سيدة الشجاعة

سيدة الشجاعة

مجلة هي

نحتفل كل عام في الثامن من شهر مارس باليوم العالمي للمرأة، في عربون احترام وتقدير لإنجازاتها في شتى الحقول: من الاجتماعية والثقافية إلى الاقتصادية والسياسية مرورا بالتربوية والرياضية وغيرها.

ولا يمكن اعتبار هذا اليوم مجرد فولكلور، بل هو بمنزلة حملة توعية حول مناضلة المرأة في كل أقطار العالم. هكذا تصبح هذه المناسبة العالمية فرصة مواتية لحشد الإرادة في صفوف السلطات المعنية، وجمع الموارد اللازمة من أجل معالجة المشكلات الخاصة بالمرأة، وفي الوقت نفسه لتعزيز المبادرات النسائية واحتضانها ودعمها وتشجيعها.

لقد ذاع صيت هذا اليوم قبل أكثر من قرن. غير أن الأمم المتحدة بدأت تحتفل به منذ منتصف السبعينيات، ودعت جمعيتها العامة في عام 1977 إلى إعلان الثامن من مارس عطلة رسمية من أجل حقوق المرأة والسلام العالمي. وقد اختارت الأمم المتحدة ليوم المرأة العالمي لهذه السنة عنوانا مميزا: "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم".

جدير أن نذكر أيضا المبادرة اللافتة التي أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية قبل بضعة أعوام، حيث تستضيف السيدة الأولى في البيت الأبيض النساء اللواتي يفزن بالجائزة الدولية للمرأة الشجاعة في الدفاع عن السلام والعدالة والإنسان والمساواة، وتمكين النساء والفتيات.

وهنا لا بد من إلقاء تحية وفاء وإجلال لسيدة الشجاعة في البيت الأبيض، بل للرائدة في الدفاع عن الحق والحقيقة والحقوق: الصحافية الراحلة "هيلين توماس" التي كانت تفتخر بجذورها العربية، وهي المولودة في الولايات المتحدة من أبوين لبنانيين. كانت توماس أول امرأة تحتل منصب عميدة المراسلين في البيت الأبيض، حيث عاصرت عشرة رؤساء. وعلى الرغم من مغازلة كل منهم لبراعتها ومهارتها، لم يردعها ذلك يوما عن إحراجهم بأسئلتها الصائبة والمحقّة واللاذعة. لقد كانت أيقونة المرأة الشجاعة بعيدا عن التهور، والجريئة بعيدا عن الوقاحة. ولطالما كانت تشجع كل امرأة على التسلح بالثقة في النفس، ورفع صوتها عاليا بوجه العنف والظلم، فهكذا برأي "هيلين توماس" يزهر السلام في العالم.

Credits

    سوزي الحاج

    Susie El Hage

    أديبة لبنانية