صيحات الأزياء المتوقعة لعام 2024
إعداد JEFF AOUN
هل تصدّقين أننا منذ الآن نوجّه أنظارنا نحو آفاق الموضة والأناقة لعام 2024؟ اربطي حزام الأمان للغوص معنا في مغامرة مشوّقة نتوقّع خلالها الصيحات التي سترافقنا في السنة الآتية. من لحظات أدهشتنا خلال عروض الأزياء إلى أبرز إطلالات الشارع، حان الوقت لنستخلص ما هو رائج، ما ليس رائجا، وما الذي سيتردد على ألسنة الجميع في فضاء الموضة.
استعدّي لتكوني السبّاقة، فيما نكشف الألوان والأقمشة والقصات والأساليب التي تمشي في طريقها إلى تحديد موضة 2024، محدثة ضجة كبيرة ولافتة كل الأنظار. إذا، سواء كنت من عاشقات الموضة المتحمسات، أو مطلقة صيحات وملهمة، أو كنت ببساطة تحبّين البقاء على اطّلاع وعلم بكل جديد، انطلقي معنا في هذه الرحلة الاستكشافية حتى نرى المستقبل المدهش الذي يعدّه لنا عالم الموضة!
رسوم رقمية DIGITAL PRINTS
سلّطت الضوء مجموعات "كروز" ٢٠٢٤ من "شيت لو" و"لويس فويتون" و"ديزل" على صيحة رقمية بارزة، في لقاء بين التكنولوجيا والموضة قائم على إدراج طبعات مستقبلية ديناميكية ومعقّدة تعكس فنّية طليعية. أما مصدر الإلهام خلف هذه الزخارف المطبوعة والمميزة بجمالية مفاجئة ومذهلة، فقد وجده المصممون في الأخطاء الرقمية العابرة، والتأثيرات الهولوغرافية، والرسوم "السيبرانية"، التي صارت كلها رموز هذا الاتّجاه الجريء.
انتقلت صيحة الطبعات الرقمية المستقبلية إلى مقدّمة الموضة، وتمكّنت بتصاميمها القوية من إيجاد نقطة تقاطع سلس للتكنولوجيا والتعبير الفنّي.
تأثير جليدي ICE EFFECT
اجتاح "التأثير الجليدي" سماء عالم الموضة بعاصفة من الأناقة العصرية. يتمحور هذا التيار البارد حول ملابس وإكسسوارات تتخللها مواد متقزحة وبرّاقة تذكّرنا بلمعان الجليد والصقيع. فتح المصممون أيديهم لاحتضان هذه الصيحة، فقدّموا فساتين مزينة بحبات ترترة تلتقط الضوء وتراقصه تماما مثل البلورات الثلجية، وإكسسوارات ذات لمسات أخيرة معدنية وهولوغرافية وتأثير بصري أخّاذ تمام مثلما قدّمت دار "رابان". ولا يضفي التأثير الجليدي لمسة ساحرة فقط على الإطلالة، بل يرمز أيضا إلى القوة التحويلية التي تملكها الموضة في جعل العادي استثنائيا.
قماش السكوبا SCUBA FABRIC
يبدو أن عام ٢٠٢٤ سيشهد تفوّق صيحة رائعة في عالم الموضة: نهضة قماش السكوبا. إلى طليعة عالم الأزياء الراقية، تعود هذه المادة المتعددة الاستعمالات والمعروفة بلمستها الأنيقة وقدرتها على نحت حدود الجسم. بعد أن كانت دور مرموقة مثل "لويس فويتون" و"فيراغامو" رائدة في استخدامها، تعيش هذه المادة ولادة جديدة تجمع الأناقة بالوظيفة. وقد لفتت انتباه المصممين وعشّاق الموضة على حد سواء، بفضل قدرتها على نحت منحنيات الجسم وتعزيز جماله، في ظل منح الإطلالة في الوقت نفسه جمالية مستقبلية الروح. وفيما يكتسب هذا الاتجاه زخما تدريجيا، يمكننا توقع تشكيلة واسعة من التصاميم المبتكرة والقصات الجريئة التي تحتفي باندماج التكنولوجيا والموضة، وتعيد تحديد نظرتنا إلى الملابس وطريقة تفاعلنا معها.
إطلالة فضّية SILVER LOOK
السحر المستقبلي النابع من اللون الفضي والدرجات المعدنية يأسر عالم الموضة. مستقية إلهامها من خشبات عرض مذهلة مثل منصات "بروينزا سكولر" و"بالنسياغا"، تعدك هذه الصيحة الآتية بتحويل خزانتك إلى منبع للأناقة المتلألئة. لدى "بروينزا سكولر"، لمّحت المقاربة الطليعية في استعمال الأقمشة المعدنية والتلاعب بالضوء والظل إلى جمالية "سيبرانية" جريئة وراقية في الوقت نفسه. أما دار "بالنسياغا"، فأدخلت عناصر معدنية إلى ملابس يومية، وارتقت بالعادي والبسيط. تضمحل الحدود بين الموضة والتكنولوجيا، وتمنحنا الدرجات الفضية والمعدنية طريقة لتجسيد هذا الواقع بنهج ينظر إلى المستقبل ويلائم المرأة التي ترغب في التميز وسط الحشود.
سواء اخترت اعتماد هذه الصيحة إلى أقصى درجة مع إطلالة فضّية باهرة، أم فضّلت الاكتفاء بإضافة لمسات معدنية خافتة إلى إكسسواراتك، إن العام المقبل هو الوقت المثالي للتألق مع هذه الصيحة المشعّة بالحداثة.
سروال برمودا BERMUDA SHORTS
بهدوئه الأنيق، شقّ سروال "برمودا" طريقه إلى الأضواء، بعد أن ظهر في مجموعات الكثير من الدور الكبرى، مثل "بوتيغا فينيتا"، و"غوتشي"، و"فالنتينو". سروال "برمودا"، الذي يُعتبر تصميما أكثر رقيا في عائلة سروال ركوب الدراجات الهوائية، يلامس الركبة بطرفه السفلي، ويبقى بعيدا قليلا عن الجسم على عكس السراويل الرياضية الأكثر التصاقا.
أما اسمه، فيأتي من بلد منشئه، "برمودا"، حيث اعتُمد في البداية بهدف التأقلم بشكل أفضل مع المناخ الحار على الأرخبيل الواقع في شمال الأطلسي خلال القرن العشرين. صُمم في الأصل للرجال، لكنه سرعان ما وجد مكانا له في إطلالة المرأة، مع ارتفاع الحواف السفلية وتقصير التصاميم في فترة الخمسينيات. اليوم، يمثّل سروال "برمودا" انصهارا متناغما بين أناقة السروال الرسمي وراحة الشورت؛ والنتيجة تصميم عملي ورصين يبقى من الخيارات الصيفية المفضّلة، حتى بعد مرور عقود عدّة.
قوة الشفافية SHEER BLISS
هي صيحة تنبض بالثقة وتأسر العين باستخدامها أقمشة شفافة أو شبه شفافة لنسج إطلالات أثيرية وجذابة. يوازن هذا الأسلوب بين الكشف والإخفاء، ويطوّق الإطلالة بهالة من الغموض الحسّي. من خلال استعمال مواد شفافة، أضاف المصممون ملمسا مختلفا، وعمقا مرئيا، وسحرا آسرا إلى ملابس متنوعة.
وقد نجحت دور كثيرة مثل "ألكساندر ماكوين" و"كريستوفر كين" و"إيلي صعب" و"إترو" في دمج عناصر شفافة بكل مهارة داخل تصاميمها، فرأينا في مجموعاتها مثلا فساتين مسائية فاخرة تجمع المخرمات الرقيقة والأجزاء الشفافة بالطبعات الجريئة أو المواد المفاجئة، فتعزز الأناقة والأنوثة وتثبت تعددية استعمال صيحة الأزياء الشفافة.
هي نزعة تُظهر الجانب الجريء من وجه الموضة، وتفتح أمام المصممين نافذة للتعبير الفنّي والتلاعب بفكرة التضارب، فيما يواصلون البحث عن طرق مبتكرة يدمجون بها عناصر شفافة في ملابس رسمية وأخرى غير رسمية.
العودة إلى الريف COTTAGE CORE
نتطلّع إلى كل ما ستحمله سنة ٢٠٢٤، وفي انتظارنا صيحة حنينية ساحرة ستأسر قلوبنا وعقولنا. انطلاقا من جذورها الحالمة ببساطة الحياة الريفية وهدوئها، ستتطور الصيحة المعروفة باسم "كوتدج كور" COTTAGE CORE (نسبة إلى الأكواخ الريفية التقليدية) بنفحة عصرية. فيما يواصل الإنسان الهروب إلى أحضان الطبيعة، سيركّز أكثر على الممارسات المستدامة والصديقة للبيئة. لذلك، نترقب مزيجا من الجماليات التقليدية والمفاهيم المعاصرة، مع امتلاء المنصات الرقمية بأكواخ حميمة وسط حدائق خلابة، ومنسوجات يدوية، وكنوز حرفية. في عالم الموضة، ننتظر من دور مثل "بوتيغا فينيتا" و"جيل ساندر" أن تحتضن جماليات COTTAGE CORE في مجموعات الملابس الجاهزة لموسم ربيع ٢٠٢٤، فتعكس من خلال التصاميم الجديدة سحر الريف والمقاربات الجديدة المبتكرة في العيش الواعي والمهتم بكل ما حولنا. في ٢٠٢٤، لن تحتفي هذه الصيحة بالماضي فقط، بل ستلهم أيضا حركة جماعية تؤيّد مستقبلا منسجما ومتوازنا.
فساتين بحمالات عنق HALTER NECK DRESSES
يعود فستان حمالة العنق، بعد أن أعادت إحياءه أسماء أيقونية في قطاع الأزياء، مثل "فيكتوريا بيكهام" و"جيفنشي". بسهولة تامة، تجمع هذه الفساتين بين أناقة كلاسيكية وجرأة عصرية، في قصاتها الجريئة والراقية والساحرة. مع مجموعة خيارات متنوعة تتراوح بين المينيمالي السلس والمزخرف بتفاصيل معقّدة، إن فستان حمالة العنق في عام ٢٠٢٤ سيذكّرنا بالماضي ويوجّهنا نحو المستقبل. إن كنت ستحضرين حفلة مسائية متألقة أو ترغبين في تنسيق إطلالة تدير كل الرؤوس في الشارع، ستصير هذه الفساتين حتما من أساسيات خزانتك، بفضل دمجها المثالي بين سحر عابر للزمن وجاذبية معاصرة.
في هذا الاستكشاف لصيحات الموضة المعاصرة، يتّضح لنا التطور المتواصل لمشهد الموضة، حيث يمسك الحنين بيد الابتكار. من نهضة الجماليات القديمة إلى التجريب الشجاع باستخدام المواد المستدامة، يقدّم إلينا قطاع الأزياء عددا كبيرا من الاحتمالات المشوّقة. ولا تعكس هذه الصيحات فقط التحول في الوعي الثقافي والبيئي، لكنها تعطينا أيضا منبرا للتعبير الذاتي. وفيما نجتاز هذه الأمواج الديناميكية، الشيء الوحيد الأكيد هو أن قدرة الموضة على أسرنا وإلهامنا وإعادة تحديد هويتها يضمن بقاء تأثيرها، ونسجها لوحة دائمة التطور تحاكي الأمس والغد.
