خبراء يشددون: فحص العيون المنتظم مهم للسيطرة على مرض السكري

فقدان البصر هو أحد أخطر مضاعفات مرض السكري غير المنضبط، نظرًا لأن العديد من الأشخاص قد لا يدركون أنهم مصابون بمرض السكري إلا عندما تظهر أعراض خطيرة. ولا يزال مرض السكري يمثل خطرًا صحيًا في جميع أنحاء المجتمع، خاصة وأن أكثر من 15٪ من سكان الإمارات يعانون منه.

مرض السكري هو مرض مزمن يستمر مدى الحياة؛ حيث يتسبب غياب هرمون الأنسولين أو انخفاض مستوياته في ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي في الجسم، مما يؤدي لتلف الأعضاء الحيوية. ووفقًا للإتحاد الدولي للسكري، فإن 463 مليون شخص في العالم يعانون من مرض السكري، 55 مليون منهم شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وبحلول عام 2045 سيرتفع هذا الرقم إلى 108 مليون.

ولا يزال الأشخاص المصابون بهذا المرض يواجهون التحدي اليومي المتمثل في إدارة نمط حياتهم للسيطرة على مستويات السكر في الدم، وتجنب المضاعفات الخطيرة. وكثير من الناس في المجتمع يعانون من مرض السكري بالفعل، لكنهم لا يدركون ذلك إلا عندما تظهر أعراضه عليهم، والتي قد تكون متأخرة للوقاية الفعالة من المضاعفات الخطيرة مثل اعتلال الشبكية السكري، والذي يمكن أن يؤدي إلى العمى.

فقدان البصر أحد أكثر مضاعفات مرض السكري

يشير الدكتور عمار صفر، المدير الطبي واستشاري في طب العيون في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، واختصاصي في جراحة شبكية العيون والجسم الزجاجي، إلى أنه يعاني شخص من كل ثلاثة مرضى السكري من أحد أشكال فقدان البصر بسبب أعراضه؛ مثل اعتلال الشبكية السكري، والزرق، وإعتام عدسة العين خلال حياتهم.

ويعلق الدكتور آفي جوربكساني، رئيس خدمة الشبكية، واستشاري في طب الشبكية والتهاب القزحية وإعتام عدسة العين قائلاً: "فقدان البصر هو أحد أكثر مضاعفات مرض السكري الشائعة والمخيفة، ويمكن منع حدوث ذلك؛ حيث يمكن إجراء فحوصات العين السنوية الخاصة بالبحث عن العلامات المبكرة لاعتلال الشبكية السكري، ومع التحكم الجيد في مرض السكري وضغط الدم يمكن أن تمنع فقدان البصر. وقد أظهرت الأبحاث أيضًا أن النشاط البدني المنتظم يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض والأعراض الصحية، بما في ذلك مرض السكري، ويحسن نوعية الحياة بشكل عام".

وتضيف الدكتورة لويزا ساستري، استشارية في طب وجراحة العيون، متخصصة في علاج شبكية العين وإعتام عدسة العين قائلة: "بعد تشخيص مرض السكري، تحتاج العائلات لمحاولة بناء نمط حياة وبيئة صحية تتضمن نظامًا غذائيًا جيدًا مع ممارسة الكثير من التمارين لجميع أفراد الأسرة، حتى يمكن مساعدة أولئك الذين يعانون منه، والقدرة على إدارة الحالة ".

كما أن مرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما (مرض مزمن في العين يمكن أن يؤدي فيه زيادة الضغط في العين إلى تلف العصب البصري مما يؤدي إلى الفقدان التدريجي للرؤية)، كما هو الحال مع غير المصابين بالسكري. ووفقًا للدكتور سلمان وقار، استشاري طب وجراحة الجلوكوما وإعتام عدسة العين للبالغين، فإن "الكشف المبكر للجلوكوما وعلاجه الفوري ضروريان للحفاظ على النظر. ويمكن لنظام الدعم المستمر المساعدة في عيش حياة أكثر إرضاءً على الرغم من وجود الجلوكوما."

الجلوكوما عند مرضى السكري الأطفال

ويقول الدكتور محمد سيد، إستشاري طب وجراحة العيون في إعتام عدسة العين والزرق لدى البالغين والأطفال: "من المهم أيضًا تذكير المجتمع بأن مثل هذه الحالات ليست منتشرة فقط عند البالغين، حيث قد تكون مخاوف العيون المتعلقة بالسكري موجودة لدى الأطفال، فحالات مثل الجلوكوما إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في سن مبكرة يمكن أن تؤثر على حياة الطفل".

ومرض السكري هو أحد العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى الإصابة بإعتام عدسة العين. فالأشخاص المصابون بداء السكري ليسوا فقط أكثر عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين، ولكن من المرجح أن يصابوا به في سن أصغر. لذلك يؤكد الدكتور عماد حكيم، إستشاري طب وجراحة العيون في إعتام عدسة العين وجراحة تصحيح البصر: "من المهم مراقبة التغيرات في النظر فإذا ما لوحظت أية تغييرات، فإن الخطوة الأولى التي ينبغي للمريض القيام بها هي زيارة أخصائي العيون."

إمكانية علاج فقدان البصر لمرضى السكري

ويقول الدكتور عمّار صفر تعليقًا على أهمية اليوم العالمي للسكري: "الخبر السار هو أن دولة الإمارات تبذل قصارى جهدها في خلق وعي عام بمخاطر مرض السكري، ويساعد اليوم العالمي للسكري على إيصال هذه الرسالة إلى المجتمع وأماكن العمل. إن الأشخاص المصابين بداء السكري يحتاجون للتحكم في حالتهم بعناية شديدة من خلال تعديلات نمط الحياة والمراقبة المنتظمة؛ لتجنب المضاعفات الخطيرة مثل اعتلال الشبكية السكري. والخبر الآخر السار هو أنه مع التطورات الجديدة في العلاج، يمكن علاج فقدان البصر الناجم عن تأثيرات مرض السكري على الشبكية واستعادتها، وذلك إذا تم تشخيصه مبكرًا".

ويوصي مستشفى مورفيلدز بإجراء فحص منتظم للعين منذ سن مبكرة، وإجراء فحوصات سنوية للعين لجميع مرضى السكري، وذلك بغض النظر عما إذا كانت هناك أعراض في الرؤية أم لا. ويلزم إجراء المزيد من فحوصات العين المتكررة إذا كان المريض يعاني من اعتلال الشبكية السكري النشط الذي قد يتطلب العلاج