"فرانشيسكا أمفيتياتروف" FRANCESCA AMFITHEATROF: عملي الإبداعي يغذّيني ويسعدني ويملأ قلبي بالحب والفرح

"فرانشيسكا أمفيتياتروف" FRANCESCA AMFITHEATROF: عملي الإبداعي يغذّيني ويسعدني ويملأ قلبي بالحب والفرح

عدنان الكاتب

حوار: ADNAN ALKATEB

تقول "فرانشيسكا أمفيتياتروف" FRANCESCA AMFITHEATROF المديرة الفنية لمجوهرات وساعات "لويس فويتون" LOUIS VUITTON إنها تتمتع بحرّية كبيرة في عملها الإبداعي، خصوصا في دار لا تخشى تحطيم القواعد، بل تتوق إليه. وهل من إبداع حقيقي بدون حرّية؟

FRANCESCA AMFITHEATROF
FRANCESCA AMFITHEATROF

"فرانشيسكا" من الأسماء المعروفة بزعزعة أسس عالم المجوهرات الرفيعة والراقية، بفضل مزجها للألوان والأحجار والأشكال والخطوط بطرق غير متوقعة. انطلقت في هذه الرحلة النجومية النجاح مع "لويس فويتون" قبل ست سنوات، ووجدت الخلطة السحرية لترجمة رؤيتها الإبداعية المتمرّدة بروح "لويس فويتون"، وجعلت مجموعاتها للمجوهرات الراقية من أكثر المجموعات المرتقبة عاما بعد آخر.

في زيارتها الأخيرة إلى دبي، قبل شهرين، قدّمت أحدث قطع المــجـــوهـــــرات الـــراقــيـــــة التي تحـــمـــــل تــوقـيــعـــهـــا الفنّي، وكشفت النـــقـــاب عـــن تــقـــطـــيــــــع ثــــوري حــصـــــري لــحــجـــر الــــماس تتفرد به "لويـــس فويـــتون": LV MONOGRAM STAR. بأطــرافـــــها المستدقة وأوجهها الـ53 المقطوعة والمصقولة باليد، تكرّم هذه القصة المصوغة على شكل نجمة، نقشة "مونوغرام" الرمزية الشهيرة، والتي بقيت مرادفة لاسم "لويس فويتون" منذ أن أطلقها "جورج لويس فويتون" في 1896. وقد تطلب الوصول إلى شكلها النهائي سنين من البحث والتطوير، واجتماع حرف يدوية مختلفة، من أجل ضمان لمعان وتماثل مثاليين لبتلاتها الأربع. اليوم، تلعب هذه الماسة-النجمة دور البطولة في مجموعة مجوهرات "إل في دايموندز" LV DIAMONDS التي قررت "لويس فويتون" أن تضع من خلالها معيارا جديدا للشفافية في قطاع الماس الطبيعي، مع شهادة تُظهر شفافية المصادر وتاريخ حجر الماس المستخدم ورحلته من مراحل الاستخراج وصولا إلى العمل عليه في مشاغل الدار.

FRANCESCA AMFITHEATROF

بعد الغرق في عناق الأحجار الكريمة الملونة والماسات الساطعة في فعالية حصرية نظّمتها "لويس فويتون" في مدينة دبي، جمعني بالمصممة الشغوفة "فرانشيسكا أمــــــفـيـــتـــــيــــاتروف" هــــــذا الــحـــــوار الـــحـــصـــــري عـــن الإبــــــــداع، والأحـــجــــــــار الكــــريـــمـــــــــــــــة، والمــجـــوهــــرات الراقية، والحياة.

 أولا، ما سبب زيارتك لدبي؟

أردت منذ فترة طويلة المجيء إلى دبي، وبقيت هذه الزيارة أحد أهدافي، إلى أن وصلتُ أخيرا من أجل إطلاق تقطيع الماس الثوري الخاص بنا. ستكون هذه القصة الماسية متوفرة في دبي للمرة الأولى، وهو شيء مميز جدا لأن الماسة الجديدة المقطوعة بقصة نجمة "لويس فويتون" موجودة في عدد قليل جدا من متاجر الدار حول العالم.

 لقاؤنا الأول كان في المغرب قبل عامين. ما الذي تغيّر في حياتك منذ ذلك الحين؟

 على صعيد شخصي، أنا سعيدة ومستقلة جدا. أتمتع بالكثير من الحرّية، وأحب عملي حبّا كبيرا. أصبح ولداي مراهقَين، وأحدهما على وشك بدء دراسته الجامعية. لذلك أشعر بأنني قد فعلتُ لهما ما كان علي فعله حتى يصبحا مستقلّين في حياتهما. والآن، صار لدي وقت أكثر يمكنني تخصيصه لنفسي، ولزوجي طبعا، وللعمل مباشرة مع فريقي في باريس، وللسفر. وعموما، فإنني سعيدة للغاية بالنجاح الذي حققناه في "لويس فويتون" وكل ما ابتكرناه وأسسناه معا.

 بين العمل، والسفر، والعائلة، هل تجدين الوقت الكافي للاهتمام بصحّتك؟

 إن عملي الإبداعي يغذيني، ويسعدني، ويملأ قلبي بالحب والفرح. طبعا يجب أن أحرص على ألا يكون السفر مرهقا أكثر من اللزوم، وأن أحافظ على صحّتي، وهو ما أفعله أكثر اليوم.

وأعتقد أنني على مدى السنوات الست الأخيرة، نجحتُ في ترسيخ مكانة المجوهرات والمجوهرات الراقية لدى "لويس فويتون"، والآن انتقلنا إلى إظهارها للعالم والتوسع بالطريقة الصحيحة.

 انــــطلاقا من خبرتك المهنية والحياتية، ما أهم نصيــــحة تحبّين مـــشاركــتــــها مــع الـــشابـــــات اللـــــواتي يــحـــفــــــرن دروبــهـــن المهنية اليوم؟

 أفضل ما يمكنني أن أنصح به شابات اليوم هو أن يبقين وفيات لأنفسهن، وأن يفعلن فقط ما يشعرن بأنه ملائم وصحيح. أنا لا أريد تصميم المجوهرات من أجل صنع المزيد من المنتجات، ولا أريد العمل لأنني أتقاضى أجرا مقابله. من المهم جدا أن نــــجد ما نــــحن شـــغـــــوفـــــات به، لأن ذلك يضمن مسيرة مهنية طويلة وقوية. ففي النهاية، يمضي المرء جزءا كبيرا من أيام حياته في العمل، فتخيّل لو كان لا يحبّه! لا شيء أسوأ من العمل في وظيفة تحزنك وتحبطك.. وأظن أن إيجاد هذا الشغف والبحث عن عمل يفرحنا هو ما يجب أن نعطي أولادنا نموذجا عنه، فنكون لهم قدوة ومثالا واقعيا يظهر لهم ما هو مهم في هذه الحياة.

FRANCESCA AMFITHEATROF

FRANCESCA AMFITHEATROF

 بالانتقال إلى مجوهرات "لويس فويتون"، والنجاح الكبير الذي تلقاه مجموعاتها الراقية، أين يكمن سر تميّزها وجاذبيتها؟

 أولا، يقف خلف مجوهراتنا شخص حقيقي، أي رؤية قوية. ثم تأتي أهمية الأحجار الكريمة، فنحن نبحث عن أروع الأحجار في العالم ونقدّمها حتى في أشكال وقصات حصرية لنا، مثل قصّتي الماس اللتين تتفرد بهما "لويس فويتون": النجمة والزهرة. ولا ننسى أيضا أن كل مجموعة أيضا تروي حكاية.

إذا، إن كل قطعة مجوهرات راقية هي فريدة، لأنها مرصعة بأجمل الأحجار، وتحكي قصة غير عادية، وتنتمي إلى مجموعة متماسكة، ولا نجد سوى واحدة منها فقط. أعرف أن ذلك يصعّب عملي وعمل فريق "لويس فويتون"، لكننا نعيش معا مغامرة مذهلة هدفها تقديم شيء مميز بالفعل. على كل قطعة مجوهرات راقية أن تكون تحفة فنية حقيقية، ولذلك لن يملكها سوى رجل واحد أو امرأة واحدة في العالم.

 كونها قطع فريدة يجعلها أكثر جاذبية بلا شك.

نعم، فتكون كنزا حقيقيا. يأتينا الكثير من العملاء ويطلبون منّا إعادة صنع إحدى القطع التي بعناها، لكننا لا نقبل. ولم أرَ يوما مجوهراتنا الراقية في السوق الثانوية أو دور المزادات، فمن يشتريها يشتريها لأنه أحبها، فيحتفظ بها.

FRANCESCA AMFITHEATROF

FRANCESCA AMFITHEATROF

FRANCESCA AMFITHEATROF

 ما دور أرشيف "لويس فويتون" الضخم في إلهامك؟

 حين بدأت مشواري مع "لويس فويتون"، ذهبت فورا إلى أرشيفها، وما زلت أعود إليه، وأنظر إلى كنوزه. وأعتقد أنني من خلال المجوهرات أنسج خيوط رابط قوي مع صندوق السفر، وهو أول منتج صنعته "لويس فويتون" على الإطلاق؛ وذلك لأن هذا الصندوق يحمي أهم ممتلكاتك وكنوز حياتك، وهو شيء يبقى إلى الأبد وتتوارثه الأجيال. وبذلك، يشبه المجوهرات إلى حد بعيد! بين المجوهرات وصندوق السفر حوار مجازي؛ وفي عالم "لويس فويتون"، هما الأقرب كل منهما إلى الآخر.

هل لطالما امتلكت هذه الرؤية الإبداعية التي تنظرين بها إلى كل شيء؟ ما الذي تغيّر في "فرانشيسكا" منذ أن كانت طفلة حتى اليوم؟

 لطالما كان لدي عالمي الداخلي الخاص. وسط فوضى الحياة وبلبلتها، أجد سلاما كبيرا في الرسم، وهو ما يسعدني ويريحني ويهدئني.

إن السفر جزء طبيعي من هويتي، لأنني ولدت في اليابان، ولدي جذور إيطالية وروسية وأمريكية، ودرستُ في إنجلترا. أنا في تنقل دائم، شأني شأن صندوق السفر! لذلك يشعرني ذلك السكون الذي أحتاجه للتصميم والرسم بأن قدميّ ثابتتان على الأرض، وبأنني في نهاية المطاف ابتكرت شيئا لم يكن موجودا من قبل.

أعتقد أن ذلك الشيء كان موجودا في طفولتي، وما زال معي، حتى لو أنني أعشق السفر حول العالم، وزيارة أماكن مختلفة مثل دبي والتعرف إلى ناس من مجتمعات مختلفة.

مع الزميل عدنان الكاتب
مع الزميل عدنان الكاتب

 كيف تترجمين هذا الحس الإبداعي الفطري إلى مجموعات المجوهرات الراقية؟

نقدّم في كل سنة مجموعة جديدة من المجوهرات الراقية، يكون لها في كل مرة موضوع مختلف تماما. مرّت ست سنوات على انضمامي إلى "لويس فويتون"، لكنها تعتبر فترة قصيرة جدا بالنسبة إلى دار مجوهرات راقية. لا شك في أن "لويس فويتون" جديدة على هذا المجال، و"يافعة" في عالم المجوهرات، لكن ذلك يمنحنا الكثير من الحرية لنفعل ما نريده. ليست لدينا تقاليد قديمة علينا الالتزام بها وتكرارها، بل نريد تحطيم القواعد. في كل سنة، نطلق مجموعة مجوهرات راقية جديدة مع قصة جديدة رائعة نريد من خلالها مرافقة عملائنا في رحلة. وما يترجم هذه القصص هو مواد مدهشة وأحجار استثنائية بالفعل، لأننا نشتري الأفضل فقط، ونحتلّ برأيي المركز الأول عالميا من حيث نوعية الأحجار الكريمة التي نستخدمها. وهنا يأتي دور مشغلنا على ساحة "فاندوم"، حيث تتألق براعة الحرفيين الماهرين في ترجمة رؤيتي ورؤية فريقي الإبداعي الرائع.

تلقين الضوء على أهمية الأحجار الكريمة التي تدخل إلى مجوهرات "لويس فويتون". كيف تعثرون عليها؟

أسافر حول العالم، وكنت قبل مجيئي إلى دبي في مدينة توسون في ولاية أريزونا الأمريكية، من أجل شراء الأحجار مع فريق خبراء الأحجار الكريمة لدى "لويس فويتون". دائما نشتري أحجارا مميزة من عقول مميزة.

بين المجوهرات وصندوق

جودتها ليست وحدها ما يميزها، بل أيضا طريقة مزجها. ماذا يدفعك إلى التلاعب بالمواد والأحجار بطرق خارجة عن المألوف؟

 نحب مزج ألوان مختلفة من الذهب، وقصات مختلفة للماس، وأحجارا مختلفة، بالحفاظ دائما على أفضل نوعية. بما أن النساء يشترين اليوم مجوهراتهن ويخترنها، يتجرّأن على المغامرة أكثر. والمرأة التي تملك قطعا كلاسيكية، تبحث في المرحلة التالية عن تصاميم مشوقة وغريبة، وترغب في أن تكون الشخص الوحيد الذي يتزين بها. فتفتش عن تلك القطعة التي تشعر بأنها على صلة بقصّتها، وبأنها تعني لها شيئا مهمّا، وتتحدث إليها.

 حين تعملين على تصاميمك الجديدة، هل تفكّرين في امرأة معينة من ثقافة أو منطقة محددة؟

 لا أركّز على منطقة معينة أبدا، بل تلهمني النساء في كل أنحاء العالم. تذهلني مثلا نساء الشرق الأوسط بذكائهن ومعرفتهن وثقافتهن وجمالهن. يعرفن الكثير عن المجوهرات والأحجار الكريمة.. الأمر مدهش!