3 مصورات عالميات يسردن قصصاً لا تنسى في مناطق النزاع حول العالم
استضافت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان الدولي للتصوير (اكسبوجر 2021) الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة حتى 13 فبراير الجاري، ثلاث مصورات عالميات في جلسة حوارية ملهمة للحديث عن تجاربهن في نقل أحداث مفصلية في التاريخ المعاصر.
وجمعت الجلسة التي أدارها لارس بويرين كلاً من الرائدة الأمريكية باولا برونشتاين، وهي مصورة مستقلة ذات خبرة في العديد من مناطق الصراع في العالم، ومصورة التايمز البريطانية كلير توماس، وهي صاحبة الصورة الشهيرة التي التقطتها في 2017 للطفل العراقي سليمان وجسدت فيها معاناته من الجوع الشديد بسبب ويلات الحرب، وإيما فرانسيس التي نقلت أحداث الناقورة اللبنانية في معرض "أحذية القتال والبنادق والألماس: مدينة صور".
وتناولت الجلسة محاور عديدة حول المصورات في مناطق النزاع المستهدفة، من حيث تقبل المجتمعات للنساء المصورات، وكيفيّة تعاطي المصورات مع هذه البيئات ذات الحساسيات المختلفة، كما ناقشت الجلسة تأثير الذهنية الذكورية في العمل الصحفي على المصورات.
وتحدثت برونشتاين حول ضرورة وجود منصات إعلامية توثق لمنجزات المصورات الصحفيات، وأشارت إلى منصة "مسارات الضوء" التي ترصد عمل المصوّرة الصحفية في العالم، وصارت بمثابة محطة نشطة تقدم بيانات ذات صلة بالمهنة، كصناعة إبداعية.
وقالت برونشتاين: "تستحق المصورات الصحفيات مثل هذا الاهتمام ونحن كنساء بحاجة إلى مؤازرة بعضنا بعضا من أجل التشجيع على سرد القصص من خلال التصوير الفوتوغرافي".
وكشفت برونشتاين جانباً من تجربتها في أفغانستان بعرض سلسلة صور، منها تجسد عودتها من باكستان ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث استقبلت بحفاوة شديدة من قبل الجنود الأفغانيين، وأخرى تروي مغامراتها في توثيق أحداث الروهينغا في ميانمار حيث أمضت نحو ثلاثة أشهر في مخيم للاجئين رصدت خلالها بؤس ومكابدة ساكني تلك المناطق، من بينها مسيرات هائلة لهجرة الروهينغا التي تصدرت الصحف ورصدت معاناة قرابة 800 ألف مهاجر روهينغي.
بدورها تحدثت كلير توماس صاحبة التجربة الملهمة "الموصل: إنقاذ الأرواح على الخط الأمامي للمعركة"، وقالت: "كان يومي الأول في الموصل بمثابة تجربة لا تنسى، فقد رافقت الجنود العراقيين وهم يطاردون داعش، كما شاركت في إسعاف الجرحى".
وأطلعت الحضور على منظورها الخاص بالتصوير الصحفي وتأثير المواقف الصعبة على حياتها مشيرة إلى أن ما مرت به من أحداث وتجارب زادها إصراراً على الاستمرار في مهمتها الإنسانية حتى النهاية.
وتوقفت توماس عند تجربتها في تصوير حرائق مصافي النفط في الموصل التي تسببت بها داعش واستغرق اطفاؤها نحو تسعة أشعر وقالت: "دائما ما أطرح سؤال المهنة كامرأة مصورة، وأزداد ثقة وقناعة بضرورة أن يتحد الصحفيون من أجل تطوير هذه المهنة".
بدورها علقت إيما فرانسيس على كثير من الصور التي التقطتها في الميدان، منها واحدة في كينيا في عام 2018 وتصوّر بهجة السكان المحليين بالانتخابات الرئاسية، وأخرى أثناء تغطيتها الميدانية للحرب في لبنان، كما عبرت عن سعادتها في العمل الصحفي وتحدثت عن تعاونها مع عدد من المصورات العالميات ووصفت هذه التجربة بأنها ثمينة وتستحق أن تعاش وترصد، وتقدّم للعالم صورة تسرد الحكاية ببؤسها ومراراتها من دون تعديل.