ياسر جلال

ياسر جلال لـ"هي": مسلسل "جودر" يعود بالجمهور لحكايات "ألف ليلة وليلة" بأسلوب يلائم الأجيال الجديدة

مصطفى القياس
20 مارس 2024

لم يغيب عن الحضور بدراما رمضان منذ سنوات طويلة ولم يغيب التلون والتنوع الفني بأعماله الذي جعله من أهم النجوم الحاضرين بقوة كل عام بمسلسلات رمضان التي شهدت طفرة غير عادية في التقمص الفني للكثير من الأدوار والشخصيات والنوعيات الفنية المختلفة والمتناقضة مع بعضها البعض، ذلك الأمر مفيد للفنان في حد ذاته ويعتبر من أهم أدواته في مواجهة التطور والمنافسة القوية التي تحدث كل عام، لكنه لا يعبه لهذا التنافس والصراع على التريند كحال غيره من الفنانين، فهو حالة فنية فريدة من نوعها وفنان يعمل دائما في صمت ويترك أعماله الفنية تتحدث عنه حتى أصبحت مسيرته الفنية مزينة بالكثير من الأعمال الهامة والناجحة.

هو الفنان ياسر جلال الذي يروي لـ"هي" التفاصيل حول تجربة مسلسل "جودر" المقرر عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان 2024، والسبب في الاتجاه لدراما الخيال الاسطورية، والعودة لتقديم قصة قديمة قد سبق تقديمها من قبل عدة مرات، ورؤيته للتقنيات الاخراجية المستخدمة في هذا العمل الذي يتلامس مع أجيال متعاقبة، كما يتحدث عن ابتعاده عن السينما منذ سنوات طويلة وعودته بعملين قريبا، ويكشف عن شغفه الكبير بتقديم شخصيات تاريخية وإسلامية بأعمال فنية وتفاصيل كثيرة حول تجربة مسلسل "جودر" في المقابلة التالية:

ياسر جلال
ياسر جلال

في البداية .. لنتحدث عن مسلسل "جودر" الذي تخوض به سباق دراما رمضان هذا العام وعلى عكس الجميع قررت الظهور بعمل خيالي أسطوري مستوحى من حكايات "ألف ليلة وليلة" وكأنك تقصد التغريد بعيداً عن الآخرين؟

لم نقصد التغريد بعيداً عن الآخرين خصوصا أنني لا اركز إلا في أعمالي التي أُقدمها وأعيش جو صحي للغاية وأرى أن الدراما المصرية بشكل عام هي حالة من التكامل بين الجميع سواء للصناعة نفسها أو للمشاهد، وأنا سعيد بحضوري خلال هذا الموسم بمسلسل وتجربة جديدة ومختلفة كليا بالنسبة لي، حيث أن العمل مستوحى من حكايات نشأنا عليها ونحن صغار ونحب أن نذكر بها الشباب والجيل الجديد.

ياسر جلال في مسلسل "جودر"
ياسر جلال في مسلسل "جودر" 

ألم يقلقك تقديم شخصيتين خلال أحداث مسلسل "جودر" من خلال "الملك شهريار" و "جودر بن عمر المصري" ومدى صعوبة ذلك عليك فنيا كممثل؟

لم يقلقني هذا الأمر لأن لكل شخصية ظروفها الخاصة وترتيبات تصويرها بعيدا عن الأخرى، لم يكن الامر صعب وقت التحضير خصوصا أنني أقوم بالتحضير جيدا لأعمالي قبل انطلاق تصويرها والتحضير لها من خلال قراءات جيدة ودراسة ورؤية ثاقبة تتيح لي الاندماج مع الدور الذي أُقدمه، لكن هذه المرة الأمر مختلف كليا خصوصا مع تقديم شخصيتين بينهما واحدة من وحي خيال الأخرى والتي يراها الشخصية المثالية التي يطمح أن يكون مثلها، وهذا الأمر قمنا بالترتيب له أنا والمخرج إسلام خيري، لا أنكر أن هناك صعوبات كبيرة في التجربة نفسها ككل لكن المتعة الفنية حاضرة في العمل منذ بدايته ومازالت مستمرة في التصوير حتى الآن.

مسلسل "جودر" للنجم ياسر جلال
مسلسل "جودر" للنجم ياسر جلال

هل ما زلت مستمر في تصوير العمل حتى الآن؟

بابتسامة قال: "ليس للآن فقط بل حتى نهاية شهر رمضان، وهذا الأمر مرهق للغاية في حد ذاته لكنه ليس أمر مستحدث بل تعودت على ذلك من خلال تجارب درامية سابقة، لكن الصعوبة نفسها في ظروف تصوير مسلسل "جودر" في الاساس سواء السفر والتصوير بالكثير من مواقع التصوير البعيدة للغاية والمنعزلة عن الناس والتجمعات السكنية، فضلا عن استخدام المخرج اسلام خيري تقنيات معينة وخاصة لإظهار كل شخصية بشكل مختلف سواء "جودر" أو "شهريار" وهذا يتطلب أن يكون البعد المادي مختلف ما بين كل شخصية والأخرى.

ياسر جلال
ياسر جلال

تنتمي لمدرسة التقمص الفني خصوصا مع التلون في الأدوار والأعمال التي تطل بها كل عام في الدراما المصرية .. من أين تشكل هذا الفكر التمثيلي غير المألوف وهو الطريق الأصعب على الممثل؟

أعتقد أن فكرة التلون الفني هي ضرورة حتمية على الممثل أن يقوم بها من أجل عدم الثبات على نوعية معينة من الأدوار، وأنا أحب مدرسة التقمص الفني وهذا نابع من القراءة واضفاء خيالي على ما أُقدمه من أدوار تنتمي لهذا التقمص الفني الذي تحدثني عنه، لذا فأنا أدرس ما يعرض علي من أعمال فنية بدقة شديدة ومتناهية حتى أنني أحاول رسم أبعاد خاصة لكل دور أُقدمه من أجل الصدق الفني، كما أنني أحب أن أعيش المتعة الفنية بتجارب مختلفة ولا تتشابه مع بعضها البعض وتكون على النقيض، فلقد سبق وقدمت الكثير من الألوان والنوعيات الفنية المختلفة ما بين الأكشن والدراما والرومانسي والاجتماعي والشخصيات المعاصرة، هذا كله أفادني للغاية وأحببت أن أخوض مغامرة جديدة بلون فني لم أقدمه من قبل من خلال "جودر" المسلسل الخيالي التاريخي الاسطوري المستوحى من حكايات "ألف ليلة وليلة".

مسلسل "جودر" مأخوذ من قصص ألف ليلة وليلة
مسلسل "جودر" مأخوذ من قصص ألف ليلة وليلة

وكيف كان ارتباط البعد النفسي لشخصيتي "شهريار" و "جودر" بمدرسة التقمص الفني والتلون من خلال التحضيرات والتصوير؟

بالتأكيد .. كان هناك تركيز شديد على العمق النفسي الخاص بشخصيتي "شهريار" و "جودر" منذ مرحلة القراءة ورسمت بعض الخطوط الخاصة بكل شخصية وتناقشت فيها مع المخرج وبالفعل وصلنا لخطوط معينة نقدم من خلالها كل شخصية على حدة، حيث أن شخصية "شهريار" هي الشخصية المألوفة للجميع وكذلك داخل أحداث العمل، لكن "جودر" هي اللمحة المأخوذة من حكايات ألف ليلة وليلة والتي ركزت للغاية على أن تكون لغة الجسد وتعبيرات الوجه والانفعالات الخاصة بالشخصية مختلفة عن "شهريار"، كما وضع المخرج اسلام خيري ظروف خاصة لتصوير المشاهد الخاصة بكل شخصية لتختلف عن الأخرى، وفي الشكل يتضح تماما أن هناك فارق كبير بين الدورين خصوصا مع التغييرات الشكلية الخاصة بشخصية "جودر" التي حاولنا اختيار لوك شبابي يجسد مرحلته العمرية المناسبة له.

النجم ياسر جلال
النجم ياسر جلال

وكيف ترى التطور التكنولوجي في التقنيات الاخراجية الحالية التي تساعد على تقديم عمل درامي خيالي يحاكي رؤى الشباب المتابع لنفس النوعية بالأعمال الأجنبية، فما الذي شجعك للقيام بهذه المغامرة؟

الكثير من العوامل شجعتني للقيام بهذه التجربة أهمها عودة الكاتب الكبير أنور عبد المغيث وتقديم هذا العمل ووجود مخرج مهم متمرس للغاية في هذه النوعية من الأعمال وهو اسلام خيري الذي قدم العام الماضي عمل كوميدي فانتازي وهو "جت سليمة" وقدم فيه تقنيات اخراجية لا تقل عن الأعمال الأجنبية، وبالفعل ما شاهدته من تقنيات مستخدمة وطرق تصوير خاصة بالمخرج اسلام خيري طمأنتني للغاية وأرى أن مسلسل "جودر" هو إعادة تقديم موهبة اخراجية كبيرة تمتلك الكثير من الأدوات الهامة لصناعة عمل درامي فانتازي لا يقل في جودته ومستواه عن الأعمال الأجنبية.

هل يمكن أن يندرج مسلسل "جودر" ضمن نوعية الأعمال التاريخية؟

إطلاقا .. لا ينتمي للأعمال التاريخية خصوصا أن الدراما التاريخية هي التي تقوم بتوثيق الواقع، لكن "جودر" مسلسل درامي خيالي اسطوري مستوحى من قصة "ألف ليلة وليلة" ولا علاقة له بالأعمال التاريخية.

النجم ياسر جلال
النجم ياسر جلال

وما الهدف من تقديم عمل درامي خيالي أسطوري للمشاهدين في الوقت الحالي؟

النوعيات الفنية المختلفة مطلوبة بكل تأكيد لدى الجمهور ومن الضروري التنوع والاختلاف فيما يتم تقديمه من صناع الأعمال الفنية المصرية لأنني أنظر للأمر كما ذكرت لك بنظرة تكاملية لا تشوبها المنافسة على الإطلاق، فالمشاهد تصب في مصلحته التنوع الفني بين الأعمال والنوعيات المقدمة في الدراما، والفن كما نقدمه كرسالة فهو أيضا للتسلية والمتعة الفنية للجمهور، وهذه النوعية من الأعمال مطلوبة، والهدف من البداية لتقديم عمل درامي خيالي اسطوري هو ربط الأجيال ببعضها من خلال الجيل الذي عاصر حكايات "ألف ليلة وليلة" والشباب والصغار اللذين لا يعرفون شيئا عن هذه القصص التي تربينا عليها في طفولتنا، فأحببت أن أقوم بربط الجيل القديم والجديد معا من خلال هذا العمل.

ياسر جلال
ياسر جلال

 

ولماذا الابتعاد عن السينما منذ قرابة العشرة أعوام؟

لست بعيد كل هذه الفترة بل ظهرت كضيف شرف ببعض التجارب، لكن صعوبة العمل على مسلسل درامي كل عام من ثلاثين حلقة أمر مرهق للغاية ولا يجعلني أستطيع التركيز على اية أعمال أخرى خصوصا أنني لا أستطع القيام بأكثر من عمل أو عدة مهام في وقت واحد بل أفضل التركيز على كل خطوة على حدة دون تداخل أي خطوات أخرى معها، وبالتالي فكان الظهور في السينما من الصعب للغاية أن يحدث في ظل حضوري كل عام بمسلسل درامي خلال رمضان، لكن لدي عملين سينمائيين جاهزين للبدء في التحضير لهما والتصوير وأتمنى أن ابدأ قريبا العمل عليهما للعودة للسينما التي تمثل شغف كبير بالنسبة لي بكل تأكيد.

ياسر جلال
ياسر جلال

أما زال لديك الشغف لتقديم شخصيات تاريخية وإسلامية بأعمال فنية؟

بكل تأكيد .. أتمنى تقديم شخصيات تاريخية إسلامية ومعاصرة كذلك، فأنا أسعى دائما للتنوع فيما أُقدمه بالمقام الأول سواء باختلاف النوعيات الفنية أو الأدوار، وأنا على شغف كبير بالشخصيات التاريخية والإسلامية والتي تستحق التقديم للجمهور، وما زلت أقول أنني أتمنى تقديم عمل فني عن القائد الإسلامي والعسكري الكبير طارق بن زياد وفتوحات الأندلس، فهو من ضمن الشخصيات التي أحلم بتجسيدها على الشاشة بعمل فني، كذلك أتمنى تقديم عمل فني يلامس قضايا الانسانية تجاه الشعب الفلسطيني ويحاكي القضية الفلسطينية من منظور يحاكي رؤية الأطفال للقضية التي نشأنا عليها منذ طفولتنا ومغروسة بداخلنا، وهناك الكثير من الشخصيات التاريخية والمعاصرة التي أرغب في تقديمها.

ياسر جلال
ياسر جلال

وفي النهاية .. ما التوقيت المناسب لك لمشاهدة مسلسلات رمضان، هل خلال الموسم أو عقب الانتهاء والتفرغ من طقوس الشهر الكريم؟

لقد تعودت منذ سنوات طويلة أن التوقيت المناسب لمشاهدة مسلسلات موسم رمضان يكون عقب انتهاء الشهر الكريم من أجل التفرغ والتركيز بشكل كامل على القصص والقضايا والأعمال المطروحة كي تكون لدي الفرصة للتدقيق في المشاهدة والاستمتاع بنوعية الأعمال المعروضة والتعرف على ظهور زملائي وأصدقائي بالأعمال الفنية.