تمكين المرأة  بين ذكائها  والذكاء الاصطناعي

تمكين المرأة بين ذكائها والذكاء الاصطناعي

مجلة هي
25 أبريل 2024

"ياسمين الرفاعي" قائدة التكنولوجيا في القطاع الحكومي لدى “مايكروسوفت"

 

برز الذكـــاء الاصطناعي كقوة تحدث تحـــــولات جذرية في أوجه حياتنا كافة. من إحـــداث ثورة في الصناعات إلى تغييـــــر كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا. أصبح الذكاء الاصطناعي واقعا يرســــــم مستقبلا لإمكانيات غير محدودة، ونحن الآن على عتبة عصر جديد ولا يمكننا تجاهل أهميته في التطور الاجتماعي، في تعزيز الكفاءة والابتكار، وتمكين المرأة على كافة الصُعد، حيث لها فرصا أوسع لإحداث فارق كبير داخل المجتمع.

تلعب المرأة أدوارا أساسية في المجتمع كأمهات وقائدات ومبتكرات، وغيرها، وتعتبر مساهماتها أساسية في كل القطاعات من الاقتصادية إلى الاجتماعية. وعلى الرغم من التقدم في المساواة بين الجنسين، ما زالـــت هناك تحديات تحدّ من المشاركة الكاملة للمرأة وتحقيق إمكانياتها. هنا يظهر الذكاء الاصطناعي كقوة داعمة، ليس فقط لتعزيز دور المرأة في المجتمع، بل أيضا لتوفير مزيد من الأفكار والأدوات اللازمة لتوسيع آفاق مساهماتها وقيادتها في مختلف المجالات.

يبرز دور الذكاء الاصطناعي في مجالات الصناعات الناعمة مثل الأزياء والأدب والجمال. في عالم الأزياء تسهـــم التقنيات القائمة على الذكـــاء الاصطناعي في إحداث ثورة في كيفية تصميم وإنتاج وتسويق الملابس، وهو ما يقدم منصات جديـــدة للمصممات ورائـــدات الأعمال لإبــــــراز مواهبهن.

في الأدب، تساعد أدوات التحليل القائمة على الذكاء الاصطناعي الكاتبات للوصول إلى جماهير أوسع واستكشاف أشكال جديدة من السرد. وفي عالم الجمال، بات الذكاء الاصطناعي يلعب دورا محوريا في تطوير حلول تجميلية مخصصة تحطم الصورة النمطية القديمة، ليس فقط من خلال تقديم منتجات تتناسب مع احتياجات وتفضيلات النساء المتعددة، بل أيضا من خلال تحدي المعايير الجمالية التقليدية.

لا يسهم استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات فقط في تحويل الصناعات؛ بل يعيد تصويب الوجهة حول تمكين المرأة من خلال توفير أدوات تعزز الإبداع، والرؤية، والتعلم إذ يسهـــم في تمكين المرأة من تبوء أدوار قيادية لتطوير المشهد الثقافي والاجتماعي. هذا التمكـــين لا يقتصر على المجال المهني فحسب، بل يمتد إلى التطور الشخصي والتعبير عن الذات، وهو ما يتيح للنساء إيصال آرائهن وأصواتهن وأفكارهن بطريقة أوسع وأشمل.

في الختام، يأخذ الذكاء الاصطناعـــي دوره في تمكين المرأة على مستوى جديد، إذ إن ذكاء المرأة وابتكار الذكاء الاصطناعي يعزز كل منهما الآخر، مع القدرة على دفع التقدم الاجتماعي والاقتصادي. بتبني هذا الترابط، يمكننا العمل نحو مستقبل لا تكون فيه النساء فقط مشاركات، ولكن قائدات.

Credits

    "ياسمين الرفاعي"

    قائدة التكنولوجيا في القطاع الحكومي لدى “مايكروسوفت"