إبداعات سعودية شابة في Athr Gallery
جدة – إسراء عماد
شاركت مجموعة من الشابَّات والشباب السعوديين المبدعين في معرض "أثر" لاكتشاف المواهب في نسخته الثالثة، الذي أقيم يوم الثلثاء 23 إبريل بقاعة أثر في جدة. وركَّز المعرض هذا العام على الهوية وحدود الحرية، وكذلك على أهم عناصر التأثير في الشباب السعودي وهو التغيير الذي يقوده حِسَّهم الفضولي من دون أي تحفظات.
من ضمن المشاركين في المعرض الشابة السعودية أمامة صادق (22 عاما)، التي شاركت بمشروعين مميزين، عبر إعادة تدوير قطع قديمة والخروج منها بأعمال فنِّية هادفة.
كان لـ"هي" الحوار التالي مع "أمامة " للتعرف أكثر على أعمالها اللافتة.
ما هي الأفكار التي قمت بتقديمها من خلال المعرض؟
شاركت بمشروعين يصبان في نفس الفكرة عن المعتقدات الخاطئة في مجتمعنا حول التعليم والشهادات، فتجسد مشروعي الأول في "مغسلة" قديمة تخرج منها مجموعة كبيرة من الشهادات، بينما كان المشروع الثاني عبارة عن ثلاجة بداخلها عدد كبير من الكتب المدرسية.
ومن أين تأتين بهذه القطع القديمة!؟
عن طريق إعادة تدوير القطع القديمة التي لا فائدة منها، وأقوم بتجميع قطعي من الشارع. نعم من الشارع . فكلما وجدت قطعة ملقاة في الطريق من الممكن أن تفيدني في أن تُنْتِج عملاً فنياً أقوم بتجميعها.
وبماذا تعبرين من خلال فكرة "المغسلة"؟
نَفَّذْت فكرتي الأولى على "مغسلة" قديمة أخرجت منها عدد كبير من الشهادات لتعبر عن مبدأ "بِلَّهَا واشرب مويتها"، والسؤال الذي أردت تقديمه هو ماذا تمثل لك الشهادة، هل هي ورقة تتباهى بها أمام الآخرين، أم هي فعلا تدل على العلم الذي اكتسبته من خلالها؟
وما الذي أوحى لكِ بهذه الفكرة؟
جاءتني فكرة "المغسلة" حين جلست أفكر في كمية الشهادات التي حصلت عليها منذ صغري، مثل شهادة لأنني وَقَفْت في طابور المدرسة، أو شهادة تقدير لأنني طالبة منتظمة في الحضور، أو شهادة لحفظي للحروف الأبجدية، شعرت أن جميع هذه الشهادات لا قيمة لها، وأننا نحارب من أجل الحصول عليها، والحقيقة أنَّها ليست سوى ورقة للمباهاة أو للحصول على وظيفة، ولا تعني تفوق الشخص العلمي والعملي في مجاله.
لماذا تنصب أفكارك عن التعليم والشهادات؟
لأنها ظاهرة موجودة في مجتمعنا، فأحياناً ما نجد طالبات قمة في التفوق الجامعي إلّا أنَّهنّ غير مستوعبات للعلم الذي يدرسنها، كما نجد بعض الحاصلين على الدكتوراه تصدر عنهم أخطاء بسبب عدم كفاية خبرتهم ومهنيتهم.
وماذا عن فكرة الثلاجة؟
هناك ممن رأى الثلاجة مليئة بالكتب فظنَّ أنني أقصد بأن "الكتب غذاء الروح" إلّا أن الفكرة تعبر عن مأساة الطلاب في المدارس الذين يحفظون المنهج المدرسي في فترة بسيطة "من الجلدة للجلدة" لتنتهي تلك المعلومات التي حفظوها بانتهاء الاختبار، فالثلاجة وظيفتها تخزين الطعام وبمجرد أن يخرج منها يبدأ في الذوبان، مثل المعلومات في ذهن الطالب، فكلاهما شيئ مؤقت.
كيف كانت ردة فعل المطلعين على مشاريعك؟
للأسف، اتهمني البعض بإهانة الشهادات وأنني ضد التعليم وعمل المرأة، إلّا أنني لست ضد التعليم إطلاقاً ولكنني ضد مبدأ أن تكون الشهادة فقط كي أريها للناس وأعلقها في مكتبي.
وتختتم "أمامة" قائلة : "أنا أُفَضِّل أن أرسب ثلاث مرات حتى أتعلم وأستحق الشهادة التي سأحصل عليها، عن الحصول على نتيجة مزيفة في فترة أقل من دون استيعابي للمادة العلمية".
يذكر أن معرض أثر يهدف إلى اكتشاف المواهب السعودية الشابة تحت سن الثلاثين، لتوضيح مظاهر حياتهم المتعددة التي جعلت منهم فريدين من نوعهم بل وعالميين، وقد عبَّروا عن أفكارهم من خلال وسائل متنوعة منها الأكريليك والرسم على القماش والحبر على الورق إلى التركيبات المعقدة وفن الفيديو.
وقد اشتملت قائمة الفنانين المشاركين هذا العام على فنانين جدد بالإضافة إلى الفنانين القدامى أمثال بتول الشمراني، مهنى طيب، مها خلاوي، دانا عورتاني، أيمن زيداني وهدى بيضون وغيرهم.