علامة "لودا جوليري" .

هل تستلهمين جميع تصاميمك من عالم الورود؟

أمي، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، كانت مصدر إلهامي وقوتي وثقتي في كل ما هو مميز من خلال شخصيتها الحالمة وإحساسها الراقي المرهف وحبها للورود والطبيعة والمجوهرات الأنيقة. كنت أسعى للتشبه بها في كل صفاتها، وأميل إلى حب كل ما تحبه. إن لغة التعامل عند أمي، رحمها الله، لغة معنوية حسية تتجسد في رقة التعبير عن موقف أو ذكرى، وقد صممت مجموعة مستوحاة من رقتها وأحاسيسها، فالورود تحاكي هذه الأحاسيس وتعبر عنها.

كيف تعمقتِ في فكرة تصميم المجوهرات بوحي من عالم الورود؟

استوقفتني هذه الفكرة الجديدة والمبتكرة في عالم المجوهرات التي لم يسبق لأحد أن نفذها بهذه الطريقة من قبل. تعمقت في قراءة كتب عن الورود وعالم الزهور والمجوهرات إلى أن تبلورت هذه الفكرة وعملت على تنفيذها. لطالما كان لعالم الورود على مر العصور معنى يحمل بين طيات بتلات زهوره رموزا آسرة للقلوب ومعبرة عمّا في النفس، فكانت المجموعة عبارة عن ورود السنة، بحيث كل وردة تتألق في شهر، وكل وردة تحمل معنى في "قاموس الورود الفيكتور"  victorian dictionary of flowers.

أتقنتِ بحرفية عالية تصميم مجوهرات فاخرة باستنادك إلى هذا المفهوم الجمالي. كيف كانت هذه المرحلة الاستكشافية بالنسبة لك بحكم دخولك طب الأسنان أولا؟ وكيف ترين الجمال في عينك؟

الجمال هو مصدر ثقة الطبيعة ومصدر تفاؤل وأمل؛ فالله جميل يحب الجمال. اختياري تخصص طب الأسنان التجميلي لما أراه وأؤمن به وهو أن تجميل ابتسامة الشخص تزيد من رونقه وثقته بنفسه. الابتسامة الجميلة كلمة طيبة بلا حروف تشق طريقها إلى قلوب الناس. وكذلك ما يزيد من الجمال الخارجي جمال الروح، وهذا ما أسعى إليه في تصاميمي التي هي من وحي الطبيعة، أن

تكون تصاميم لودا جميلة من الخارج إضافة إلى أن تكون لكل قطعة روح بمعناها الحي الذي يلامس المشاعر ويأسر القلوب.

ما الفلسفة التي تتبعينها في تصميم المجوهرات؟

أسعى لتصميم قطع فريدة ومتميزة تترجم شغفا وتخطف الأنظار وتعلق القلوب بها، حيث تحمل في الوقت ذاته رسالة ومعنى للشخص الذي يرتديها .تتميز تصاميمي بلمسة ناعمة تعكس معاني محددة، وهي تجسد فكرة من وحي الورود والطبيعة، وبما أن المجوهرات والأحجار الكريمة تعتبر الصديقة الصدوقة لكل امرأة، فقد عملت على دمجها لتقديمها بطريقة عصرية تحاكي المناسبات المختلفة، أو على شكل قطع يومية تمزج بين البساطة والفخامة في آن واحد.

هل هناك رابط بين طب الأسنان وتصميم المجوهرات الفاخرة؟

كوني طبيبة أسنان يعني أنني بطبيعة عملي أصمم البسمة بدقة وحرفية وجمال. وهذا ينطبق على ما أفعله في تصميم المجوهرات كذلك. وأنا بطبعي إنسانة محبة للتميز والإبداع، وأحب أن يكون كل ما أقدمه من أعماق قلبي. تتميز مجوهرات لودا بالأنوثة والأناقة والبساطة التي تعكس هويتي في آن واحد.

أخبرينا عن آخر مجموعة أطلقتِها مؤخرا؟

مجموعة boquet of flowers هي باقة ورود تحكي لغة الورود وتحمل معاني جميلة وملهمة. فالباقة عبارة عن 12 وردة بعدد شهور السنة، وهي: وردة يناير: الأمل، وردة فبراير: التواضع، وردة مارس: البدايات الجديدة، وردة أبريل: السرور، وردة مايو: السلام، وردة يونيو: التفاني، وردة يوليو: الصفاء، وردة أغسطس: الفخامة، وردة أكتوبر: الفرح، وردة نوفمبر: الصدق، وردة ديسمبر: السعادة. استخدمت الذهب الخالص من عيار 18 قيراطا في تصميم الهيكل، ولتجسيد "ورود لودا" اخترت الألماس العالي الجودة من فئة VS والأحجار الكريمة كالصفير بألوانه والروبي واللؤلؤ والأحجار الشبه كريمة النادرة والمتنوعة في

الشكل واللون لتظهر القطع بكامل صورتها الجمالية.

ما مراحل التصميم الأولى التي تعتمدينها في تصميم جميع مجموعاتك؟

تلهمني الطبيعة، وتستهوي مخيلتي بأحاسيس من داخلي، وأعيد صياغتها في رسمة مبدئية على ورق تتحول فيما بعد إلى قطعة فنية من تصاميم لودا.

تصاميم علامتك قائمة على جمال وجاذبية الأحجار الثمينة، أي حجر ثمين هو الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟

الأحجار تتفاوت في معانيها وطاقاتها وجمالها، فالألماس يظل الأقرب إلى قلوب النساء. ولذلك اعتمدت أجود أنواعه في تصاميم لودا. ومن أجمل ما قيل في الألماس:"كن كالألماس قويا لا شيء يكسرك".

ما أبرز التيارات والاتجاهات الدارجة في عالم التصميم؟

أحلى ما في التصميم أن يكون لك تيارك الخاص بك لتكون مبدعا حقا.

ماذا عن تنسيق المجوهرات؟ هل تعتبر موضة تراص القطع عابرة أم موضة كلاسيكية بحد ذاتها، حيث إنها وسيلة تعبيرية تعكس ذوق وشخصية المرأة؟

تستهويني موضة تراص المجوهرات وقطع الإكسسوارات، وقد صممت جميع القطع لكي تتناسب مع هذه الموضة، وخاصة القطعة التي تحمل توقيعنا، وهي signature bracelet ، حيث لا يتضارب تصميم الوردة في الإسوارة مع القطع الأخرى، إذا وضعت بشكل مصفوف ومرصوص مع التصاميم من المجموعة نفسها. هي بالفعل موضة دارجة، ولكن يجب إتقانها وتطبيقها بالطريقة الصحيحة من خلال تنسيقها بأسلوب يتباين فيه جمال القطعة مع أو من دون مجوهرات وقطع أخرى.

شاركتِ في أسبوع التصميم السعودي الذي يقام سنويا في عاصمة المملكة الرياض، ماذا تعني لك المشاركة في هذا الحدث

المهم؟ وما الذي تضيفه إلى مسيرتك في عالم التصميم؟

كان لي شرف المشاركة بهذا الحدث المهم في مجال الفن والتصميم في السعودية، وتسنت لي فرصة التعرف إلى شخصيات مبدعة في مجال التصميم والفنون في المملكة. تمثلت هذه المشاركة الثمينة أمامي كفرصة عظيمة وضعتني على خريطة أهم المصممين المتميزين محليا وإقليميا.

ما زلتِ تمارسين مهنة طب الأسنان؟ ما تخصصك في هذا المجال؟ وكيف توازنين بين هذين العالمين المتباعدين؟

ما زلت وسأستمر، إن شاء الله، في ممارسة طب الأسنان، فهي مهنتي التي أعتز بها، وتصميم المجوهرات هو شغفي الذي أحلم به. أنا على يقين تام بأن كل شخص بوسعه العمل في أي مجال يحبه ويهواه بترتيبات مسبقة وتحديد الأولويات وتنظيم الوقت.

نرى الكثير من النماذج السعودية الناجحة بقصص ملهمة عن تحولات جذرية في مهنتهم الأساسية، وخاصة في مجالات الطب

المتعددة إلى مجالات فنية إبداعية، ما السبب الرئيس وراء ذلك؟

أؤمن بأن داخل كل إنسان طموح فنانا أو داخل كل إنسان حلما يريد أن يحققه، وقد يأتي الإلهام لبعض الأشخاص بالصدفة أو من خلال مواقف أو تجارب توسع المدارك وتفتح المجال إلى تجارب جديدة.

ما نصيحتك لكل شخص طموح يجد نفسه في منتصف المطاف يميل إلى مجال جديد ومختلف عن تخصصه؟

الإيمان بالذات أولا، وإطلاق العنان نحو الفرص. الأحلام لا تعرف وقتا ولا عمرا. اتبعي شغفك ورتّبي حساباتك كي تنالي وتحققي منالك. لمزيد من المعلومات والاستفسارات حول قطع المجوهرات، تابعي حساب المصممة الخاص على الإنستغرام .@ludajewelry