رحلة متحفية إثرائية لعميد الفن السعودي في مركز طارق عبدالحكيم

من قلب جدة التاريخية.. رحلة متحفية إثرائية لعميد الفن السعودي في مركز "طارق عبدالحكيم"

شروق هشام
3 يناير 2024

في إطار حرص وزارة الثقافة وهيئاتها على الاحتفاء بروّاد الفن والثقافة في المملكة، وتقدير إسهاماتهم القيّمة في تشكيل الهوية الوطنية والتراث الثقافي، وتحت شعار "نغمة بين التراث والمستقبل" تم إنشاء "مركز طارق عبدالحكيم" الذي تحتضنه المنطقة التاريخية بجدة (البلد)، ليكون مركزاً يستند على إرث الموسيقار الراحل "طارق عبدالحكيم"، والذي يهدف إلى الحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية، ويمثل رحلة متحفية إثرائية لمسيرة الموسيقار الراحل الحاصل على لقب "عميد الفن السعودي" الرجل العظيم الذي يستمر إرثه في تشكيل مسار الموسيقى السعودية وإلهام الأجيال القادمة، والذي استحق أن يحمل أول مركز للموسيقى التراثية في المملكة العربية السعودية اسمه.

رحلة متحفية إثرائية لعميد الفن السعودي في مركز "طارق عبدالحكيم"

رحلة موسيقية وفنية وتراثية ثرية
رحلة موسيقية وفنية وتراثية ثرية

افتتحت هيئة المتاحف "مركز طارق عبدالحكيم" في المنطقة التاريخية بجدة (البلد)، وذلك ضمن جهودها في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة تحت مظلة رؤية السعودية 2030 لتنمية المساهمة السعودية في الثقافة والفنون.

وجاء شعار المركز ليكون "نغمة بين التراث والمستقبل" ليأخذ زواره في رحلة موسيقية وفنية وتراثية ثرية، وليجسد إرث الموسيقار الراحل "طارق عبدالحكيم" الذي أسهم في ثراء المشهد السعودي الموسيقي، وحقق إنجازات عدة جعلت اسمه خالداً ليستمرّ إرثه في تشكيل مسار الموسيقى السعودية وإلهام الأجيال القادمة، وليشكل نقطة تواصل بين أجيال المؤسسين والأجيال الناشئة والقادمة، حيث اقتنت وزارة الثقافة مجموعة الموسيقار الراحل وأسّست "مركز طارق عبدالحكيم" الذي يهدف إلى الحفاظ على الموسيقى والفنون الأدائية والتراث الثقافي غير المادي للمملكة العربية السعودية.

ويتضمن المركز متحفاً يخلّد سيرة وإرث الموسيقار الراحل عبر عرض مسيرته الشخصية ومجموعة من أرشيفه ومتعلّقاته، وعلى مركز للأبحاث الموسيقية يتيح للباحثين الاستفادة من محتوى وأرشيف موسيقي واسع، ويلعب مركز طارق عبد الحكيم دورًا مهمًا في تعزيز فهم تاريخ الموسيقى في المملكة العربية السعودية وإسهامات شعبها في مجال الفنّ بشكل عام.

إرساءمتحف مركز طارق عبدالحكيم.. رحلة شيّقة في تاريخ الموسيقى السعودية

مركز طارق عبدالحكيم في جدة التاريخية
مركز طارق عبدالحكيم في جدة التاريخية

يمثل متحف مركز طارق عبدالحكيم رحلة شيّقة في تاريخ الموسيقى السعودية، ويستعرض الإرث الموسيقي السعودي وأبرز محطات مسيرة الموسيقار الراحل، حيث يتضمن مواد مرئية وصوتية للموسيقار وهو يؤدي أغاني من ألحانه وغيرها من الأعمال الوطنية والفنون التقليدية، ومتعلقات شخصية للموسيقار الراحل، وبعض المقطوعات الموسيقية، ومجموعة فنية تمثل ثراء التراث الموسيقي السعودي.

ويستعرض المتحف مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية بالإضافة إلى المقتنيات التراثية والكتب والوثائق، والتسجيلات، والمواد السمعية والبصرية، الخاصة بالموسيقار الراحل الذي حصل عليها في سنواته الأخيرة، وبعد مسيرة طويلة وكونه الرئيس السابق لقسم الفنون الشعبية السعودية، فيما نمت هذه المجموعة بتقديم الأصدقاء والمعجببن المزيد من التحف العامة له، مثل المجوهرات والصور الفوتوغرافية والملابس، والتي تُعرض في المتحف الواقع في منطقة البلد التاريخية في مدينة جدة.

مركز الأبحاث الموسيقية ووحدات الأرشفة

مركز طارق عبدالحكيم نغمة بين التراث والمستقبل
مركز طارق عبدالحكيم نغمة بين التراث والمستقبل

تقع وحدات الأبحاث والأرشفة التابعة لمركز طارق عبدالحكيم في مواقع متعددة في مدينة جدة، وتتضمن وحدات الأرشفة مجموعة كتب ودراسات ومقالات مملوكة من الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم والتي تمّ نقل ملكيتها إلى وزارة الثقافة لصالح مركز طارق عبدالحكيم.

وعلى المستوى التخصّصي، يقوم مركز الأبحاث الموسيقية ووحدات الأرشفة بحفظ وتوثيق وتحليل وإعادة تعريف الموسيقى والفنون والتراث السعودي، حيث يسعى المركز الى تعزيز فهم الموسيقى السعودية والعربية، ورفع مستوى الوعي بها، والى تطبيق المعايير الدولية للجودة في مجال دراسة هذه الموسيقى، وذلك من خلال جمع وحماية وتوفير الوصول إلى المواد التوثيقية، ودعم البحث العلمي وتنظيم ورش العمل واستضافة مجموعة متنوعة من الندوات والمؤتمرات.

طارق عبدالحكيم "عميد الفن السعودي"

يستعرض المتحف مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية والمقتنيات التراثية
يستعرض المتحف مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية والمقتنيات التراثية

يُعد الموسيقار طارق عبدالحكيم أحد أبرز أيقونات الفن في المملكة التي تستحق تقديرا لا يضاهى، فقد كان ملحنًا وموزعًا ومغنيًا وموسيقيًا، واستحقّ بجدارة لقب "عميد الأغنية السعودية" وذلك لإسهاماته الكبيرة في تطوير الهوية الموسيقية الوطنية، كما حصد العديد من الجوائز والتكريمات، كان من أبرزها وسام الاستحقاق من الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله -، وذلك لما قدمه من إنجازات، منها تأسيس مدرسة موسيقات الجيش السعودي، وتطوير الأغنية السعودية، وتوثيق الإرث الموسيقى، كما حاز على جائزة اليونسكو الدولية للموسيقى من المنظمة العالمية للمجلس الدولي للموسيقى في عام 1981.

كما تتضمن أبرز إنجازاته ومجهوداته الرائدة أن كان مؤسس الموسيقى العسكرية السعودية، وأنشأ ما لا يقل عن 14 فرقة موسيقية عسكرية، وأول فرق الأوركسترا، وأول فرق الكورال، وأول معاهد التعليم الموسيقي في المملكة العربية السعودية، كما قام بتنظيم وتدريب فرق الموسيقى التراثية التي مثلت المملكة العربية السعودية وقدمت عروضها في جميع أنحاء العالم محققة نجاحًا كبيرًا.

يمثل متحف مركز طارق عبدالحكيم رحلة شيّقة في تاريخ الموسيقى السعودية
يمثل متحف مركز طارق عبدالحكيم رحلة شيّقة في تاريخ الموسيقى السعودية

وكان لطارق عبد الحكيم شغفاً باقتناء المواد الموسيقية، حيث قام بتأسيس مجموعة من المتاحف الخاصة، بما في ذلك متحفاً في مسقط رأسه الطائف بالإضافة إلى متحف عسكري في الرياض، ولعلّ أشهر متحفٍ أسّسه هو قلعة الفنون التراثية في جدة، حيث عرض مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية والحرف اليدوية التقليدية والتُحف التاريخية، بالإضافة الى مكتبة موسيقية غنيّة تشكل اليوم جوهر أرشيف "مركز طارق عبد الحكيم".

الصور من حسابات مركز طارق عبدالحكيم ووزير الثقافة.