الحرف اليدوية السعودية تصل إلى العالمية بتعاون هيلينا باجاج لارسن وأم أحمد
بعدما زارت الفنانة الهندية النرويجية هيلينا باجاج لارسن مدينة الرياض لزيارة أحد البرامج المقدمة من هيئة الأزياء، شعرت برغبة شديدة بالتعرف على الثقافة والفنون السعودية، فالتقت بالحرفية أم أحمد "السيدة عويبدة العديني"، كان لقائهم لقاء فني ثقافي بحت، هيلينا التي أتت من خلفية غربية وخبرات ممتدة من ضواحي أوروبا، وأم أحمد التي ورثت الحرفة من والدتها وكبار سيدات العائلة عندما كانت ترعى الغنم والإبل في صغر سنها، جمعت مابينهم المستشارة الثقافية نورة سحمان لتساهم في مزج هاتين الثقافتين وللمساهمة في الترويج لهذه الثقافة ولتشجيع استمرارية ممارسة الحرف اليدوية ونشرها حول العالم، تسعد مجلة "هي" باستضافة هاتين الموهبتين الممتزجتين من الشرق إلى الغرب للحديث عن هذا التعاون عن قرب ومعرفة تفاصيل أكثر عن كلًا من الفنانة ومصممة المنسوجات "هيلينا باجاج لارسن" وحرفية الخرز "السيدة عويبدة العديني" أو كما عرفت بـ "أم أحمد".
كيف وصلت الفنانة هيلينا باجاج لارسن إلى الرياض؟
توجهت الفنانة الهندية النرويجية هيلينا باجاج لارسن إلى الرياض لحضور برنامج إقامة إلتقاء والذي أقيم بتعاون مابين مؤسسة أثر وهيئة الأزياء وهيئة الفنون البصرية التابعتين لوزارة الثقافة، حضر هذا البرنامج العديد من الفنانين من حول العالم والذي استمر لمدة 13 أسبوعًا وعمل كلاً منهم على مشروعًا خاصًا به طوال فترة الإقامة والتي كانت في حي جاكس الثقافي في الدرعية والذي كان يحتوي على استوديوهات خاصة بهذا البرنامج، وكان ختام البرنامج بالاستوديوهات المفتوحة والذي عرض من خلاله كلًا من الفنانين مشروعه الذي عمل عليه خلال فترة الإقامة ومن ضمنها المشروع الذي قدمته الفنانة هيلينا والذي كان بالتعاون مع السيدة عويبدة العديني "الحرفية أم أحمد".
كيف كان اللقاء مابين هيلينا وأم أحمد؟
لم يربط لقاء هيلينا وأم أحمد برنامج إقامة إلتقاء، تعرفت المستشارة الثقافية نورة سحمان على هيلينا خلال تقديمها لورشة عمل القط العسيري ضمن برنامج إقامة إلتقاء، شرحت هيلينا لنورة سحمان رغبتها بالتعاون مع أحد حرفيين الخرز المحليين، حرصت نورة سحمان على تلبية رغبتها، وخصيصاً مع اهتمام نورة الشديد بالتعرف على الحرف اليدوية المحلية ومساعدتهم بالوصول للفرص المناسبة للمحافظة على هذه المهارات والحرف التقليدية والتي تمثل تاريخنا السعودي عوضًا عن أنها تدفن وتختفي مع مرور الوقت، وكانت تحرص على عمل ذلك بطريقة مميزة بحيث أن تنشر هذه الثقافة وتشجع تعليمها وتوريثها للأجيال، لذا قامت بترتيب اللقاء مابين هيلينا وأم أحمد وعملوا سويًا لعدة أسابيع، لم يقتصر وجود نورة سحمان مابين هاتين الشخصيتين على إتمام التعارف، بل كانت نقطة وصل ثقافية مابينهما، فكلاهما لا يتحدثان بلغات بعض وكلاهما من ثقافتين مختلفتين كليًا، وبعد عدة أسابيع من العمل تم تقديم القطعة الفنية المشتركة مابين أنسجة حرير هيلينا وخرز أم أحمد.
الفنانة هيلينا حول اهتمامها بهذا التعاون
في لقاء حصري مع "هي" حدثتنا هيلينا عن تفاصيل رغبتها بهذا التعاون: "منذ اليوم الأول، كنت متحمسة للتواصل مع الحرفيين السعوديين، وأردت أن أتعلّم عن التقنيات الموجودة هنا والأعمال المحلّية، الأمر الذي كان صعبًا بعض الشيء، نورة سحمان لعبت دورًا جوهريًا في مساعدتي، فجمعتني بأم أحمد، ونسّقت المشروع تمامًا في كل مراحله، أنا لا أتكلم العربية، وهناك بعض الفروقات الثقافية، فكانت نورة هنا لتساعدنا وتسهّل العمل، ما جذبني إلى هذه التقنية تحديدًا هو أنني أحب القماش والمعدن كوسيطين فنّيين، وحين سمعت قصة هذه الحرفة، لفتت انتباهي لأنها تجمع المادتين المفضلتين لدي. ذلك كان السبب الأول خلف انجذابي إلى هذه التقنية، بعد ذلك، في لقائنا الأول الذي اطّلعنا فيه على أعمالنا قبل أن نقرر ماسنقوم به، أرتني قطعًا كثيرة عملت عليها، وبعضها قديم للغاية لأنها بدأت العمل في حرفة التخريز حين كانت بعمر 15 سنة على ما أعتقد، اندهشت في البداية وأردت أن أستوعب كل شيء، قبل أن أفكر في كيفية تفسير كل ذلك بطريقة معاصرة"
كما أضافت حول اهتمامها بالربط مابين الأجيال والثقافات: "هناك شيء جميل جدًا في الربط بين أجيال مختلفة ومناطق سعودية مختلفة، فنورة من منطقة وأم أحمد من منطقة أخرى وأنا هنا في الرياض من أجل هذا المشروع ولست حتى من السعودية، وفي النهاية، عملنا معًا على هذا المشروع