سيدة الأعمال إليسا بسام فريحة لـ هي: المرأة العربية بحاجة إلى أرضية ثقافية متميزة
تؤمن سيدة الأعمال الشابة إليسا بسام فريحة بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وبأن السر الحقيقي وراء النجاح هو الثقة والتفاؤل والمثابرة والشخصية القيادية المتميزة. لذلك كانت انطلاقتها السريعة بأخذ زمام الأمور والانطلاق بعملها الخاص من خلال تأسيس شركة "اينجل" للاستثمار ولدعم المرأة، مع شريكتها الأمريكية شانتيلي.
نشأت إليسا في باريس، ودرست هناك إلى جانب بعض الدورات التخصصية في إسبانيا بمدريد، وركزت على الاتصالات الدولية International Communications والاتصالات السياسية والتسويق الحديث. ومن ثم تخرجت بامتياز في الجامعة الأمريكية في باريس بمجال العلاقات العامة والتسويق، وتعتبر نفسها محظوظة جدا بعائلتها، ولا سيما أنها تحظى بالدعم الكامل من والدها رجل الأعمال والإعلام المعروف.
لماذا اخترت دراسة العلاقات العامة والتسويق؟
كنت على ثقة بأنني سأمتلك شركتي الخاصة يوما ما، لذلك فكرت وعلمت بأن أهم شيء لتحقيق ذلك الهدف هو التعلم والبحث والتطوير، وبدأت تعلم مبادئ التسويق والإقناع في خلق فرص العمل وكيفية بيع الأفكار الجديدة وتسويقها للحصول على الفرص المناسبة لإقناع العملاء. لهذا بدأت بدراسة مبادئ الاتصال الدولي والاتصالات السياسية بين الشعوب، ودمجها بعملية التسويق والعلاقات العامّة الناجحة، وصولا إلى الهدف المنشود، لكن منذ البداية كنت أفكر في مستقبلي وبأنني أريد أن أدرس أحد التخصصات الأكاديمية، ولم أكن أعرف ما سيكون اختياري من التخصصات، وكانت لي الزيارات الدائمة بين مختلف دول العالم، وخاصة أمريكا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا وجميع الدول العربية والخليجية، لأنني مؤمنة بأن المرأة العربية بحاجة دائما إلى أرضية ثقافية وتعليمية متميزة.
ما نظرتك إلى الاستثمار الحديث وعمل المرأة في المشاريع؟
من حيث التنمية المالية والاستثمار أرى أننا بحاجة إلى الاهتمام بالتعليم والتطوير وتشجيع المرأة على إدارة المشاريع بشكل أكبر، ومن وجهة نظري، أرى أن استثمار المرأة مازال ضعيفا في مجال الأعمال الكبرى نوعا ما، وحكومة الإمارات عملت على دعم وتشجيع المرأة، وهذا الدعم أسهم بشكل كبير في تأسيس الكثير من الشركات والأعمال وتحفيز صاحبات الأعمال من النساء بكل كفاءة واقتدار على اقتحام ميدان الأعمال، وتأسيس الشركات الخاصة بإدارة واستثمار الأموال في جميع الأعمال التجارية الناجحة.
كيف تصفين علاقتك مع أسرتك بشكل عام ووالدك بوجه خاص؟
أعتبر نفسي محظوظة جدا بعلاقتي مع جميع أفراد أسرتي الذين شجعوني على التنشئة القوية والصحيحة، وهو ما أسهم في تحديد أولوياتي واختياري المسار الإيجابي الذي يناسبني ويشبع طموحي من خلال التفاعل الإيجابي وبشكل عقلاني وعاطفي، ودعم الاستقلال عندي وصولا للتطور والنجاح المنشود من خلال تعزيز الاعتماد على النفس والإحساس بالمسؤولية. ووالدي يؤيد عمل المرأة، وتحسين حياتها نحو الأفضل دائما، نظرا لما تمتلكه المرأة من مساهمة فعالة في تطوير التنمية الاقتصادية للأجيال المقبلة بشكل فعال في بناء الأوطان، وهو يشجعنا، أنا وإخوتي، على خوض التجارب لأننا وُلدنا في زمان أصبح فيه التمكين للمرأة قويا في شتى المجالات ومختلف الأنشطة.
والدي مثلي الأعلى في الصبر والاجتهاد لتحقيق الأفضل في جميع مناحي الحياة، ولقد تحمل الكثير من أجلي في جميع أمور حياتي العملية والعلمية، وأعتبره مدرستي الأولى وملهمي على التحفيز والإبداع عبر النصائح الرشيدة التي اتخذتها نورا يضيء لي دربي أينما ذهبت.
كما أن عمتي إلهام فريحة تعطيني (من خلال عملها مديرة عامة لـ "دار الصياد" ومديرة عامة لـ "المؤسسة الخيرية"، وكاتبة سياسية في العمود اليومي في جريدة الأنوار) الحافز والدافع على المثابرة في متابعة الأعمال والبحث عن الجديد والسعي للتطور باستمرار.
على ماذا يعتمد عمل شركتك؟
نعتمد في عملنا على وضع الخطط الاستراتيجية لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، وتشجيعها على الاستثمار والإدارة لإنجاح الأعمال، والارتقاء بالأسرة والمجتمع والمساعدة على إدارة الموارد المالية المتوفرة، وبناء القرارات التجارية الصحيحة، وتعزيز القدرات في التنمية، ويبقى دور المرأة لا غنى عنه في تنافسية القطاع الخاص وريادة الأعمال. لذلك نعمل على دعم قدرات المرأة وتذليل ما قد تواجهه من صعوبات تعيق إسهامها في مسيرة التطوير، ونحاول إيجاد الحلول المناسبة للتحديات القائمة.
في منطقتنا يوجد العدد الأكبر من السيدات اللواتي يمتلكن الموارد المالية الكبيرة، ولكن يستثمرن من خلال الوالد أو الزوج أو الأخ، أي بمساندة الرجل لهن، وأنا هنا أنصح المرأة بالاحتفاظ بالسيطرة على زمام الأمور والتعبير عن أفكارها الخاصة بعيدا عن الخوف والتردد، وهنا تصبح عملية الاستثمار ليست فقط بالمال، بل بالعلم والأفكار المباشرة واستثمار الطاقات الكامنة عند المرأة.
كيف يمكن أن تصفي لنا بدايتك الحقيقية مع شريكتك في الانطلاق بشركة "ومينا" للاستثمار؟
لقد عملت في العديد من القطاعات، ومنها مع منظمة اليونسكو، وحاليا أقوم بمتابعة كل أعمالي التجارية مع شريكتي الأمريكية شانتيلي، والتي تشرف على العمليات اللوجستية ووضع الاستراتيجية للاستثمارات ولها الخبرة الجيدة من خلال عملها في زيوريخ ونيويورك بشركات الاستثمار المالي، وهي حاصلة على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة كولومبيا، وتجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية، وهو ما يسهم في الوصول للشريحة الكبرى من النساء الطامحات للتميز والريادة في الأعمال.
وكانت لحظة الاكتشاف الحقيقية لقدرتنا على الانطلاق وتأسيس الشركة أثناء تواجدنا في رحلة بحرية بإجازة الصيف مع العائلة، وفكرنا في إيجاد طريقة للمساهمة في دعم مشاريع النساء والانطلاق بعملنا الخاص والاعتماد على نفسنا، وإثبات حضورنا في المجتمع، وكنت أخطط بالفعل للعودة إلى الإمارات لأكون بالقرب من والدي وأختي، لذلك كان تأسيس شركة "ومينا" للاستثمار ولتقديم الدعم لمشاريع النساء بوجه عام، وخاصة السيدات اللواتي لا يملكن الوقت الكافي للتفرغ من التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء، ولدينا الكثير من المجالات المختلفة للاستثمار في قطاعات الرعاية الصحية والطيران وغيرها الكثير، ونعتني بالعلاقات الجيدة مع العملاء، لذلك أستيقظ كل يوم وأنا متحمسة أكثر لجذب المزيد من الاستثمار في مجال التمويل للمشاريع الناشئة عند سيدات الأعمال.
يمكنك قراءة المزيد في عدد 250 من مجلة "هي".