تعرفي على قصة الحياة الحافلة للأميرة أليس...جدة الملك تشارلز التي لا يعرفها الكثيرون
من المعروف أن الملك تشارلز الثالث King Charles II ملك بريطانيا، كان مقربا للغاية لجدته لوالدته، إليزابيث الملكة الأم Queen Mother، ووفقا للخبراء، فإن الملك تشارلز الثالث لم يكن فقط الحفيد الأول للملكة الأم، وإنما كان حفيدها المفضل أيضا، وكانت كثيرا ما تأخذ جانبه في مواجهة والديه، الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II والأمير فيليب Prince Philip، وتتدخل لصالحه إذا ما لزم الأمر، حتى أنها كانت من القلائل الذين لم يوجهوا اللوم لتشارلز الثالث لخيانته للأميرة الراحلة ديانا Princess Diana خلال زواجهما مع كاميلا شاند Camilla Rosemary Shand والتي أصبحت زوجته فيما بعد وأصبحت تعرف بالملكة كاميلا Queen Camilla، بل وقيل أنها أيدت فكرة استمرار علاقته بكاميلا شاند مع احتفاظه بزواج صوري مع الأميرة ديانا، في الوقت الذي عارضت فيه الملكة إليزابيث الثانية هذه العلاقة، ومن بين المظاهر الشهيرة الأخرى لتفضيل الملكة الأم الواضح للملك تشارلز الثالث حقيقة أنها أوصت بحصوله على الكثير من مقتنياتها وممتلكاتها الثمينة، بما في ذلك خاتم ماسي مبهر مرصع بحجر ماسي قطع زمرد، عيار 5 قيراط، ويحيط به ثلاث أحجار ماسية قطع باغيت، وتقدر قيمة الخاتم بنحو 212 ألف جنيه إسترليني وأصبح ذلك الخاتم فيما بعد، خاتم الخطبة الذي قدمه الملك تشارلز للملكة كاميلا، قبل أن يتزوج منها في عام 2005.
الملكة الأم التي كانت تتمتع بصلات أرستقراطية قبل انضمامها للعائلة المالكة البريطانية بزوجها من الملك جورج السادس George VI، هي بالتأكيد الجدة الأكثر شهرة للملك تشارلز الثالث، إلا أنه هناك جدة أخرى للملك تشارلز، لا تتمتع بشهرة كبيرة بالمقارنة بالملكة الأم وإن كانت هي الأخرى ذات تاريخ مثير للإعجاب وصلات ملكية قوية بالعائلة المالكة البريطانية، فهي لم تكن تنتمي فقط للطبقة الارستقراطية النبيلة وإنما كانت حفيدة واحدة من أشهر ملكات بريطانيا وهي الملكة فيكتوريا Queen Victoria، وكانت أيضا زوجة لأمير يوناني، وعاشت مع أسرتها في المنفى، وكانت أيضا ممن لديهن مشاركات مثيرة للإعجاب في جهود الإغاثة في الحرب العالمية الثانية-بالرغم من صلات القرابة التي جمعتها بنازيين-كما كانت أيضا من أوائل أفراد العائلات الملكية الذين يعترفون بمعاناتهم من مشكلات نفسية ويقبلون تلقي العلاج طواعية.
من نتحدث عنها هي الأميرة أليس أميرة باتنبرغ Princess Alice of Battenberg والدة الأمير فيليب، وصاحبة الحياة الحافلة، والتي تحولت إلى راهبة في السنوات الأخيرة من حياتها، وكرست حياتها منذ ذلك الحين وحتى وفاتها للعمل الخيري، والآن دعونا نتعرف معا مجموعة من الحقائق الهامة والمثيرة للاهتمام عن جدة الملك تشارلز الثالث، أليس أميرة باتنبرغ:
الأميرة الإنجليزية التي ولدت صماء وتزوجت من أمير يوناني
ولدت الأميرة أليس في قلعة وندسور عام 1885، والدها هو الأمير لويس من باتنبرغ Prince Louis of Battenberg ووالدتها هي الأميرة فيكتوريا من هيسن Princess Victoria of Hesse، الأميرة أليس وهي حفيدة الملكة فيكتوريا، ولدت صماء، وبحلول سن الثامنة، أصبحت تجيد قراءة الشفاه بثلاث لغات، وذلك وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
عندما كانت الأميرة أليس في السابعة عشر من عمرها، التقطت بالأمير أندرو أمير اليونان Prince Andrew of Greece خلال حفل تتويج إدوارد السابع في لندن، ووقعا في الحب بعدها بفترة وجيزة، ثم تزوجا في عام 1903، وانتقلت الأميرة أليس إلى اليونان للإقامة في القصر الملكي اليوناني بصحبة زوجها، وخلال زواجهما أنجبا أربعة بنات وابن واحد وهم سيسيلي Cecilie، وصوفي Sophie، وثيودورا Theodora، ومارغريتا Margarita والأمير فيليب الذي أصبح فيما بعد زوجا للملكة إليزابيث الثانية.
سنوات في المنفى
أظهرت الأميرة أليس تفانيها في العمل الخيري ومساعدة المحتاجين في مرحلة مبكرة من حياتها، عندما تطوعت للعمل في المستشفيات الميدانية خلال حروب البلقان في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، ونشرت صحيفة ووفقا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست فإن الأميرة أليس تأثرت بشدة من تجربة عملها في المستشفيات الميدانية وأرسلت لوالدتها رسالة تتحدث فيها عن ذلك وكتبت فيها تقول: "يا لهول ما رأيناه هنا، أذرع وسيقان ورؤوس ممزقة، لقد كانت مشاهد مروعة وكان المكان ملئ بالدماء".
بعد إزاحة الحكم الملكي في اليونان، هربت الأميرة أليس وأسرتها إلى جانب بقية أفراد العائلة المالكة اليونانية من اليونان، خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917، واستقروا لفترة وجيزة في باريس، قبل تقوم الاسرة بإرسال الأمير فيليب إلى بريطانيا، ووفقا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست فإن الأميرة أليس أصبحت خلال تلك الفترة شديدة التدين وتحولت إلى الأرثوذكسية اليونانية.
تلقي العلاج طواعية في مصحات للأمراض النفسية وسيغموند فرويد Sigmund Freud
ولكن بحلول عام 1930 تم تشخيص أليس بمرض انفصام الشخصية وانفصلت عن عائلتها بعد أن ازداد مرضها سوء وأصبحت تجد صعوبة في التمييز بين الواقع والأوهام، وقيل إنها كان لديها أوهام بأنها علاقة حب بالسيد المسيح وذلك وفقا للفيلم الوثائقي Real Royalty، وفقا للمؤرخين فأن الأميرة أليس وافقت في مرحلة ما طواعية على الذهاب لمصحة نفسية لتلقي العلاج، وأرسلت أولا مصحة نفسية في برلين، ثم إلى مصحة في سويسرا وهناك تلقت العلاج على يد عالم النفس الشهير والمثير للجدل سيغموند فرويد، ووفقا لتقرير لشبكة سي إن إن، فإن الأميرة أليس ارادت في مرحلة ما مغادرة المصحة، وأكدت وقتها أنها شفيت لكنها بقيت هناك لأكثر من عامين.
بناتها المتزوجات من ارستقراطيين ألمان ونازيين
وفقا لصحيفة واشنطن بوست، فإن الأميرة أليس اجتمع شملها أخيرا بأبنائها في عام 1937 عندما حضرت جنازة ابنتها سيسيلي والتي قتلت في حادث تحطم طائرة أثناء حملها، في هذه الجنازة، تم تصوير الأمير فيليب وهو يسير جنبا إلى جنب في الجنازة مع رجال يرتدون الزي العسكري النازي.
السبب؟ لأن جميع بنات الأميرة أليس وشقيقات الأمير فيليب تزوجن من ارستقراطيين ألمان، وأصبح ثلاثة منهم جنود في الجيش النازي الألماني، وذلك وفقا لمجلة Town & Country، بعدها بفترة وجيزة أصبح الأمير فيليب ضابطا في البحرية الملكية البريطانية مما يعني أنه كان في مواجهة أصهاره خلال الحرب العالمية الثانية.
مشاركة مثيرة للإعجاب في جهود الإغاثة في الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، عادت الأميرة أليس إلى اليونان وهناك استمرت في مشاركتها في العمل الخيري وجهود إغاثة المتضررين من الحرب إلا أنها قدمت خلال تلك الفترة مشاركة مثيرة للإعجاب في جهود الإغاثة في الحرب العالمية الثانية عندما قامت بإخفاء وإيواء عائلة يهودية هاربة من النازيين في شقتها في أثينا، ووفقا لصحيفة واشنطن بوست فلقد شك بأمرها رجال المخابرات الألمانية النازية الجستابو، وقاموا باستجوابها عدة مرات إلا أنها تظاهرت بأنها لا تستطيع فهمهم والتواصل معهم لأنها صماء.
الأميرة التي اختارت أن تصبح راهبة
خلال حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية في أوائل خمسينيات القرن الماضي، لفتت الأميرة أليس الانتباه إليها بظهورها مرتدية زي راهبة، بعد أن قررت أن تصبح راهبة في السنوات الأخيرة من حياتها، ومنذ ذلك الحين كرست حياتها تماما للعمل الخيري حتى أنها قامت ببيع ما تبقى لها من مجوهرات ملكية لصالح العمل الخيري.
في عام 1967، أجبر انقلاب عسكري وقع في اليونان على الفرار أثينا، ووفقا لموقع Real Royalty فإن الأميرة أليس كانت ترغب في البقاء في أثينا إلا أنها استجابت في النهاية لإلحاح الأمير فيليب والملكة إليزابيث عليها بالسفر إلى بريطانيا، حفاظا على سلامتها، في النهاية انتهى الأمر بالأميرة أليس في الإقامة في قصر باكنغهام، وظلت هناك حتى وفاتها بعد عامين من عودتها للمرة الأخيرة إلى بريطانيا.