"ستيلا مكارتني" لـ"هي": أرجوكم خفّضوا شراء الجلد والفرو وإن لم تكونوا مهتمّين بحياة الحيوان

"ستيلا مكارتني" لـ"هي": أرجوكم خفّضوا شراء الجلد والفرو وإن لم تكونوا مهتمّين بحياة الحيوان

مي بدر
23 أبريل 2024

حوار: رئيسة التحرير MAI BADR

بين جينات الإبداع التي أخذتها من والدها المغنّي والموسيقي العالمي "بول مكارتني" ووالدتها المصوّرة والموسيقية الأمريكية "ليندا مكارتني" من جهة أولى، وحب الحيوانات والاتصال بالطبيعة اللذين زُرعا في قلبها منذ سن صغيرة من جهة ثانية، كان مصير المصممة ورائدة الأعمال البريطانية "ستيلا مكارتني" STELLA MCCARTNEY أن تصبح واحدة من أهم المواهب النسائية العالمية في مجال الموضة، ورائدة في استخدام المواد البديلة النباتية المصادر والأكثر صداقة للبيئة في صناعة الأزياء. منذ تأسيس دار الأزياء الفاخرة التي تحمل اسمها، تمسّكت بموقفها الصارم وامتنعت تماما عن استخدام الجلد والفرو والريش، فرسمت اتّجاها ما زال يتردد الكثيرون في اعتماده حتى اليوم، وسخّرت منصتها منذ اليوم الأول للدفاع عن حقوق الحيوان وتقديم الحلول ونشر التوعية حول الاستدامة البيئية في قطاع الأزياء.

مجموعتها لربيع وصيف ٢٠٢٤ هي أكثر مجموعاتها "وعيا" حتى اليوم، إذ صُنعت ٩٥ في المئة من ملابسها الجاهزة من مواد مسؤولة، مستفيدة من ابتكارات نابعة من مصادر مختلفة مثل المطاط الطبيعي والطحالب البحرية. وقد قدّمتها في باريس مع مبادرة أسمتها "السوق المستدامة" أي أكشاك أتاحت للضيوف اكتشاف المواد المتطورة الموجودة في مجموعة الربيع والصيف ولقاء الرؤيويين الذين ابتكروها. وقد حملت قبل بضعة أشهر هذه "السوق" إلى دبي، حيث شاركت "ستيلا مكارتني" في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي ٢٠٢٣ أو COP٢٨ وجمعنا بها هذا اللقاء. عن مناصرتها للبيئة ودعمها لحقوق الحيوان، وأحدث الحلول المستدامة في مواد تصنيع الأزياء، ومجموعة ربيع وصيف ٢٠٢٤ المستوحاة بشكل كبير من طفولتها وعائلتها، وأهمية التثقيف ونشر المعرفة حول الضرر الذي تلحقه صناعة الأزياء بالبيئة وكيفية تخفيضه، نتحدث إلى "ستيلا مكارتني" التي كرّست مسيرتها المهنية للممارسات المستدامة، والدفاع عن حقوق الحيوان، وتوجيه عالم الموضة نحو طريق أفضل.

"ستيلا مكارتني" STELLA MCCARTNEY
"ستيلا مكارتني" STELLA MCCARTNEY

شاركتِ في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023، وقدّمت خلاله سوق "ستيلا مكارتني" للأزياء المستدامة. ما كانت أهداف هذه المبادرة؟ وما أهم عناصرها؟

منذ البداية، حرصت على أن تكون هذه الدار إحدى دور الأزياء الأكثر استدامة في العالم، وما زالت كذلك حتى اليوم. حضوري في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي يهدف إلى تمثيل صناعة الأزياء في نقاش التغيّر المناخي، لأن هذا القطاع هو من الأكثر ضررا لكوكبنا، على الرغم من أن الكثيرين لا يربطون الموضة بالضرر البيئي، ويرونها مجرّد هروب جميل ومتألق من الواقع. لذلك، إن وجودي في COP28 لتمثيل قطاعي والتواصل مع قادة وسياسيين وصناع التغيير وبعض أهم رجال ونساء الأعمال في العالم، هو فرصة نادرة ومهمّة للانخراط في هذه النقاشات، وتعزيز الوعي حول قضايا ملحّة، خصوصا في هذه المنتديات المتمحورة حول الطاقة والنفط والزراعة، والتي تغض النظر عادة عن صناعة الأزياء.

لكنني طبعا لا أريد فقط أن أسلّط الضوء على الضرر والأذى اللذين تُلحقهما صناعتنا بالكوكب، بل إن الأهم في ذلك أن أقدّم حلولا مبنية على الحلول الكثيرة التي طوّرناها ونطبّقها في دار "ستيلا مكارتني" والملائمة لحل مشكلات كثيرة يواجهها قطاع الأزياء. وهدفي الثالث هو محاولة إطلاق تغييرات في السياسات والقوانين التي ستشجّع مصممي الغد. فلو نظرنا إلى صناعة المركبات مثلا، لوجدنا أن اتجاه شركاتها نحو الخيارات الكهربائية ليس بدافع الاهتمام بالبيئة، بل بسبب القوانين الحكومية والعقوبات المالية. صناعة الأزياء بحاجة إلى توجيهات مشابهة!

ضمن المؤتمر، قدّمنا سوق الحلول المستدامة من "ستيلا مكارتني" للمرة الأولى بعد عرض مجموعة الربيع والصيف في باريس، وفتحنا أبوابه أمام كل سكّان المنطقة ليزوروه، ويتعرّفوا إلى مبتكرين يرسمون مستقبل الموضة بمنتجاتهم وتقنياتهم. ومن بينهم مؤسسو شركة PROTEIN EVOLUTION التي تقف خلف ملابس قابلة لإعادة التدوير بشكل لا نهائي، بعد أن أخذت نفايات الدار، وعملت على تحليلها مع إنزيم بروتيني صديق للبيئة، وتحويلها إلى خيوط يمكننا إعادة تدويرها مرة بعد أخرى.

وُصفت مجموعة صيف 2024 من "ستيلا مكارتني" بأنها مجموعتك الأكثر وعيا بالبيئة حتى اليوم، فكانت 95 في المئة من ملابسها الجاهزة مصنوعة من مواد مسؤولة. ما أهم المكونات النباتية المصادر والصديقة للبيئة في هذه المجموعة؟

نعم، كان عرضنا الأكثر استدامة حتى اليوم، وأحضرنا معنا الكثير من هذه الابتكارات الصديقة للبيئة إلى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023. أطلقنا على منصة عرض ربيع وصيف 2024 أول أزياء فاخرة في العالم محبوكة من مادّة KELSUN الطبيعية المستخرجة من الطحالب البحرية البنّية والقابلة تماما للتحلل الحيوي، والقطع الناتجة عن هذا التعاون رائعة بالفعل. ولأننا لا نريد قتل أي حيوان ولا نستعمل أبدا الجلد والفرو والريش، عملنا يدا بيد مع شركة MIRUM الناشئة والمتخصصة في صناعة الجلود الزائفة المصنوعة من المطاط الطبيعي. وحوّلنا أيضا لمجموعة ربيع وصيف 2024 قشرة العنب إلى حقائب وأحذية.

تتعاونين مع مبتكرين مختلفين، كما رأينا في سوق الحلول المستدامة في مؤتمر COP28 ومجموعة ربيع وصيف 2024. كيف تختارين الجهات التي ستعملين معها؟ وما العملية التي تتبعينها قبل اعتماد مادة جديدة؟

الشيء الأهم هو أننا ننطلق في مشروع التعاون الجديد من بدايته. العلاقة مع المورّد دقيقة وحاسمة، وللعمل بطريقة مستدامة، عليك العمل بشكل وثيق مع سلسلة التوريد. وذلك لأننا في الكثير من الأحيان نتعاون مع علماء يبتكرون مواد صديقة للبيئة قابلة لإعادة التدوير وخالية من البلاستيك وما شابه، لكنهم قد لا يعرفون ما نحن بحاجة إليه لصنع حقيبة يد أو درجة نعومة الجلد المطلوبة أو رقّة القطن، لأنهم ليسوا متخصصين في صناعة الأزياء.

نتعاون مثلا مع شركة قطن عائلية تقليدية تزوّد قسما كبيرا من صناعة الأزياء. زراعة القطن تستخدم الكثير من الماء، وتملأ الأرض بالمواد الكيميائية المختلفة، فتجرّدها من عناصر غذائية كثيرة. لذلك، وضعنا معها مخططا تجريبيا كاملا من أجل تخصيص خمسة هكتارات نزرع فيها القطن التجديدي الذي لا يؤذي التربة، ويكون خاليا من المواد الكيميائية. بدأنا بخمسة هكتارات، والآن وصلنا إلى مئة هكتار، ونحن متحمسون جدا للغد!

"ستيلا مكارتني" STELLA MCCARTNEY

فلنتعمّق أكثر في حكاية مجموعة ربيع وصيف 2024. ماذا عن الموضوعات التي عالجتها من خلال المجموعة ومصادر الإلهام خلفها؟

الموضوع الرئيس كان عودتي إلى أيام الطفولة وحياتي آنذاك، والنظر إلى خزائن والديّ. أعددت تعاونا صغيرا مع والدي وفرقته الموسيقية WINGS، ونظرت إلى القطع التي كنت "أسرقها" من خزانة والدي ووالدتي، وأردت إعادة إحيائها ليستطيع الجميع ارتداءها. المجموعة مرتبطة جدا بهويتي ونشأتي وطفولتي ومكونات خزانتي التي تعكس بالفعل "ستيلا مكارتني" الحقيقية.

ستسعدك طبعا رؤية ابنتك ترتدي هذه القطع..

ترتديها كلّها منذ الآن! وذلك في الواقع أحد أسباب اختياري لها، فرأيت في ارتداء الجيل الجديد قطعا ارتديناها نحن، شيئا عاطفيا مؤثرا.

لدي تي-شيرت قصير وردي اللون مكتوب عليه كلمة WINGS كان لوالدتي ويعود إلى السبعينيات. أتذكر أنني في التسعينيات أخرجته من خزانة أمّي وارتديته كثيرا، واليوم أخذت ابنتي هذا التي-شيرت نفسه. في الواقع، إنها تختار كل القطع التي اخترتها أنا من خزانة والدتي. وكلما دخلتُ غرفتها، رأيت قميصا أو قطعة جديدة كانت لوالدتي، لكن ابنتي تظن أنها كانت لي. وأقول لها دائما: "هذه القطعة كانت لوالدتي. أخذتها منها، والآن تأخذينها أنت منّي!". لذلك، يمكنني القول إن مجموعة الربيع والصيف كانت أيضا عن هذا الجيل وعن مشاهدة أولادنا يفعلون بما فعلناه.

 STELLA MCCARTNEY

 STELLA MCCARTNEY

حين أطلقت علامتك في 2001، أخذت موقفا ثوريا بشأن قضية الاستدامة في صناعة الأزياء، وكنت أول من اتخذ خطوات كثيرة. كيف بدأ كل ذلك؟ وما الذي دفعك إلى سلك هذا الطريق وحتى شقّه؟

أعتقد أنه كان دائما شغفي، لكنني الآن فهمت أنه أيضا رسالتي، وهناك فرق بين الاثنين. لطالما كنت شخصا مرئيا للغاية، يرى ويلاحظ كل ما حوله؛ ونشأت في منزل مبدع للغاية، فرأيت أمّي وأبي على المسرح، ولكن أيضا في مزرعتهما. وقد ألهمني بشكل كبير هذا التناقض الذي ينعكس على تصاميم "ستيلا مكارتني" الجامعة بين العناصر الأنثوية والذكورية.

وكوني ابنة امرأة ورجل مشهورين جدا، نظرت دائما إلى رؤية الناس لهما، وعرفتهما في العلن وفي حياتهما الخاصة. تأثرت كثيرا بإطلالاتهما وبأن كليهما استعار ملابس الآخر. وكان لهذا الإلهام دور كبير في عرض ربيع وصيف 2024، حيث تموّهت الحدود بين الأزياء الرجالية والنسائية. في الكثير من الأحيان، أجد قطعة أزياء في أرشيف والديّ، وأقدّمها أمام فريقي على أنها قطعة كانت لوالدتي، من أجل إدراجها في مجموعتنا التالية، لكننا قد نبحث على الإنترنت فنجد صورة لوالدي فيها، فأدرك أنها كانت في الواقع لوالدي.

لذلك، حين يُطلب منّي أن أقدّم الملابس الرجالية من جديد (أطلقت قسم الملابس الرجالية لفترة وجيزة)، أقول إنني لم أتوقف عن تقديم الملابس الرجالية، فكل بذلة ترونها في عروضنا هي بذلة رجالية؛ ولهذا السبب، أعدت الرجال إلى منصة العرض هذا الموسم. كل شيء أصنعه هو لكل شخص، أيّا كان.. لكل إنسان مكان في عالم "ستيلا مكارتني".

ترعرعت في عائلة مبدعة للغاية. هل ترين مواهب إبداعية في أولادك؟

كلهم مبدعون، لكنني لا أعرف بعد أي طريق سيسلكون، لأنهم ترعرعوا بشكل مختلف جدا عنّي: أنا نشأت في الريف، وذهبت إلى مدرسة عادية، وسافرت مع والديّ كثيرا. أما أولادي فذهـبوا إلى مدارس أكاديمية أكثر في لندن. أندم بعض الشيء لأنني لم أخرج معهم أكثر عن إطار المألوف، ولأن إبداعهم لم يتغذَّ بشكل كافٍ في مدارسهم كما في بيتهم.

عيّنت قبل بضعة أشهر "أماندين أهايون" رئيسة تنفيذية لشركة "ستيلا مكارتني"، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب. كم يهمّك تمكين المرأة اليوم؟

نعم وأنا متحمسة ومتشوقة جدا لرؤية ما سنفعله معا. انطلاقي في مجال الموضة وحلمي بأن أصبح مصممة أزياء منذ أن كنت بعمر ست أو سبع سنوات، نبعا من رغبتي في الاحتفاء بالنساء، وجعلهن يشعرن بأنهن واثقات بأنفسهن وقويات من الداخل. هو أمر بدا في البداية غريبا، لكنني أرى اليوم المزيد من الناس الذين يسعون إلى تحقيق ذلك. أهم ما أريده من تصاميمي هو أن تشعر فيها النساء بالثقة الذاتية.

مع رئيسة تحرير مجلة "هي" مي بدر
مع رئيسة تحرير مجلة "هي" مي بدر

ما الذي تطلبين من المستهلكين أن يكونوا أكثر وعيا به لدى شراء المنتجات، ولا سيما الأزياء والإكسسوارات؟

أطلب منهم أن يكونوا مطّلعين. أهم ما نفعله في مؤتمر COP28 وغيره هو مشاركة الناس معلومات مفهومة واستيعابها ممكن، لأننا نعالج موضوعا علميا له مفرداته الخاصة، وقد يكون الحديث عن البيئة مربكا بعض الشيء ومحزنا، فيشعر المرء بالذنب ولا يعرف من أين يبدأ. لذلك، من الضروري تقديم معلومات مفهومة مبنية على وقائع حتى يكون الجميع على علم.

لا شك في أن أفضل طريقة نكون بها مستدامين في الموضة هي الامتناع عن شراء الجلد. سنويا، يُقتل أكثر من مليار من الحيوانات لاستعمال جلودها في صناعة الأزياء؛ نتحدث الآن وهناك حيوانات تُقتل في مكان ما.

أقول هذا، وأعرف أن معظم الناس لا يشعرون بأي تعلّق أو اتصال بالحيوانات، ولا سيما إن لم يكونوا معتادين على رؤيتها. الذنب ليس ذنبهم، بل هو ذنب الحكومات التي يجب أن تهتمّ بهذا الموضوع. لكنني أقول للجميع: حتى إن لم تكونوا مهتمين بحياة الحيوان، رجاء خفّضوا شراءكم للجلد، وحتى الفرو لأن ملايين الحيوانات تُقتل سنويا من أجل الفرو فقط. ولا تنسوا حقوق الناس الذين يعملون في المسالخ، ويُجبرون على قتل كل تلك الحيوانات واستخدام مواد كيميائية مسرطنة وخطيرة. إن ذلك يجب أن يكون غير قانوني! المعرفة مفتاح. لذلك أحاول تغيير ذهنيات الناس، نقاشا تلو الآخر.

ما الموضوع البيئي التالي الذي تنوين تسليط الضوء عليه؟

أركّز مجموعتي التالية بأكملها حول الطيور، لأنني أرى أن لا أحد يتحدّث عنها، والكل في عالم الموضة يستخدم الكثير من الريش. دار "ستيلا مكارتني" لا تستعمل الريش أبدا، وقد استعنت للمجموعة الجديدة بتطريزات من أجل محاكاة أشكال الريش.

لا شك في أن الكثير تغيّر في العقدين الأخيرين، مع بعض التحولات الإيجابية، لكن ما زال علينا فعل الكثير. هل يبدو لك المستقبل مشرقا؟

أعرف أنني قبل عشرة أعوام لم أكن سأستطيع التحدّث عن هذه القضية بهذه الحرّية. طوال مسيرتي المهنية، حاولت التحدث عن هذا الموضوع مع زملائي في القطاع والإعلاميين، فتعرّضتُ للسخرية، ولم أكن قادرة على قول الحقيقة، لأن الناس لم يكونوا مستعدّين لتقبلها. وما زال الكثيرون يعتبرونني "مجنونة"، لأنني لا أستخدم الجلد في تصاميمي، وما زلت أعاقَب لأنني أعامل الكوكب بلطف؛ الأمر غير معقول وغير مقبول!

نعم، ألمس تغييرا مهمّا، وأعرف أن الناس أصبحوا أكثر وعيا، لأنني أستطيع اليوم التحدث إليك عن الاستدامة في الموضة دون أن أبدو غريبة الأطوار أو عدوانية. لكن صناعة الأزياء ما زالت تؤذي البيئة. وأتذكر أنني قبل سنتين شاركت في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، وقدّمت فيه فيلما مؤثرا عن قتل الحيوانات، وقلت لفريقي هذا العام لِم لا نعرض الفيلم نفسه، لأن شيئا لم يتغيّر.

اليوم، إن العلامة الجديدة التي تدخل إلى هذه الصناعة دون نظرة مستدامة، هي علامة غير متصلة بعصرها. وكل الهدف من عالم الموضة هو أن يكون عصريا ومرتبطا بمجتمعه.