كارتييه تخطف عشاقها "إلى البرية" احتفاء بإرث البانتير
أرادت كارتييه انتشالنا من روتيننا اليومي ومرافقتنا برحلة "إلى البرية" احتفاء بإرث البانتير العريق، حيث استضافت العلامة العريقة في عالم المجوهرات كارتييه فعالية خاصّة في حي دبي للتصميم (d3) التابع لمجموعة تيكوم. وحمل المعرض عنوان (Into the Wild) وترجمته إلى العربية "إلى البرية"، هناك بدا المكان مقتبسا من ليالي ألف ليلة وليلة بحيس اكتسىت المساحات الكامنة بين مباني حي التصميم اللون الأحمر المستوحى من الأنوثة الواثقة الذي بات علامة فارقة للدار.
ولتكتمل المشهدية أناقة أطلّ برج خليفة شامخاً وآسراً من الخلفية فأتيحت للحاضرين تجربة غامرة بكل المعايير، وتنقل الزواّر بين أربع "فصول" تعرّفوا خلالها على على عالم البانتير وسط صوتية وبصرية، فبين سحر الضوء ولعبة الإيقاع تركت التجربة انطباعات آسرة في نفوس الحاضرين.
اعتلت منصة العرض شخصيات مختلفة من أصدقاء الدار لتعكس المراحل المختلفة من تطور البانتير على مدى قرن من الزمان، وذلك مع تعديل الإضاءة والأصوات الديناميكية بما ينسجم مع طبيعة كل مرحلة ليسافر الحاضرون في رحلة زمكانية مبهرة.
ولأنّ الختام مسكاً، أطلت الممثلة الأسطورية يسرا في نهاية الأمسية لتدب الحياة في البانتير على الشاشات وعلى الجدران المحيطة بالمنصة في مشهد ينبض بالأنوثة الفيّاضة، فانغمرت الأجواء في حالة من الجمال والقوّة، حيث استأثر حضور يسرا بالأنظار والأفئدة بينما أسرت روح البانتير القويّة قلوب الجميع.
وفي عودة لتاريخ وأصالة البانتير، ظهرت للمرّة الأولى عام 1914 عندما تولت جان توسان دفّة الدار كأول امرأة تشغل منصب مديرتها الفنيّة، وهو ما يتمحور حوله الفصل الأول من المعرض الذي تخلله صوتا المغنية الأسطورية إيلا فيتزجيرالد والمغنية جريس جونز اللتين حلقتا بالأذهان إلى أجواء باريس في عشرينيات القرن المنصرم بكل ما كانت تجسّده المدينة من حاضنة لأروع الصروح المعمارية، وذلك مع عرض صور منها على الشاشات المحيطة بالمنصة الرئيسية. وأدّى راقصون يرتدون أزياء من وحي تلك الحقبة رقصات جميلة حازت على إعجاب الضيوف في أداء يسرد حكاية الإبداعات الجميلة التي أثمرت عنها رؤية توسان التقدمية. وبعد ذلك أخذت الموسيقى منحى تصاعديًا ليرافق الراقصون عبر هذه المساحة، وهم مرتدون قطعًا مستوحاة من البانتير، عددًا من أصدقاء الدار من المشاهير ونجوم الشاشة، وهم الممثلة هند صبري، والمخرج ظافر العابدين، والمخرجة فاطمة البنوي. وكان هذا الأداء المذهل بمثابة احتفاء برؤية توسان وإرثها الفريد الذي تركته لأجيال بعدها.
ومنذ ظهورها للمرة الأولى تواصل البانتير خطف الأضواء بتألقها الآسر، ما ألهم كارتييه إعادة ابتكارها بأشكال وتصورات جديدة مرّة بعد مرّة في تصاميم مستوحاة من الطبيعة وفنون النحت والفنون الجرافيكية، لتصوغها أيادي حرفيي الدار بكل إتقان وإخلاص. وفي الفصل الثاني من’إنتو ذا وايلد‘، تجسّدت خبرة الدار منقطعة النظير عبر الإسقاطات الضوئية المدهشة لقطع مجوهرات البانتير، بينما اعتلى المنصة راقصون في أزياء مستوحاة من هذا الكائن السنوري. وأضيفت أصوات من مشاغل كارتييه لتثري روعة الأجواء، بينما قامت كل من العارضة المتألقة والمخرجة فريدة خلفة، ومنتجة الأفلام الحائزة على الجوائز درة بوشوشة وابنتها عارضة الأزياء ومصممة الأحذية كنزة الفراتي، بتسليط الضوء على الديناميكية الإبداعية لتصاميم البانتير المعروضة على المنصة.
أمّا الفصل الثالث من ’Into the Wild‘، فقد تمحور حول الموطن الطبيعي للبانتير مع اكتساء الراقصين والمنصة ذاتها بنقوش وأنماط خضراء مستوحاة من الطبيعة الغناء وزخارف مرقطّة تجسّد روح هذا الكائن السنوري. وانضم المزيد من أصدقاء الدار مثل تارا عماد، ورزان جمال، وحسين علي رضا، وأنس بوخش، وروضة محمد إلى المنصة فيما أخذت الموسيقى طابعًا أكثر حيوية وإيقاعًا لتعكس روح البانتير الجريئة. ومن ثم اشتعلت المنصة حيوية وحماسًا إذ أدّى الراقصون عرضًا مستوحى بشكل رائع من الطبيعة الجامحة للبانتير.