جاليري فيريتّي للفن المعاصر يفتتح معرض " كسر الحدود" في دبي

كشف جاليري فيريتّي للفن المعاصر عن تنظيمه لمعرض فني بعنوان " كسر الحدود" (Breaking Boundaries) الذي يجمع بين جوانب الاتصال اللغوية والثقافية، وذلك من خلال أعمال الفنان السعودي ناصر السالم والفنان البريطاني جوش رويل، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 4 فبراير و13 أبريل 2022، في جناح "جاليري فيريتّي" في الوحدة رقم 29، السركال أفنيو شارع 17 في منطقة القوز.

 

هذا ويسلط المعرض الضوء على استخدام رويل والسالم للّغة كحجر أساس في ممارستهما الفنية. وفي أعمال رويل، يتم تقديم الأعمال الفنية بلغة تستكشف المعلومات وتعيد صياغتها وتحتفي بالأعمال اليدوية في وقت تطغى خلاله النظائر الافتراضية. ومن جانبه، يدفع ناصر السالم حدود الفن الإسلامي القديم عبر إعادة ابتكاره بأشكال غير تقليدية من الوسائط المختلطة وأيضاً عبر استكشاف إمكاناته من مفاهيم مختلفة.

 

وحول المعرض الجديد، قالت مارا فيريتّي، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة "جاليري فيريتّي للفن المعاصر": "من البديهي أن تعتبر اللغة أداة أساسية للتواصل الناجح في جميع مناحي الحياة. ومنذ فجر التاريخ، ابتكر البشر اللغات لتحسين التواصل. وشكّل ظهور اللغة لحظة فارقة في مسيرة تطور الإنسان المعاصر، باعتبار أنها أرست أساساً محورياً لجميع وسائل الحوار. وعلى مدار تاريخ علم اللغويات، أدى التوسع في طرق التواصل إلى ظهور إمكانات غير محدودة للتفسير والتأويل".

 

وسيكشف المعرض الجديد النقاب عن أول عمل فني رقمي (NFT) يعتمد تقنية الرموز الغير قابلة للاستبدال للفنان السعودي ناصر السالم يحمل اسم "الله" (الأول والآخر)، إلى جانب أول عمل فني رقمي (NFT) ضمن سلسلة "فيرتشوالي فراجل" (Virtually Fragile) للفنان جوش رويل. وفي خطوة أخرى لاستكشاف الوسائل اللغوية ونشر الأفكار عبر قناة غير مألوفة، يعمل كلا الفنانين على ردم الهوة الكامنة بين العالمين الرقمي والمادي. وتعمل الأعمال الفنية الرقمية المعروضة على إدارة الاتصال المشفر بصورة فريدة وشخصية إلى أبعد الحدود، وذلك بحيث يمكن للمشاهدين وجامعي الأعمال الفنية مشاهدة الإمكانات الرقمية والمادية لأعمال الفنانين في مشهد واحد.

 

ويقدم معرض " كسر الحدود" (Breaking Boundaries) للجمهور مجموعة متنوعة من أعمال كلا الفنانين. وتستعرض سلسلة "فيرتشوالي فراجل" للفنان جوش رويل لحظة فقدان الاتصال بالعالم الرقمي. وتسلط هذه السلسلة الضوء على فقدان القدرة على الاتصال والتواصل داخل العالم الافتراضي، الأمر الذي يمثل انتقالاً كبيراً من فضاء تتحول فيه وظائف البيانات والاتصال إلى فوضى مجردة.

 

ويفسّر السالم الحركات الخطية التجريدية المتناوبة من خلال عمله التركيبي متعدد الوسائط "الله". ويعتبر التجسيد المرئي لكلمة "الله" بمثابة تمثيل تجريدي دأب خلاله السالم على إعادة الأحرف إلى حالة الخطوط والأشكال الهندسية الأساسية. ويستكشف السالم من خلال اعتماده لمقاربة تبسيطية كيف يمكن للضوء والصورة تقديم عمل فني مميز. ويتجنب السالم بشكل جذري الجاذبية الجمالية الاعتيادية والتقليدية لشكل الخط، مما يخلق تمثيلاً غامراً وتجريبياً. ويشير كلا الفنانين إلى حدوث تحول في اللغة لإيصال رسائل منفصلة.

 

ونلاحظ هذا الأمر مجدداً في عمل "ماذا لو اختفت الدائرة"، حيث يستكشف السالم استخدام الدائرة عبر التاريخ في الجوانب المرتبطة بتقاليد الخط. ويطلق على الخط المستخدم هنا من قبل الفنان اسم "مصحف كوفي" أو "الكوفي القديم" – أي قبل إدخال "النقطة"، وأحد أنظمة الخط العربي الثلاثة التقليدية التي وضعها ابن مقلة في القرن التاسع. وفي هذا العمل، يتساءل السالم عن تأثير الغياب المحتمل للدائرة باستخدام الخط كوسيلة لاستكشاف الأسئلة الاجتماعية والدينية.

 

وتعتبر "لغة الرسم" (Painting Language) إحدى سلاسل الأعمال الفنية الأخرى التي أبدعها رويل، وقد ولدت هذه السلسلة من رحم اهتمام طويل الأمد بوظائف اللغة والمعلومات، لا سيما في ظل هذا العصر الرقمي. وتجسّد هذه اللوحات أنظمة ترميز لغوية، وتشتمل كل واحدة منها على مجموعة نصية يمكن أن تكون مقتبسة من أي مصدر (كتاب أو مجلة أو نص) وبأي لغة. ويعمل هذا النظام من خلال اللون والتسلسل والنمط، لتتحول اللغة في نهاية المطاف إلى لوحات متناظرة ومفعمة بالتفاصيل. وبالمثل، يكشف السالم في عمله "يدبر الأمر" (He Rules All Affairs) النقاب عن قوة الكلمات وإعداد المعنى. ويقدم السالم الآية الكريمة "يدبر الأمر" بعمل يضم حرف أو مجموعة أحرف تتكرر وتنسخ وتتناثر بعد ذلك على سطح الورقة. ويمثل امتداد الحروف على الورقة الاتساع المستمر للكون وحركته المستمرة التي تميزه بصورته الكلية. وهنا، يجسّد كل حرف عنصراً فريداً من عناصر التنظيم الرسمي داخل كل نظام.

 

ومن خلال تنظيم معرض " كسر الحدود" (Breaking Boundaries) يؤكد "جاليري فيريتّي للفن المعاصر" مجدداً على دوره الهام كمنصة لتواصل العقول والمفاهيم وسط مساحة ثقافية عالمية، وذلك عبر إيجاد مساحة تقاطع للأفكار والموضوعات ذات الأهمية في طليعة المشهد الفني.

 

ويقام معرض " كسر الحدود" (Breaking Boundaries) خلال الفترة الممتدة بين 4 فبراير و13 أبريل 2022 على أرض "جاليري فيريتّي للفن المعاصر" في الوحدة رقم 29، السركال أفنيو، شارع 8 في منطقة القوز 1