الملكة كاميلا تختار ارتداء تاج الملكة ماري في حفل تتويج الملك تشارلز

بعد أشهر من التكهنات تم الكشف عن التاج الملكي الذي اختارته الملكة كاميلا Queen Camilla لترتديه في حفل تتويج زوجها الملك تشارلز الثالث King Charles III ملكة لبريطانيا، والمقرر أن يقام في كاتدرائية وستمنستر، في العاصمة البريطانية لندن، في يوم 6 مايو 2023 حيث اختارت أن ترتدي تاج تتويج الملكة ماري Queen Mary في حفل التتويج ذلك الخيار بأنه خيار تاريخي جنب بريطانيا أزمة دبلوماسية محتملة.

الملكة كاميلا تختار أن ترتدي تاج الملكة ماري في حفل تتويج الملك تشارلز

تم الكشف عن قرار الملكة كاميلا ارتداء تاج الملكة ماري في حفل تتويج الملك تشارلز، في بيان رسمي جديد صدر عن قصر باكنغهام، ووفقا للبيان فإن قرار الملكة كاميلا، ارتداء تاج الملكة ماري في حفل التتويج قد جاء في "صالح العملية والاستدامة"، وبارتداء الملكة كاميلا لتاج تتويج الملكة ماري، تكون الملكة كاميلا، أول ملكة قرينة بريطانية تعيد ارتداء تاج تتويج ملكة قرينة أخرى في حفل تتويج زوجها الملك، منذ القرن الثامن عشر.

تاج تتويج الملكة ماري

وفقا للتقاليد الملكية البريطانية فإن الملكة البريطانية القرينة عادة ما ينصح بصنع تاج تتويج خصيصا من أجلها، لترتديه في حفل تتويج زوجها رسميا ملكا لبريطانيا والذي تتوج فيه أيضا إلى جانبه زوجته، كملكة قرينة، وبالمثل فإن تاج تتويج الملكة ماري صنع خصيصا من أجلها بتكليف من زوجها الملك جورج الخامس King George V حتى ترتديه في حفل تتويج زوجها في عام 1911، والذي توجت فيه إلى جانبه رسميا، كملكة قرينة، وكما جرت العادة أيضا فإن تاج التتويج الذي صنع خصيصا من أجل الملكة ماري قد زين بجواهر لا تقدر بثمن من مجموعة المجوهرات الملكية البريطانية، وكان من ضمن هذه الجواهر التي زينت تاج تتويج الملكة ماري، ماسة كوه إي نور Koh-i-Noor وهي بوزن 105 قيراط وهي محل نزاع بين بريطانيا وعدة دول أخرى تصر على أنها المالك الحقيقي للجوهرة وأن بريطانيا قد حصلت عليها بطرق غير شرعية أو قانونية كمستعمر، ومن بين الدول التي لا تزال متمسكة حتى الآن بملكيتها للماسة دولة الهند.

كيف ساعد قرار الملكة كاميلا ارتداء تاج تتويج الملكة ماري على تجنب أزمة دولية محتملة

قرار الملكة كاميلا ارتداء تاج تتويج الملكة ماري في حفل تتويج الملك تشارلز يعني أن ماسة كوه إي نور المثيرة للجدل لن يكون لها مكان في حفل تتويج الملك تشارلز، بعد أن كانت جزء من تاج آخر ملكتين قرينتين في تاريخ بريطانيا قبل عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا والذي انتهى بوفاتها في قلعة بالمورال في اسكتلندا في يوم 8 سبتمبر 2022، وإعلان تشارلز الثالث، ملكا لبريطانيا خلفا لها، منذ ذلك الحين، وهو ما سيجنب بريطانيا أزمة دبلوماسية أو دولية جديدة بسبب الماسة الشهيرة، وفقا للخبراء.

أما عن ماسة كوه إي نور، فكان آخر ظهور رسمي لها في تاج تتويج الملكة الأم Queen Mother في حفل تتويج زوجها الملك جورج السادس George VI في عام 1937، جدير بالذكر أن بريطانيا قد صنعت نسخة طبق الأصل من ماسة كوه أي نور مصنوعة من كريستال الكوارتز، لتحل محل هذه الماسة القيمة، والتي لا تزال محل نزاع بين بريطانيا وبين عدة دول، أبرزهم الهند وباكستان وأفغانستان وثلاثتهم لا يزال يطالب بريطانيا بتسليم الماسة بدعوة ملكيتهم لها، حتى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي Narendra Modi قد قال في تصريح له أن ماسة كون أي نور تعد بمثابة تذكير غير مرحب به بتاريخ الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية.

ترحيب بقرار الملكة كاميلا ارتداء تاج تتويج الملكة ماري في حفل تتويج الملك تشارلز

وفقا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية فإن قرار الملكة كاميلا ارتداء تاج تتويج الملكة ماري في حفل تتويج الملك تشارلز، قد لاقى ترحيبا كبيرا في المملكة المتحدة، وكان من بين من اثنوا على ذلك القرار نايجل فليتشر، وهو أستاذ مساعد في قسم السياسة والتاريخ المعاصر في جامعة King's College London في العاصمة البريطانية لندن، ووصف نايجل فليتشر القرار بالذكي، وبأنه جنب بريطانيا الجدل المحتوم الذي يحيط بماسة كوه إي نور الشهيرة، وتحدث عن ذلك وقال: "وضع ماسة كوه إي نور في تاج تتويج الملكة القرينة كاميلا، كما فعلت آخر ملكتين قرينتين لبريطانيا، كان ليصبح خيار غير حكيم ويفتقر إلى الحساسية، خاصة في ظل الظروف الحالية، وكان سيخاطر أيضا بحدوث خلال دبلوماسي، نظرا إلى أن الهند وباكستان وإيران وأفغانستان قد ادعت ملكيتها للماسة وطالبت باستعادتها على مر السنين ".

المؤرخة بريا أتوال Priya Atwal، اتفقت مع ما قاله نايجل فليتشر، وتحدثت عن ذلك في منشور جديد لها على موقع تويتر، وصفت فيه قرار عدم استخدام ماسة كوه إي نور في حفل تتويج الملك تشارلز بأنه "نقطة تحول هامة"، وأضافت: "يبدو أن النظام الملكي البريطاني، قد أصبح أكثر انفتاحا الآن لمناقشة التاريخ الاستعماري لبريطانيا، لدرجة أنهم قرروا استبعاد الماسة من الحفل".

آخر ملكة بريطانية قرينة تعيد استخدام تاج ملكة بريطانية قرينة أخرى في حفل التتويج

آخر ملكة بريطانية قرينة، تختار أن تعيد استخدام تاج ملكة بريطانية قرينة أخرى في حفل تتويج زوجها ملكا لبريطانيا هي الملكة كارولين Queen Caroline، زوجة الملك جورج الثاني George II، والتي قامت بارتداء تاج تتويج ماري من مودينا Mary of Modena، الملكة القرينة، للملك جيمس الثاني James II، في عام 1727.

بريطانيا تعد تاج تتويج الملكة ماري استعدادا لاستخدامه في حفل تتويج الملك تشارلز

بالتزامن مع إعلان قصر باكنغهام، تخطيط الملكة كاميلا لارتداء تاج تتويج الملكة ماري في حفل تتويج الملك تشارلز ملكا لبريطانيا، تم الكشف أيضا عن أن بريطانيا قد بدأت بالفعل في إعداد تاج تتويج الملكة ماري استعدادا لاستخدامه في حفل تتويج الملك تشارلز في مايو في هذا العام حيث تم نقل التاج من موقعه في برج لندن حيث توجد مجموعة مجوهرات التاج البريطاني، ووفقا لما أعلنه القصر فإن تاج تتويج الملكة ماري سيتم تزيينه باستخدام أحجار ماس قيمة من مجموعة مجوهرات الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، قبل استخدامه في حفل التتويج، تكريما للملكة الراحلة، وأبرز الأحجار الماسية التي سيتم استعارتها من مجموعة مجوهرات الملكة إليزابيث الثانية لتزيين التاج هما ماستي كولينان الثالث Cullinan III والرابع Cullinan IV، وهما ماستين ضخمتين زينتا في الماضي تاج تتويج الملكة ماري قبل أن يتم نزعهما من التاج واستخدامهما في تزيين بروش خاص بالملكة ماري، ارتدته خلال حياتها، قبل أن تنتقل ملكيته وترتديه في وقت لاحق، حفيدتها الملكة إليزابيث الثانية.