برنامج "هارودز هايف" حطّ رحاله في الإمارات: "الغوص في مفهوم الفخامة"
بعد النجاح الكبير الذي حقّقه برنامج "هارودز هايف" Harrods Hive لاحتضان المواهب على هامش أسبوع شنغهاي للموضة، حط رحاله في دبي مع فعاليّات امتدت ليومَين، تخلّتها جلسات حوارية ولقاءات لتعزيز شبكة علاقات ألمع المواهب الشابة في الإمارات. هذه المرّة الأولى التي ينطلق فيها البرنامج في الشرق الأوسط، ويتمحور هذا العام حول عنوان "الغوص في مفهوم الفخامة"، حيث استكشفت حلقات النقاش المعنى الحقيقي لهذه الكلمة، كما تطرقت إلى السياقَين المحلي والإقليمي للفخامة.
شكلت هذه النسخة من "هارودز هايف" سابقة من نوعها في المنطقة، وقد انطلقت مع عشاء حصري لأصدقاء العلامة في جوسا في السركال أفنيو. وشهد اليوم التالي للحفل ثلاث حلقات نقاش غنيّة بالمعلومات أدارتها المؤثّرة في عالم الموضة والجمال روزمين كانجي، ثم اختتم النهار مع حفل كوكتيل بمناسبة افتتاح "هارودز هايف".
سلّط البرنامج الضوء على الثقافة الإماراتية التقليدية وتأثيرها على الفنّ والموضة المعاصرَين، وعلى الحرفية وأهميّتها في مجال الفخامة، وعلى الرابط بين الإرث الثقافي من جهة وبين ماضي الفخامة وحاضرها ومستقبلها من جهة أخرى.
وتضمن اليوم الثاني من "هارودز هايف" ثلاث حلقات نقاش، غاصت الأولى في موضوع تراث دولة الإمارات العربية المتحدة وتأثيرها على الموضة المعاصرة. تحت عنوان "التقاليد بين المدّ والجزر، وشاركت في هذه الحلقة مصمّمات الأزياء روضة ثاني وحمدة الفهيم وسلامة خلفان. روضة ثاني هي مؤسّسة وصاحبة علامة illi studio الإلكترونية التي تشتهر بتصاميمها المعاصرة، كما شاركت في تأسيس Dear All وهي فسحة للإبداع ودار إنتاج تحتضن المصمّمين والمبدعين. أمّا حمدة الفهيم، فهي مصمّمة مقيمة في الإمارات متخصّصة في أزياء السهرة الفاخرة التي تجمع بين الشرق والغرب. بدورها، اشتهرت سلامة خلفان، وهي مصمّمة مجوهرات إماراتية حائزة جوائز، بتصميم قطع أشبه بالتحف الفنية، تألّقت بها أشهر النجمات مثل ميريل ستريب وسكارليت جوهانسن وكيندال جينير. تشغل خلفان أيضًا منصب محرّرة بارزة في مجلة ماري كلير العربية. ستجتمع هؤلاء السيّدات الرائدات في مجال الموضة والتصميم في حلقة النقاش الأولى ضمن فعاليّات "هارودز هايف" لتدرسنَ وقع التراث الإماراتي على الموضة المعاصرة.
وانطلقت حلقة النقاش التالية تحت عنوان "كل ما يلمع" وستتطرّق إلى السبل المتاحة أمام المصمّمين ليحافظوا على الحرف التقليدية في سوق عالمية توّاقة دائمًا للتطوّر. واجتمعت أربع سيّدات رائدات في مجال الأعمال لمناقشة سبل الحفاظ على الأساليب الحرفيّة في مجال الموضة، وهنّ المديرة التنفيذية لـ"آرت دبي" بينيديتا غيون؛ ومصمّمة الأزياء النسائية الإماراتية شذا عيسى التي تسعى إلى إعادة إحياء الحرف التقليدية من جميع أنحاء العالم؛ وهند المحيربي، مديرة مشروع غدير للحرف الإماراتية ، وهي منظّمة تهدف إلى تمكين النساء المهمّشات بالتعاون مع الهلال الأحمر؛ وناتالي طراد مؤسّسة علامة حقائب اليد التي تحمل اسمها والتي تجمع بين الحرف التقليدية والحديثة.
أمّا حلقة النقاش الثالثة والأخيرة، فنظرت إلى الماضي والمستقبل، تحت عنوان "المستقبل مشرق". ودار النقاش حول عناصر التصميم التي صمدت إلى يومنا هذا منذ القرن الماضي ويتطرّق إلى وقعها على مستقبل الموضة. واجتمع ثلاثة خبراء لمناقشة هذه المسألة وهم الفنّان والخطّاط الإماراتي ضياء علّام، وإحدى مؤسّسات علامة الأزياء البريطانية Izaak Azanei وعلامة Little IA روشني خيملاني ميهتا، ومؤسّسة مبادرة "زيّ ورئيستها التنفيذية د. ريم طارق المتولي وهي أيضًا خبيرة ومستشارة في مجال الفنّ الإسلامي والهندسة المعمارية وتصميم الديكور والأزياء التاريخية والتراث الإماراتي.
يُشار إلى أنّ برنامج "هارودز هايف" انطلق في بادئ الأمر كبرنامج لاحتضان المواهب على امتداد ثلاثة أيّام على هامش أسبوع شنغهاي للموضة، وتطوّر ليُصبح منصة مميّزة ومنوّعة تتيح للمبدعين التواصل بانتظام شخصيًا أو افتراضيًا. يهدف "هارودز هايف" إلى احتضان المواهب المحلية الصاعدة، ويضع بمتناول يدَيهم أهمّ الموارد والخبرات في المجال. لا ينفكّ البرنامج يتطوّر ويتوسّع، ويسرّه إطلاق سلسلة من المحاضرات الإلكترونية التي تهدف إلى أن تُشكّل صلة وصل بين الجيل المقبل من الرياديين وبين المرشدين الذين رسّخوا اسمهم حول العالم.