الطبيب والكاتب الأميركي ديباك شوبرا بحوار خاص مع "هي": تناغم الجسد والعقل والروح الركيزة الاساسية لطول العمر

الطبيب والكاتب الأميركي ديباك شوبرا بحوار خاص مع "هي": تناغم الجسد والعقل والروح الركيزة الأساسية لطول العمر

حوار: ZARIFE ZGHEIB اخصائية في علم النفس

شرح الطبيب والكاتب الأميركي "ديباك شوبرا" في حوار حصري مع مجلة "هي" تحت عنوان "طول العمر" الأعمدة الأهم التي تؤثر بشكل كبير في حياتنا مثل النوم، وممارسة الرياضة، والتأمل، والابتعاد والسيطرة على القلق، والتغذية، والوعي الذاتي والتناغم الحياتي. وبدأ الحوار بالسؤال الأهم الذي ركز على شباب اليوم، حيث إنهم موطن القوة والعامل المؤثر في رسم خريطة مستقبل أوطاننا.

ما النصيحة التي تقدمها لشباب اليوم، علما أنهم يواجـهـون تـحـديــات كبيرة، وكذلك فــرص حيـــاة وعمل استثنائية؟
أولا، أرى اليوم الكثير من رواد الأعمال الشباب، وقد تميزوا بمهارات ومواهب مختلفة، وحصدوا المال. بعضهم أنشأ شركات ومشاريع ناجحة والبعض الآخر ما زال يجاهد للوصول إلى الهدف.

نصيحتي لشباب اليوم بسيطة جدا، وهي: أولا يجب أن يجدوا السعادة في المكان الذي يعملون فيه، فالسعادة هي الطريق الوحيد لمقياس النجاح. إذا كنتِ لا تشعرينَ بالسعادة، حيث تعملين فلا أهمية لمدى نجاحك أو كمية المال الذي تجنينه. اطرحي على نفسك الأسئلة التالية:
- هل أعيش الفرح في المكان الذي أعمل فيه؟
- هل أعمل مع أشخاص أسعد في التواجد معهم؟
- هل أنــا أنــشــر الفـــرح في مــكـــــان عــمــــلــــي ولا أســـهــــم في زيـــــــــادة القــلـــق والتـــوتـــر لمــن حـــــــولي؟
إذا كانـــــت الإجــــــــابـــــــــة عن جـمـــيع هـذه الأسئــلة بـ"نـعـــم"، فــأنــــت على الطـــــريق الصـحـــيــــــح.

ثانيا، تأكدي من أن لديك الخبرة اللازمة عندما تخططي لإنشاء مشروع جديد، فالمهارة هي الأساس. ومن المهم أيضا تأليف فريق عمل يتمتع بالمهارات المميزة، فريق له رؤية مشتركة وأقصى قدر من التنوع واختلاف المجالات مثل العمر، والعرق، والخلفية الثقافية. أنت بحاجة إلى إنشاء ترابط روحي وعاطفي مع الزملاء، وهذه هي الصيغة الأنجح، فهي أشبه بفريق رياضي حين يكون الجميع متصلين معنويا ولهم هدف واحد.

إذا لم يكن الفرح مقياس النجاح، فما المغزى؟
أنت لا تريدين أن تنهي حياتك بالقول: "لقد اكتسبت الكثير من المال، وواجهت الكثير من التحديات، لكنها لم تكن تجارب ممتعة". الأمر هنا يتجاوز مفهوم السعادة إنه يتعلق بالبهجة. السعادة هي سبب البهجة، هي كشعور طفل مليء بالعجب والفضول، لا سبب لسعادته، حقيقة وجودنا بحدّ ذاتها تكفي، إنها السعادة. وأختم بقول لـ"الرومي": "استبدل ذكاءك بالحيرة والعجب".

الاتجاه الأخير لدخول المرأة إلى سوق العمل في تزايد مستمّر، لكن المرأة تواجه تحديات، هل يمكنك اقتراح روتين يومي لمساعدتها على عيش حياة أفضل؟

من الجيد أن تنضم النساء إلى سوق العمل، فهذا يجلب المزيد من الجمال، والحدس، والرعاية والحنان الذي نحن بأمّس الحاجة اليه في بيئة تتزايد فيها هموم الحياة والتحديات. أنصح بإيجاد التوازن السليم بين العمل والحياة الشخصية، فهو ضروري للحياة العامة. من خلال ممارسة الرياضة بانتظام وحب الذات والاهتمام بها، يمكن للمرأة تحقيق نمط حياة متوازن. ومع المعرفة الواسعة المتاحة عبر الإنترنت هناك الكثير من التطبيقات التي تساعد في تحقيق ذلك. على سبيل المثال يقدّم تطبيق "شوبرا" تمارين مصممة خصيصا لمساعدة النساء على تحقيق التوازن بين العمل والحياة. النوم ضروري أيضا للتعافي الجسدي والعاطفي، ومن دونه قد نواجه ضائقة جسدية وعاطفية، لذلك أوصي بالنوم لمدة 8 ساعات من دون استخدام الأدوية المنومّة.

الطبيب والكاتب الأميركي ديباك شوبرا بحوار خاص مع "هي": تناغم الجسد والعقل والروح الركيزة الاساسية لطول العمر

 تسبب التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الإدمان بشكل متزايد، وفي بعض الأحيان تكون لها آثار سلبية في الصحة النفسية وتخلق الاكتئاب والقلق، وهذا ما يؤثر في "طول العمر". برأيك كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُعزز السعادة الروحية؟
 يمكننا الحدّ والاستمتاع بأهمية التكنولوجيا، الأمر متروك لنا لنقرر إذا كنا سنصبح عبيدا أو أسيادا للتكنولوجيا. يمكننا استخدام منصات التواصل الاجتماعي لإنشاء عالم مستدام، وسليـــم، وصحـيّ ومُبــهـــــــــــج. في كتـــــــــــابي DIGITAL DHARMA أناقش كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الذكاء الروحي والرفاهية الشخصية. لسوء الحظ، أصبح الكثير من الأشخاص مهووسين بالتقاط صور السلفي، لدرجة أنهم فقدوا هويتهم الذاتية. يجب أن ندرك أن التضحية بأنفسنا من أجل صور السلفي الخاصة بنا هي فائدة اقتصادية لمبدعي التكنولوجيا. والأهم هو التمتع بالوعي الذاتي الذي سيسمح لنا باستخدام التكنولوجيا بطريقة تجلب الفرح والنجاح والذكاء الروحي.

ما الركائز الأساسية للحياة؟ وكيف تؤثر في طول العمر في ظل هذه التحديات ومسار الحياة السريع للغاية؟
نبدأ بالوعي الذاتي أولا، من المهم أن تعرفي من أنت، وماذا تريدين، وما معنى حياتك، وما الغرض منها. ومن دون الوعي الذاتي، لن تتمكني حتى من البدء في الرحلة. اسألي نفسك أسئلة مثل: من أنا؟ وما الذي أشعر بالامتنان له؟ وما هدفي؟

ثانيا، تمتّعي بالراحة، سواء من خلال التأمل أو النوم، واسمحي لنفسك بأن تأخذي وقتا كافيا من دون أي مهام.

ثالثا، التغذية، من خلال اتباع نظام غذائي مع أقصى قدر من التنوع في الأطعمة النباتية. إذا كنت تأكلين اللحوم، فتأكدي من أنها طبيعية المصدر وليست مليئة بالسموم والمواد الكيميائية.

رابعا، المكملات الغذائية. بما في ذلك الفيتامينات الأساسية والمعادن التي يمكن أن تخفف من آثار التوتر على المستوى الخلوي.

بعد ذلك، ركزي على التنسيق بين العقل والجسم من خلال ممارسات مثل تمارين التنفس، اليوغا أو التاي تشي. تعتبر التمارين الرياضية مهمة أيضا، وكذلك التخلص من السموم في حياتك، مثل العلاقات السامّة والعواطف والبيئة والطعام.

عليك أيضا أن تتمتّعي بالمرونة والتكيف، وهو ما يعني أن تكون لديك القدرة على تقبل الأمور حتى لو لم تكن تسير على هـــــــواك، لا تـتــعـلــقـــي بالنـتــيـجــــة، ولا تـــتــشــبـــثّي بــرأيــــــــــــك، وإلا فسوف تواجهين مشكلة في علاقاتك.

أخيرا، لن تزدهـــــري مــن دون تجــربـــــة الحــــب، فانــشـــريـــــــه في كل مكان، وتمتّعي بعقل فضولي.

منتجع "راكسا" في تايلاند
منتجع "راكسا" في تايلاند



هل تؤمن بالتوتر الإيجابي الذي يمكن أن يساعدنا على أن نكون أكثر سعادة وأكثر إنتاجية في العمل؟
مع الضغط الإيجابي، يمكننا إعادة صياغة كل مشكلة على أنها تحدٍّ، وإعادة صياغة كل تحدٍّ على أنه فرصة، لا بأس أن نعيش ضغطا إيجابيا طالما أننا نشعر بالسعادة عند تحقيق أهدافنا.

هل يمكنك توضيح العلاقة بين ما يحدث في وعينا، وخـــاصــــة في عــواطــفـــنــــا؟ وكيـــف يؤثــــر ذلك في تكـويـنـنـــــا البيولوجي؟
عندما نشعر بالإجهاد والضغط، يدخل جسمنا في معركة التوتر، فيرتفع ضغط الدم ويصبح الجسم ملتهبا، ويزداد معدل ضربات القلب. وهذا يؤدي إلى جميع أنواع الأمراض المزمنة من الشيخوخة المبكرة إلى أمراض القلب والزهايمر. كما أنه يضر بجهاز المناعة، ويؤدي في بعض الأحيان إلى السرطان والالتهابات المتكررة. من الأفضل إدارة التوتر من خلال تحفيز الأعصاب في الجسم، ومنها عصب VAGUS أو العصب المبهم، وهو العصب الوحيد الذي ينشأ في الدماغ، وينتهي بعيدا في الجهاز الهضمي. ويُطلق عليه اسم "العصب الحائر أو المبهم"، لأنه يمتد إلى مناطق مختلفة في الجسم بشكل غير إرادي. ودوره متعدد، ويشمل التحكم في وظائف مثل الهضم، ومعدل ضربات القلب، والجهاز المناعي.

إذا زرت قناتي (شوبرا) على "يوتيوب"، فانظري جيدا إلى كيفية تنشيط العصب المبهم من خلال تمارين العين، وتمارين الوجه والتنفس، وتمارين اليوغا، وتمارين الوعي للقلب بطرق عدة، بما في ذلك اليقظة الذهنية لإدارة التوتر.

ما هي معادلة الفرح الحقيقي في زمن بات فيه المال عنصرا أساسيا لمعيار السعادة، وهل يمكنك ذكر بعض النصائح حول كيفية تدريب دماغنا وكيفية لمس جوهرنا؟

إن السعادة هي "الامتنان الذاتي"، هناك نقطة محددة في دماغك تجاه مواقفك، فأنت إما أن تري العالم مشكلة، أو تري العالم فرصة، وهذا يمثل 50 في المئة من سعادتك كل يوم.

فالمال على سبيل المثال يضيف نحو 10 في المئة إلى سعادتك كل يوم. فإذا كنت فقيرة للغاية، فلن تكوني سعيدة، وإذا كنت ثرية للغاية فقد لا تكونين سعيدة لأنك تقلقين بشأن المال طوال الوقت، ويصبح هويتك.

المال هو وسيلة لتبادل قيمتك، لذا يجب أن نسأل أنفسنا: ما هي قيمتي؟ ومن يمكنه الاستفادة من تلك القيم؟ وما مهاراتي الفريدة؟ ومن يمكنه الاستفادة منها؟ عندما تستخدمي مهاراتك ومواهبك الفريدة وتحترمي قيمتك، سيكون هناك دائما نظام بيئي يرغب في تقدير تلك القيم.

هذا هو ما يعنيه المال وتبادل القيم، إذا كنت تعرفين ما هي قيمك، فهناك دائما شخص يريد استبدال تلك القيم.

وتتلخص معادلة السعادة بالشعور بالرضى والتفاؤل والراحة والسكينة، وطمأنينة في النفس والبال، وانشراح في الصدر، وسعة في الحياة.

ما الثروات الحقيقية في عالمنا اليوم؟
إن غنى النفس هو أعلى مراتب الغنى الاجتماعية والثروة الحقيقية تكمن في قدرة الإنسان على التحكم بمشاعره ووقته ووجوده وقدرته على العطاء. الغنى العاطفي أن تكون حياتك مليئة بالتجارب والمشاعر الإيجابية. والثروة الحقيقية هي قدرتك على إدارة وقتك بشكل إيجابي، حيث تحقق أفضل النتائج على المستوى الشخصي، وتكمن في قدرتك على اختيار الأمكنة المناسبة لك، كما أن الثروة الحقيقية تعني رغبة الإنسان في مشاركة السعادة مع من حوله.

ماذا تقول للأشخاص الذين يتطلعون إلى الحصول على حياة مزدهرة، ويرغبون في السيطرة المعنوية على تحديات الحياة اليومية؟
يجب التركيز على الهدف، وليس على النتيجة، فكلما ركزت أكثر على الهدف، تحقق النجاح. ابذلي قصارى جهدك لتعيشي اللحظة، ودعي الكون يتعامل مع التفاصيل.

لدي كتاب اسمه THE ABUNDANCE يتحدث عن كيفية خلق الوفرة على جميع المستويات، الأمان، والحب والانتماء، والتحول، والتعبير الإبداعي والضمير العالي، والوفرة على جميع مستويات السلامة كالأمان، والنجاح المادي، والحدس. إذا أوليت الأهمية لهذه الأمور يمكنك خلق الوفرة والسيطرة عليها.

الحدس بالنسبة إلي هو أعلى درجات الذكاء، ويأتي من خلال الاستماع إلى جسدك، لأنه أكثر ذكاء من عقلك.

"ديباك شوبرا" في عمر الـ76، ولم يمرض قط، ويؤمن بأن الصحة النفسية تؤثر في جسدنا. هل يمكنك أن تعطينا بعض النصائح حول طول العمر؟
يعتمد طول العمر على أشياء كثيرة، مثل ممارسة التنسيق بين العقل والجسم، والنوم، والمرونة العاطفية، والإيقاع البيولوجي، وأهم شيء هو أن تكوني حاضرة في هذه اللحظة. إن مرض الوقت يسرع عملية الشيخوخة، ولكن عندما نكون حاضرين في اللحظة، فإننا نتمتّع أكثر بوقتنا.

راجـــعـي كتــــــابي "جـســــد لا يـشـــيـــــخ وعـــقـــــل لا يـــحــــــده زمــــــــن" AGELESS BODY ,TIMELESS MIND. والذي أقدم فيه أفكارا عن تخطي الشيخوخة في عالم يتسابق فيه الزمن، وتتسارع فيه الحياة، إنه يركز على العلاقة العميقة بين العقل والجسد، وكيف يمكن لتحسين هذه العلاقة أن يمنحنا حياة أطول وأكثر حيوية.

منتجع "راكسا" في تايلاند
منتجع "راكسا" في تايلاند



لماذا تعتبر السياحة الروحية أحدث اتجاهات السفر في عام 2024؟ ولماذا تنصحنا بمنتجع "راكسا في تايلاند"؟
السفر هو وسيلة للتعرف إلى العالم، والسفر هو وسيلة لتكريم قيمة الثقافات والأديان المختلفة، كما أنه الطريق لزيادة وعيك، وتوسيع آفاقك.

اليوم هناك فرص كثيرة من خلال السياحة الروحية، وفي كل برنامج استجمامي يغادر الضيوف وقد أصبحوا أكثر فهما لأنفسهم ولحالتهم الصحية. ستترك لهم تجربة التعافي إحساسا عميقا بالهدوء، بينما ستمكنهم من التقدم في رحلتهم اليومية وتقودهم إلى التوازن السليم.

يعتبر منتجع "راكسا للصحة التكاملية" RAKXA INTEGRETATIVE WELLNESS RETREAT وجهة رائدة للصحة التكاملية في تايلاند، تمزج ببراعة بين المعرفة العلاجية التقليدية والرؤى الطبية المعاصرة. وينصب التركيز في "راكسا" على تصميم رحلات علاجية مخصصة تتوافق مع الأهداف الصحية المحددة للفرد.

ويمتاز كل برنامج بمجموعة متنوعة من العلاجات التي تُسخّر أفضل الممارسات العلاجية التقليدية والحديثة. ولا يقتصر هذا النهج على تقديم الخيارات فحسب؛ بل يقدم أيضا المزيج المثالي من العلاجات لمساعدة الضيوف ليصبحوا أكثر صحة وارتياحا.

ومن خلال تناول جميع جوانب الصحة البدنية والعاطفية والروحية، تضمن "راكسا" تصميم كل رحلة بدقة متناهية، لتحقيق أفضل النتائج في أقصر وقت ممكن. والنتيجة هي الاستمتاع بتجربة تعافٍ أكثر إثراء وإرضاء وإلهاما.