مشاكل الرؤية المترتبة على التوتر المستمر يمكن تفاديها بالتأمل واليوغا وممارسة الرياضة بانتظام

مشاكل الرؤية أحد التأثيرات السلبية للتوتر المستمر.. إليكِ المزيد عنها وأفضل الخيارات المتاحة للوقاية منها

ريهام كامل
12 فبراير 2024

التوتر جزء من حياتنا ونحن جميعنا معرضون له بصورة أو بأخرى في وقت من الأوقات. قد يزيد أو ينقص بحسب درجة الضغوط التي نقع أسرى لها. هذا ما آلت إليه الحياة اليوم بما فيها من ضغوط وأعباء وتراكمات. والضغوط والإجهاد والتوتر كلها أمور خطيرة تؤثر على المرأة بشكل كبير ليس فقط على الجسم، ولكن يصل مداها إلى حد التأثير على الرؤية إذ أنه وبحسب الدراسات المعلنة من الممكن أن يؤدي التوتر الذي تتعرض له المرأة بسبب تراكم الضغوط والأعباء إلى ظهور أعراض فقدان البصر، وفي حالات أخرى ق يؤثر على عين واحدة.

من أجل سلامة المرأة وسلامة كل من يقع فريسة للضغوط والتوتر. نقدم اليوم هذا المقال المدعم بدراسة طرحت في هذا الصدد مع نصائح للتغلب على التوتر المصاحب للضغوط ليكون مرجعًا لكل من يعاني التوتر والاجهاد.

لماذا يحدث التوتر؟

قد تتعرض المرأة لأمور عديدة تجعلها تتوتر بشكل قوي ولعل من أبرز هذه الأمور، الشعور بالقلق والخوف من حدوث شيء ما، والعزلة الإجتماعية، والاكتئاب. ومع انعدام قدرة المرأة على السيطرة على مشاعر القلق والخوف تزيد معاناتها من التوتر.

ما هي العلاقة بين الإجهاد والرؤية؟

التوتر والاجهاد يؤثران سلبًا على الرؤية لذا يجب عدم الاستسلام للضغوط والأعباء والتوترات الناتجة عنها
التوتر والاجهاد يؤثران سلبًا على الرؤية لذا يجب عدم الاستسلام للضغوط والأعباء والتوترات الناتجة عنها

يؤثر التوتر على القدرات البصرية بطرق مختلفة، ومن هذه التأثيرات، جفاف العين، والرؤية المزدوجة، وإجهاد العين، وعدم وضوح الرؤية، وارتعاش العين، وهي أمور قد نتعرض لها جميعًا بحسب درجة التوتر التي نقع تحت طائلتها. وعندما نتعرض للإجهاد تحدث استجابة طبيعية من الجسم منها الاستجابة البصرية التي يستدل عليها من خلال توسع حدقة العين للسماح بمزيد من الضوء للدخول لتضح الرؤية، ويحدث ارتفاع في مستويات الكورتيزول والأدرينالين ما يزيد من الضغط الواقع على العين.

العلاقة بين الضغط النفسي وفقدان البصر

وجد الباحثون خلال طرح العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن الضغط النفسي يزيد من احتمالات التعرض لظهور أعراض فقدان البصر والعكس صحيح. ويمكن أن تؤثر الأعراض على عين واحدة، وتنتقل من عين إلى أخرى، وتكون موجودة في جميع الأوقات وتكون متقطعة.

التوتر ومشاكل الرؤية

ضبابية الرؤية والرؤية الزدوجة وعوائم العين ورجفتها من مشاكل الرؤية التي تنتج عن التوتر المستمر

تسبب الضغوطات المستمرة مشاكل صحية خطيرة مثل مشاكل الرؤية، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر. ويعد هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر، الرابط الأول لمشاكل الرؤية المرتبطة بالتوتر. إذ يفرز الجسم هذا الهرمون تدريجيًا كرد فعل للتوتر مسببًا زيادة في ضربات القلب والتنفس وضغط الدم وتوتر العضلات. وتؤدي زيادة التوتر والقلق إلى حدوث زيادة في مستويات الكورتيزول مما يعطل تدفق الدم من العين إلى الدماغ، مما قد يسبب مشاكل في الرؤية. يمكن في كثير من الأحيان استخلاص المشكلة على أنها تنكس بقعي مرتبط بالإجهاد.

غالبًا ما يصاحب التوتر ارتفاع في الأدرينالين والكورتيزول ما يزيد من احتمالات التأثير على الرؤية وزيادة احتمالات التعرض لتأثيرات في التنفس بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض الأكسجين في خلايا الدم الحيوية في العين والدم ومن ثم التأثير على على شبكية العين وتلف الخلايا المحتمل في العين الذي يزيد من احتمالات التعرض لفقدان البصر.

أعراض تثبت تأثر الرؤية بالضغوط والتوتر

في ما يلي ذكر لأهم الأعراض التي تثبت تأثر الرؤية بسبب التعرض المستمر للضغوط والتوتر:

  • الحساسية للضوء.
  • فقدان بعض الرؤية المحيطية والشعور وكأنك لا تستطيع الرؤية إلا أمامك مباشرة.
  • ارتعاش وتشنج إحدى العينين أو كلاهما بشكل عشوائي.
  • عيون جافة أو رطبة للغاية.
  • رؤية ضبابية إذا كان سببها الإجهاد، فإن الرؤية الباهتة ستكون خفيفة وليست شديدة.
  • الشعور ببقع صغيرة تسبح عبر الرؤية وهي ما تعرف باسم عوائم العين.
  • الرؤية مزدوجة.
  • التشوهات البصرية.
  • الرؤية الخافتة.

إذا استمرت هذه الأعراض أو أصبحت غير مريحة للغاية، يجب استشارة أطباء العيون على الفور.

كيف يؤثر التوتر على الرؤية؟

وبحسب ما نشرته "سكاي نيوز العربية" ووفقًا لـ دوروتا سكوفرونسكا كرافشيك مؤلفة الدراسة، الأستاذة المساعدة في علم الفيزياء والفيزياء الحيوية وطب العيون وهيئة التدريس في مركز أبحاث الرؤية الانتقالية في جامعة كاليفورنيا: "تشير التغيرات اللاجينية التي لاحظناها إلى أن التبدلات على مستوى الكروماتين (مزيج من الحمض النووي والبروتينات التي تشكل محتويات نواة خلية) يتم اكتسابها بطريقة تراكمية، بعد عدة مواقف من التوتر. ما يتيح فرصة الوقاية من فقدان البصر عبر التعرف على المرض مبكرا".

وأضافت كرافشيك: "نواصل العمل لفهم آلية التغيرات المتراكمة في الشيخوخة من أجل إيجاد أهداف محتملة للعلاجات. نختبر أيضا طرقا مختلفة لمنع عملية الشيخوخة المتسارعة الناتجة عن التوتر".

وقد حذرت الجمعية الألمانية لأمراض العيون من مخاطر التوتر العصبي سواء في العمل أو الحياة الشخصية حيث أفادت بأنه من الممكن أن يؤذي العين ويصيبها بما يعرف بـ"اعتلال الشبكية النضحي المركزي"، والذي تتمثل أعراضه في ظهور بقعة رمادية اللون بمجال البصر وتشوش رؤية الأشياء، وصعوبة القراءة، واضطراب في إدراك الألوان بسبب تراكم سائل تحت مركز الشبكية. فما هي الحلول يا تُرى؟

خيارات العلاج المتاحة لمشاكل الرؤية المرتبطة بالتوتر

ممارسة اليوغا وتمارين التأمل تخفف من حدة التوتر
ممارسة اليوغا وتمارين التأمل تخفف من حدة التوتر

ينبغي التركيز على استخدام تقنيات الاسترخاء وتقليل التوتر بالإضافة إلى خيارات العلاج التقليدية التي تتمثل في ما يلي:

  • المواظبة على ممارسة اليوغا.
  • ممارسة رياضة التوتر.
  • تقنيات إدارة التوتر.
  • تدريب التحفيز الذاتي (تعليم الجسم الاستجابة للأوامر اللفظية والاسترخاء).
  • ممارسة تمارين التنفس العميق تعزيزًا للأكسجين.
  • النوم الصحي والحصول على قدر كافٍ من الراحة.
  • تناول الغذاء الصحي.
  • تجنب الاستسلام للتوتر والضغوط.

وختامًا، يجب علينا جميعًا ايجاد طرق إيجابية للتعامل مع الضغوط والتوتر والإجهاد كوقاية من التعرض لكثير من المشاكل الصحية التي من بينها المشاكل الرتبطة بالرؤية.

مع تمنياتي بدوام الصحة والعافية للجميع،،،