الفنانة الإماراتية نورا علي الرماحي لـ"هي" : القصص البشرية والطبيعة مصدر إلهامي
للفن حكاية، وفي الشرق الأوسط والمنطقة له حكايات كثيرة فريدة وملهِمة. ومن الأسماء المميزة في العالم الفني التجريدي، الفنانة الإمارتية نورا علي الرماحي التي تستخدم طلاء الأكريليك في أعمالها، كما تعتمد على وسائل متنوعة في فنّها مثل معدن الرصاص، البلاستيك، الحبر، والخشب. تجمع نورا في فنّها السوريالية بالصور المجازية، وتستمدّ إلهامها من القصص التي يعيشها الناس ومن الطبيعة. ومؤخرا اختيرت لتكون جزءا لا يتجرأ من معرض "غاليري لافاييت" Galeries Lafayette في دبي، وذلك على هامش أسبوع دبي للتصميم، حيث احتفل المتجر الفخم بالفنانين المحليين، وسلّط الضوء على أعمالهم في بيئة فريدة تلاقت فيها الموضة بالفن. كان لـ"هي" الفرصة في محاورة الفنانة نورا علي الرماحي التي تكلّمت عن تجربتها مع "غاليري لافاييت" Galeries Lafayette ، وكشفت لنا عن سرّ نجاحها وشغفها للفن.
كان لـ"هي" الفرصة في محاورة الفنانة نورا علي الرماحي التي تكلّمت عن تجربتها مع "غاليري لافاييت" Galeries Lafayette ، وكشفت لنا عن سرّ نجاحها وشغفها للفن.
دبي - "مايا صبّاح" Maya Sabbah
أخبرينا عن فنّك والأسلوب الإبداعي الذي تتبعينه.
لطالما كنت مستعدة للتجربة واختبار كل ما هو جديد في ما يتعلق بالفن، إذ إنها إحدى المزايا والضرورات الأساسية التي تكون الفنان المستقّل، كون هذه التجارب تصنع الفنان المستقبل. لذلك حرصت على الاختبار بمواد مختلفة وأساليب مبتكرة. كما أنني فضولية للغاية، وأحب تجربة مواد ووسائط جديدة في عملي، وأحب المخاطرة وأتفاجأ بالنتائج. أما بالنسبة لعملي، فأعمل بشكل أساسي مع طلاء الأكريليك، وعملت أيضا على القماش والخشب والمعدن والخيط لإنشاء أعمال فنية تجريدية.
كيف اكتشفتِ شغفك بالفن؟
أحببت الفن منذ الطفولة، كانت دائما هواية بالنسبة لي، لم أكن أعتقد أنني سوف آخذ الأمر على محمل الجد حتى عام 2015 عندما أتيحت لي الفرصة لتقديم معرض خاص بي، ثم عملت بعد ذلك على بناء استوديو في المنزل عام 2016 ، وطوّرت ملفي الفني منذ ذلك الحين.
كيف تلهمك القصص البشرية والطبيعة في عملك؟
تشكل الشخصيات البشرية عنصرا سائدا في العديد من أعمالي الفنية، ما يتيح لي فرصة ترجمة قضايا مهمة، سواء أكان الأمر يتعلق بتصوير اللاجئين مثلا أو التطرّق إلى أزمة النزوح، أو إظهار العلاقة بين الناس والطبيعة، وقد ألهمتني هذه القصص البشرية، كما أن الطبيعة هي مصدر إلهام رئيس آخر لي. ومن ناحية أخرى استلهمت سلسلتي Chasing Corals من فيلم وثائقي شاهدته بالاسم نفسه، عن تدمير الحاجز المرجاني العظيم، أما كولاجاتي ومنحوتاتي البلاستيكية، فتهدف إلى زيادة الوعي حول التلوث البلاستيكي والأضرار الناجمة عن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
ما قطعتك الفنّية المفضلة؟
سؤال صعب للغاية، لكني أحب زهرة اللوز للفنان "فنسنت فان جوخ" Vincent VanGogh . أحب أيضا عمل التعبيريين التجريديين "ويليم ديكونينج" WillemDekooning ، و"جوان ميتشل" Joan Mitchel.
كيف تصفين تجربتك اليوم، لكونك جزءا من معرض "غاليري لافاييت" Galeries Lafayette؟
لطالما دعم "غاليري لافاييت" Galeries Lafayette الفنانين والمصممين المحليين والإقليميين، لذلك شعرت بسعادة غامرة عندما عرضوا عليّ أن أكون جزءا من هذا المعرض. "غاليري لافاييت" Galeries Lafayette هو اسم مرموق ومعروف، لذا فأنا سعيدة جدا بأنني ارتبطت بهذه العلامة التجارية العالمية المرموقة.
ما القطع الفنية التي ستعرضينها في المعرض؟ ولماذا اخترتِها؟
لم يكن لدي أي صعوبة في اختيار الأعمال لهذا المعرض، عرفت على الفور أن عمل Kandoras التي رسمتها ستكون خيارا مثاليا، لأنها تلتقي مع أسلوب المعرض وفكرته ومع عالم الموضة والأزياء. اخترت العمل الذي يتضمن خيط التلي الإماراتي التقيليدي، لأنه مادة مستخدمة في الملابس الإماراتية التقليدية، وبالتالي فإن الأعمال الفنية التي أقدمها تتزاوج بين الفن والموضة بشكل مثالي.
بصفتك أمّا لأربعة أطفال، أنت سيدة خارقة بامتياز.. كيف تخلقين التوازن بين الأمومة والعمل؟
واو هذا مجاملة رائعة! إنّ الأمر لا يتطلب قوة خارقة، جلّ ما في الأمر أن الفن بالنسبة لي مثل التنفس، لا بد لي من ابتكاره. أصغر أطفالي عمره 12 عاما تقريبا، لذا لم يعد أولادي أطفالا بعد الآن، ما يمنحني الوقت لممارسة نشاطي الفني يومياً. والاستوديو الخاص بي موجود في منزلي، لذا يمكنني العمل على فني بينما أكون قريبة من عائلتي في الوقت نفسه. كل لحظة لها أهميتها، وأستغل كل لحظة أملكها.
بِمَ تنصحين كل امرأة عربية في المنطقة للنجاح وتحقيق طموحاتها؟
ابحثي عن شغفك، ولا تخافي من متابعته، وكوني فضولية، ولا تخافي من المجازفة، كل هذه الكلمات تبدو مبتذلة، لكنها حقيقية.