"دانيال روزبيري" لـ"هي": تمثّل "سكياباريلي" أعلى نقطة عند قمّة لقاء الإبداع والترف

المصمم دانيال روزبيري في حوار خاص مع "هي": تمثّل "سكياباريلي" أعلى نقطة عند قمّة لقاء الإبداع والترف

مي بدر
26 سبتمبر 2024

لم يفكّر المصمم "دانيال روزبيري" Daniel Roseberry يوما في أنه قد يشرف على التوجهات الإبداعية لدار أزياء راقية عريقة مثل "سكياباريلي" Schiaparelli، ولكن ها هو يقف منذ عام 2019 مبدعا وملهما ومؤثرا في منصب مديرها الإبداعي، وهو أول أمريكي يتولّى الإدارة الإبداعية لدار أزياء راقية فرنسية. ولكن حين ننظر إلى قصة حياته، نرى أن نشأته على حب الفنون والثقافة، ومخيلته اللامحدودة التي تدفعه في معظم الوقت إلى أبعد ميادين الأحلام، كانتا مؤشرا لما سيحدث في الفصول التالية.

إنه الأمريكي في باريس، النيويوركي التدريب على ساحة فاندوم، والخبير في تصميم الملابس النسائية والرجالية داخل عالم الهوت كوتور. برؤيته الفريدة وأخلاقياته المهنية العالية، بعث روحا جديدة في إرث دار الكوتور الفرنسية التي أُسست على يدي "إلسا سكياباريلي" في عشرينيات القرن العشرين. لا يكف عن التخيل، ولا عن العمل، مثابرا ومغامرا ومكرّما جرأة مؤسسة الدار وحبها للفن السريالي، وكل ذلك بأسلوبه الخاص ومفرداته الجمالية التي طوّر بها المعجم الإبداعي للدار. فأعاد إحياء بعض أكثر رموز "سكياباريلي" تأثيرا، متحدّيا بعض هذه الرموز نفسها، وتجرّأ على تجريب مواد جديدة وغير متوقعة، تماما كما كانت تفعل "إلسا" التي عُرفت بابتكاراتها التقنية.

Daniel Roseberry   "دانيال روزبيري"
Daniel Roseberry "دانيال روزبيري"

في كل موسم، يفاجئنا بطريقة معالجته لموضوعات مختلفة، محافظا دائما على أعلى مستويات الحرفية وعلى بصمته الإبداعية الفردية. صمّم إطلالات أيقونية لعدد من المشاهير في مناسبات عالمية مهمة، إلى جانب تقديم مجموعات الأزياء الراقية التي تستكشف إمكانيات الكوتور، وتشكيلات الملابس الجاهزة التي تجمّل الواقع بسحر دراماتيكي استثنائي. في أحدث عرض للأزياء الراقية من "سكياباريلي"، قدّم "روزبيــــري" في بــــاريـــس مجــمـــوعـــــة مــــذهـــلـــــة، ومـــؤثــــــرة، وعـــاطفـيـــة. أعــادنــــا إلى "أيام العز" للهوت كوتور، مستمدّا إلهامه من خمسينيات القرن الماضي، وهي فترة وصفها بالعصر الـــذهبي الثـــاني للأزياء الـــراقــيـــة. التـــــقيت به للتحدث عن قـــصــة حيـــاتــــه ومسيــــرتــه المهنــيــة، وعن تكريمه لتاريخ "سكياباريلي" وإظهار لمسته الخاصة، والحوار بين نيويورك وباريس في هويته الإبداعية، وطبعا عن أحدث مجموعات الأزياء الراقية التي صممها.

Schiaparelli

من تكساس إلى باريس عبر نيويورك... ما شعورك حين تنظر إلى هذه الرحلة؟ وهل هناك شيء تتمنى لو أنك فعلته بشكل مختلف؟

 أعتز كثيرا بهذه الرحلة، وأشعر بامتنان كبير، لأنني الأمريكي الوحيد والأول الذي أتيحت له فرصة الدخول إلى عالم الأزياء الراقية. يسعدني أن أكون جزءا من تاريخ هذه الدار العـــــريـــقــــة التي، وعلى الـــــرغــــم من أن من يـــهـــتـــــــمّون بالـــمـــوضـــــــــة يعرفونها، إلا أن هناك عددا كبيرا من الناس الذين يتعرّفون إلى "سكياباريلي" للمرة الأولى اليوم؛ لذلك، إنّه لشرف كبير لي أن أكون الشخص الذي يقدّم "سكياباريلي" إليهم. ولعل كوني غريبا على ساحة "فاندوم" وعالم الهوت كوتور وهذا المـــســتـــوى من الـــمــــلابــــس الجـــاهـــــــزة قد أعطاني قوّة كبيرة، ونشأتي في تكساس وتدريبي النيويوركي قد شكّلا مزيجا فريدا من مصادر الإلهام والأفكار التي تختلف عن رؤى معظم من قد نتخيّلهم في هذا المنصب.

على مـــــدى هذه الرحـــلــــة، ارتـــكــبـــــتُ أخطاء، ولكنني حققت انتــــصــــارات أيـــضــــا، وأعتـــقــــد أن الإصــــغــــاء إلى صوتنا الخاص والإخلاص لهذا الصوت أمر مهمّ جدا في هذه المهنة. لذلك لن أغير أي شيء في مشواري، ولا سيما لأنني أيضا وجدت إلى جانبي فريق عمل رائعا، والمصمم برأيي هو جيّد بقدر جودة فريقه.

تحدّثت في السابق عن نشأتك التي كنت خلالها محاطا بالـــفـــن. كيـــف أســهـــم هــــذا الاحتــــــكاك بالفــنــــون في تشكيل هويتك الإبداعية؟

سمح الفن لي بأن أحلم بفعل شيء رائع في هذا العالم. نشأت في بيت متدين ومـــحـــافظ جــــــدا، ولكن كانت تربيتي أيضا مغذاة بالفن والتقدير الحقيقي للثقافة والمسرح. وكان ذلك في الواقع مزيجا جميلا، إذ أعتقد أن الدين وفّر لي الهيكلية في نشأتي، في حين كان الفن مدخلا إلى جزء آخر من عقلي، حيث تسكن أحلام اليقظة وحياتي الخيالية التي لطالما كانت قوية جدا.

 هل اخترت عالم الموضة أم هو من اختارك؟

 أعتقد أن عالم الموضة اختارني. دعيت إلى عالم الموضة، والسبب في ذلك هو أنه يجمع أشياء كثيرة أحبها: الموسيقى، والمسرح، والأداء، والخيال، ولكن الواقع أيضا. ولكي تنجحي في هذا القطاع، عليك أن تحبي العمل، وأنا أحب العمل حقا. فأعمل بجد وأستمتع بهذا السعي نحو الكمال، مع العلم أنني في الوقت نفسه أشجع ذاتي وفريقي على الحلم، لأن هذا التوتر بين الانضباط والخيال هو أساس أي مسيرة مهنية في عالم الموضة.

Schiaparelli

 ما أولى ذكرياتك المتعلّقة بالأزياء؟

 أتذكّر والدتي وهي تستعدّ صباحا للخروج خلال عطلة نهاية الأسبوع. لم تكن ترتدي أزياء فاخرة، ولكنها امتلكت دائما أناقة طبيعية خاصة بها لطالما قدّرتها.

 نيويورك وباريس هما اثنتان من عواصم الموضة الأربع الكبرى. كيف تلهمك كل منهما؟ وما مدى اختلاف طريقة العمل لصناعة الأزياء بين العاصمتين؟

 إنهما مختلفتان للغاية. حين كنت في نيويورك، كان معظم ما نصممه مصنوعا في أوروبا، من الكشمير في أسكتلندا إلى الأحذية في شمال إنجلترا. وبالتالي، لطالما كانت الحرفية الأوروبية جزءا من عملي، سواء كنت موجودا في نيويورك أو باريس، فصارت بمنزلة خيط مشترك بين كل تلك المحطات. أما ما أحببته في نيويورك على الصعيد الثقافي، فكان إيقاع المدينة الذي كان سريعا للغاية، وهو الأمر المختلف تماما في باريس، حيث يحب الناس أن يأخذوا وقتهم، ولا يحبون أن يستعجلوا، وساعات العمل مختلفة تماما بسبب قوانين العمل، وكل ذلك يغيّر عمليتك الإبداعية تماما. وعلى صعيد صناعة الأزياء ككل، تنظر نيويورك أكثر إلى الشق التجاري والسوق الكبيرة النطاق، على عكس باريس.

 بصفتك "أمريكيا في باريس"، كيف تأقلمت مع الثقافة الفرنسية ومع العمل في صناعة الأزياء الباريسية؟

 طبــــعـــا كان الأمــــر صعـــبــــا في البــــدايـــــة. الثـــقـــافـــتــــان الـــفــرنـــسيــــــة والأمــــريــــكيـــــة مختـــلفتـــــان للغـــايــــــة، وفي الــــوقت نفســـه، أرى أن هناك صلة خاصة بين القيم الأمريكية والفرنسية. أعتقد أن الثــــقــــافة الأمريكية مبنية حول إنشاء ثقافة جديدة وثقافة البوب الشعبية، وهي لا تدعم الحرفية بما فيه الكفاية كما يحدث في باريس التي يسكنها كبار الحرفيين وأكثرهم براعة. ومن هذا الاختلاف، ينبعث حس التآزر والتكافل والتوافق. التجربة كانت تجربة تعليمية بالنسبة إلي، ولكنني أشعر بأنني في المكان المناسب.

Schiaparelliأصـــبـــحت أول أمــــريـــــكي يتــــولى القيــــادة الإبــــداعيـــــة لدار أزياء فرنــسـيـــة راقيـــــة. كيف صرت المدير الإبــــداعي لدار "سكياباريلي"؟

كنت مدير التصميم لدى "توم براون"، تحت قيادة "براون" نفسه. وبالطبع كنت قد تعلمت عن "سكياباريلي" أثناء الدراسة، وألهمني إرثها السريالي وقصة مؤسستها التي كانت رائدة أعمال استثنائية في عصرها وأول من ربط بين الموضة والفن. ولكن عندما كنت أعمل في نيويورك، كنت أعيش بالفعل داخل فقاعة نيويورك، على الرغم من أنني كنت أنظر طبعا إلى أزياء "غاليانو" الراقية لدى "ديور" وإبداعات "ماكوين" وكل ذلك. فعندما فُتح لي هذا الباب، كانت المرة الأولى التي فكّرتُ فيها بالعمل لدى "سكياباريلي"، غير أنها كانت فرصة لا يمكنني سوى أن أقبلها، وسأكون دوما ممتنا عليها.

 بعد أن تعمقت في أرشيف "سكياباريلي" لسنوات، هل هناك جانب من جوانب عمل "إلسا سكياباريلي" أو شخصيتها ما زال غير معروف وتتمنى لو اكتشفه الناس؟

 السياق مهم جدا هنا. فإذا نظرنا إلى عمل "سكياباريلي" اليوم، قد يكون من الصعب أن نفهم ونقدّر كم كان عملها راديكاليا وقتها. طبعا ما ابتدعته كان ترفا، ودارها كانت من أهم الدور في ذلك العصر الذهبي للأزياء الراقية، ولكن حين ننظر إلى عمل أقرانها، ندرك أن عملها كان آنذاك مختلفا جدا عن كل شيء آخر. وهو ما أحاول اليوم تسليط الضوء عليه، فأريد للناس أن يقولوا إن "سكياباريلي" هي البديل عن مفاهيم الفخامة الأكثر كلاسيكية. تمثّل الدار أعلى نقطة عند قمّة لقاء الإبداع والترف.

 ما مقاربتك لإيجاد التوازن بين احترام تاريخ "سكياباريلي" والتعبير عن رؤيتك الإبداعية الخاصة؟

 يجب أن تكون الجهتان حاضرتين بشكل كامل في الوقت نفسه. إذا أردت تقليص أو تعديل جزء من نفسي لمصلحة الدار، أو تعديل أو تقليص جزء من الدار لمصلحة رؤيتي، فلن ينجح هذا اللقاء. الإحياء الحقيقي لدار الأزياء التاريخية يحدث عندما يكون هناك احتفاء تام بإرث الدار واحتفاء تام برؤية مديرها الإبداعي الحالي. ولو عانى أحد الطرفين بسبب الآخر، لغاب السحر اللازم لحصول نهضة حقيقية للدار.

Schiaparelli

في المســتـــقــبـــل، ما الــــذي تــــريـــد أن يتــذكّره الناس من فترة عملك لدى "سكياباريلي"؟

أنني لم أكن خائفا من المجازفة الإبداعية، فهي من أهم القيم التي أتمسّك بها. بعد أول عرض أزياء راقية قدّمتُه هنا، علّق أحد الحاضرين، قائلا إنه لم يكن مثاليا، ولكنه كان شجاعا، وذلك بالنسبة إلي أفضل إطراء! فأريد أن أكون شجاعا إبداعيا، وأسعى على مر السنين إلى الكمال. تبقى الشجاعة والمجازفة أكثر الأشياء أهمية بالنسبة لي، وأكثر ما يقدّره الناس كما أعتقد.

هل تفكّر أحيانا في ما قد تقوله "إلسا سكياباريلي" اليوم لو رأت عملك؟

 اجتـــمـــعـــت حــــديــثــــا مع "مــــاريـــســا بـــيـــريــنــــســـــون" حفيدة "إلسا سكياباريلي"، وسألتُها عما كانت لتقوله جدّتها لو رأت ما نفعله؛ فأجابتني بأن جدّتها كانت مستقبلية التفكير دائما، ولم تكن أبدا امرأة تحنّ إلى الماضي. وأنا كذلك أشعر دائما بأن "إلسا" كانت ستفتخر بوجود شخص يهتمّ بمستقبل "سكياباريلي" بقدر ما يكرّم ماضيها. ولكن آخر ما يجب على أي منّا فعله هو تكرار عمل "إلسا"؛ لا أعتقد أن هذا ما كانت ستريده.

أسلوب "سكياباريلي" بُني على الــسريالية والفن والتعبير الــجـــريء. في مجــمـــوعــــاتـــــك دائـــمـــا جـــانــب ســــريــــالي بنكهة رومانسية وكلاسيكية. كيف تعرّف النهج الذي تتبعه في تعبيرك السريالي؟

  أفضّل التعريف عن تعبيري السريالي من خلال عملي، وليس ببضع كلمات. ما سأقوله هو أنني أحاول التجاوب مع ثقافة العالم، ولا أعتقد أن سريالية عشرينيات القرن العشرين يمكن أن تكون سريالية عشرينيات القرن الحادي والعشرين. المهم أن تكون مرآة للثقافة، فتعكس للثقافة شيئا عن نفسها. إنها علاقة مرنة تتغير باستمرار.

لننتقل إلى أحدث مجموعات أزيائك الراقية، ما قصّتها؟ ومَن المرأة التي تتخيلها في هذه الإطلالات؟

 أردت هذه المجموعة جسرا بين الحاضر وزمن آخر، شيئا من الماضي يكون مناسبا تماما للحظة التي نعيش فيها. عموما، إن مجموعات الأزياء الراقية تؤدّي مهمّتين، الأولى تُعنى بتطوير الرؤية الإبداعية للدار وبعث حياة جديدة فيها للأشهر الستة التالية، والثانية ارتباطها بالثقافة. إلى مجموعة الموسم الماضي، أدخلت رموزا من ثقافة الغرب الجنوبي الأمريكي، لأنه كان شيئا أردت التعبير عنه في تلك اللحظة، ولكنني هذه المرة أردت احتضان شيء أكثر خلودا عبر الاحتفال بزمن كان أشبه بعصر ذهبي ثان للهوت كوتور: الخمسينيات. نظرتُ إلى عالم "إلسا سكياباريلي" والعصر الذهبي الأول للكوتور، وأيضا إلى الخمسينيات وأسماء مثل "بالنسياغا"، و"كريستيان ديور"، و"إيف سان لوران" في السنتين اللتين أمضاهما لدى "ديور"، و"هوبير دو جيفنشي" الذي تدرّب لدى "سكياباريلي" قبل تأسيس داره في وقت لاحق.. كلهم أشخاص تأثّروا بعمل "إلسا" بطريقة أو بأخرى. إنه جسر جميل سافر بنا عبر الزمن وتحدّث في الوقت نفسه عن "إلسا" بوفاء حقيقي.

Schiaparelli

 في هذه المجموعة ألوان مثل الأسود والذهبي والرمادي والأزرق والأحمر، وغيرها. كيف تتعامل مع الألوان؟

أهــــم شيء في الــتــعــــامــــل مع الألـــــوان هــــو الانـــضــبــــاط، فـــمـــن دون الانـــضـبـــاط، يــخـــونــنـــا اللــــون بـــســـرعـــــة. وكلما استخدمت الألـــــوان، أحــــاول أن أستـــخـــدمــهـــا بطــــريــقـــتي الفــــريـــــدة وبطريقة "سكياباريلي" من دون شك، ولهذا السبب أستعين باللون الأسود للتحكّم دائما بالألوان، إذ يبقى الأسود المتحكّم الأول بكل الألوان الجريئة والصارخة.

 أما ألوان هذه المجموعة، فكانت كلها نقية، ومستوحاة نوعا ما من الألوان الكلاسيكية العائدة إلى العصر الذهبي الثاني للأزياء الراقية، من الوردي الشاحب إلى الأخضر البارد والأزرق الصفيري والأحمر البرتقالي. وكان من المهم لي أن أظهر حبّي للألوان، ولا سيما لأن الناس قد يفكّرون فقط بالأسود والذهبي والدرجات الطبيعية لدى التحدّث عن عملي مع "سكياباريلي".

Schiaparelli

 ما كانت الإطلالة الأكثر جرأة برأيك في هذا العرض؟

 الإطلالة الأكثر جرأة هي دائما الإطلالة الأكثر بساطة، لأن الإطلالات البسيطة هي التي لا مكان فيها للاختباء. في عالم الهوت كوتور، زخارف وتطريزات كثيرة، فالناس يحبونها والمصمم يعرف أنها مهمة لتعزيز الدراما والإبهار. لكن الأكثر جرأة هي بالنسبة إلي الأشياء النقية، مثل سترة التكسيدو، فكيف نأخذ هذه السترة ونجعلها لا تُنسى مثل الفساتين الطويلة الضخمة؟ عليها أن تكون سترة مثالية، وعلى كل القطع البسيطة وغير المبالغ بها في عالم الأزياء الراقية أن تكون مثالية.

 ما تعريفك الشخصي للأزياء الراقية؟

 بالنسبة إلي، إنه فن قابل للارتداء، حتى لو كانت القطعة سترة تكسيدو كلاسيكية. في هذا المجال، هناك شخص واحد يصمم شيئا واحدا لشخص آخر واحد على هذا الكوكب. وهو ما يمنح الهوت كوتور صفة استثنائية، ويجعله يعبر حدود الزمن. أحب في الأزياء الراقية حصريتها وبدائيتها في الوقت نفسه، فأن يصنع شخص ملابس لشخص آخر هو تقليد تاريخي.

 أول مجموعة ملابس جاهزة قدّمتها مع دار "سكياباريلي" كانـــت لمـــوســــم خـــــريـــف وشـــتـــاء 2023. كيـــف تــخــتـــلــــف العــمــليـــتـــان الإبــــداعيـــــة والتصــنــيـعـيــــة بـــين الـــهــــوت كوتـــــور والملابس الجاهزة؟

 حين نعمل على مجموعة أزياء راقية، نصممها إطلالة بإطلالة. تخبر كل إطلالة قصّة، وتبني عالما خاصّا بها. أما الرؤية خلف الملابس الجاهزة، فشاملة أكثر، ونعكسها قطعة بقطعة، وليس إطلالة بإطلالة. والتنفيذ طبعا مختلف جدا، مع الأخذ في عين الاعتبار أننا نريد جعل الملابس الجاهزة دائما تبدو حصرية وفريدة ومميزة، وأن تعرف النساء أنهن من خلالها يأتين بسحر "سكياباريلي" إلى حياتهن اليومية. لهذا السبب، نكرر عبارة "اليومي الاستثنائي"، مجسّدين إمكانية حضور الخيال معنا كل يوم وبسهولة.

 ما الذي تضيفه الملابس الجاهزة إلى عالم "سكياباريلي"؟

قد تكون الملابس الجاهزة عودة إلى الجذور، أكثر من الأزياء الراقية. وذلك لأن بداية "إلسا سكياباريلي" كانت مع الملابس الجاهزة، وهو ما يجعلها جزءا من إرثنا. وفيها يكمن الفرق بين الدار وعلامة الأزياء، فالملابس الجاهزة هي ما تحتاجه الدار لتكون علامة تجارية معروفة عالميا.

من حقـــيــبـــة "سكيــــاب" إلى حــقــيــبـــة "أنــــاتــــــــومي" والحذاء بالأصابع الذهبية.. هل تستمتع بتصميم الإكسسوارات؟ وما مدى نجاح إكسسوارات "سكياباريلي" اليوم؟

 أعشق تصميم الإكسسوارات! من الأحذية إلى الحقائب، كلها طرق رائعة لإدخال "سكياباريلي" إلى خزانتك. بالنسبة إلي، يجب أن تكون إكسسواراتنا هي التي تتزينين بها لحفلة عشاء، فيعبر الناس الغرفة بأكملها ليسألوك عنها ومن أين أتت. هذا هو تماما ما أريد أن تكون "سكياباريلي" عليه. الجاذبية مهمة جدا في الإكسسوارات، وهو ما يتوافق مع مكانة العلامة اليوم وينبثق من تطوّرها الطبيعي.

أين الملجأ الذي تعيد فيه شحن طاقتك وتسترخي؟

 ملجئي هو الطبيعة. بصورة خاصة، أحب اللجوء إلى منزل مريح على بحيرة، بالقرب من المياه.

Schiaparelli

Schiaparelli

Schiaparelli

Schiaparelli

Schiaparelli

Schiaparelli

Schiaparelli