تقاليد ملكية تخلت عنها العائلة المالكة البريطانية على السنين
من المعروف أن حياة العائلات الملكية تنظمها الكثير من القواعد والتقاليد الملكية، والتي يتعين على أفرادها اتباعها والالتزام بها مدى الحياة، بما في ذلك الأفراد المنضمين إلى العائلات الملكية عن طريق الزواج، ومن بين أكثر العائلات الملكية صرامة في يتعلق باتباع القواعد والتقاليد الملكية، العائلة المالكة البريطانية والتي لديها المئات من القواعد والتقاليد الملكية الصارمة، ويتعين على أفرادها الالتزام بها، سواء كان ذلك أثناء ظهورهم في مناسبات أو أماكن عامة أو حتى خلف جدران منازلهم، وهو ما تحدثت عنه ميغان ماركل Meghan Markle دوقة ساسيكس وزوجة الأمير هاري Prince Harry خلال ظهورها في البرنامج الوثائقي الشهير على شبكة نتفليكس، ميغان وهاري، والذي يوثق حياتها وزوجها وطفليهما بعد قرارهما الصادم بالانسحاب من الحياة الملكية، والانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال ظهورها في البرنامج عبرت ميغان ماركل عن دهشتها من الكم الهائل من القواعد والتقاليد والبروتوكولات الملكية التي كان عليها تعلمها واتباعها، ومن حقيقة أن أفراد العائلة المالكة البريطانية يطبقون أيضا هذه القواعد والتقاليد الصارمة خلف الأبواب المغلقة على حد وصفها، وبالرغم من ذلك فلقد تخلت العائلة المالكة البريطانية عن عدد لا بأس به من القواعد والتقاليد الملكية الشهيرة على مر السنين، وخاصة القواعد والتقاليد الملكية التي تضع قيود على حق اختيار شريك الحياة أو تلك التي تمنح الأبناء الذكور في العائلة المالكة البريطانية امتيازات إضافية بالمقارنة بالإناث.
وفي ما يلي مجموعة من أشهر التقاليد الملكية التي تخلت عنها العائلة المالكة البريطانية على مر السنين
-
تقليد تجنب الظهور في مقابلات تلفزيونية حصريا
اعتاد أفراد العائلة المالكة البريطانية لسنوات طويلة على تجنب الإدلاء بأي تصريحات شخصية أو مقابلات صحفية مباشرة مع وسائل الإعلام، والاكتفاء بالتصريحات الرسمية على لسان ممثليهم إلا أن ذلك تغير على مر السنين، وكانت بداية التغيير الحقيقي في أوائل الستينيات من القرن الماضي، عندما ظهر الأمير فيليب Prince Philip زوج الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا ودوق إدنبره الراحل، في مقابلة تلفزيونية حصرية مع شبكة بي بي سي BBC في عام 1961، وهي أول مقابلة تلفزيونية مسجلة للعائلة المالكة البريطانية، وبمرور السنوات، أصبح المزيد من أفراد العائلة المالكة البريطانية يظهرون في مقابلات تلفزيونية، وبعض من هذه المقابلات تسبب في حرج بالغ للعائلة المالكة البريطانية، مثل مقابلة الأميرة ديانا Princess Diana الشهيرة مع شبكة بي بي سي في التسعينيات والتي تضمنت اعترافات صادمة لها عن معاناتها من مشكلات نفسية وخيانتها لزوجها وقتها، تشارلز الثالث King Charles III ردا على خيانته لها، وهناك أيضا مقابلة الأمير أندرو Prince Andrew المثيرة للجدل مع بي بي سي في عام 2019، والتي فشل خلالها في إقناع الرأي العام، بعدم تورطه في الأنشطة الإجرامية المتهم فيها صديقه المقرب السابق جيفري إبستاين Jeffrey Epstein والتي تتضمن تهم اغتصاب قصر وإتجار بالبشر، وهو ما اضطر الأمير أندرو بعدها بفترة وجيزة، الإعلان رسميا عن انسحابه من الحياة الملكية.
-
تقليد منع زواج أفراد العائلة المالكة البريطانية من أزواج من طائفة الروم الكاثوليك
من بين أشهر التقاليد الملكية الأخرى التي اضطر أفراد العائلة المالكة البريطانية لاتباعها لسنوات طويلة، تقليد منع زواج أفراد العائلة المالكة البريطانية من أزواج من طائفة الروم الكاثوليك والذي تم تطبيقه بصرامة بعد صدور مرسوم ملكي في عام 1701 يمنع زواج أفراد العائلة المالكة البريطانية من أزواج من طائفة الروم الكاثوليك، ويجعل زواج أفراد العائلة المالكة البريطانية من أزواج من طائفة الروم الكاثوليك، غير معترف به في بريطانيا، وهو ما ترتب عليه الكثير من الاضطرابات والمشكلات في تحديد الورثة الشرعيين للعرش البريطاني، كما حدث عندما لم يتم الاعتراف قانونا بزواج الملك جورج الرابع King George IV، بالكاثوليكية ماريا فيتزهيربرت Maria Fitzherbert.
تخلت العائلة المالكة البريطانية عن ذلك التقليد في عام 2013، بعد أن تم إقرار قانون يسمح لأفراد العائلة المالكة البريطانية من الورثة المباشرين للعرش البريطاني، بالزواج من طائفة الروم الكاثوليك ولكن تماشيا مع عقيدة الكنيسة الإنجليزية وتاريخها، لا يزال من المستحيل السماح لفرد في العائلة المالكة البريطانية من طائفة الروم الكاثوليك أن يصبح ملكا لبريطانيا.
-
تقليد منع الزواج من مطلق أو مطلقة
اضطر الملك إدوارد الثامن King Edward VIII ملك بريطانيا للتنازل عن العرش بعد أقل من عام من إعلانه ملكا لبريطانيا، حتى يتمكن من الزواج من حبيبته الأمريكية واليس سيمبسون Wallis Simpson بسبب حقيقة أنها سيدة سبق لها الزواج والطلاق مرتين، وكانت التقاليد الملكية وقتها تمنع أفراد العائلة المالكة البريطانية، وخاصة الملك البريطاني، من الزواج من مطلقة، وللسبب ذاته اضطرت الأميرة مارغريت Princess Margaret، وهي الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث الثانية، أن تتراجع عن قرارها من الزواج من حبيبها كابتن بيتر تاونسند Peter Townsend في الخمسينيات، وأصدرت تصريح بخصوص ذلك الشأن وقتها، قالت فيه: "اتباعا لتعاليم الكنيسة بأن الزواج المسيحي لا ينفصم، وإدراكا لواجبي تجاه الكومنولث، فقد عقدت العزم على وضع هذه الاعتبارات قبل أي اعتبارات أخرى".
مع مرور السنوات، تخلت العائلة المالكة البريطانية، عن تقليد منع الزواج من مطلق أو مطلقة، مما سمح للملك تشارلز الثالث بالزواج من سيدة مطلقة بعد طلاقه من الأميرة ديانا، وهي الملكة كاميلا Queen Camilla، كما تزوج ابنه الأصغر من سيدة أمريكية مطلقة وهي ميغان ماركل.
-
تقليد منع لمس أفراد العائلة المالكة البريطانية
من بين التقاليد الملكية الشهيرة الأخرى هو منع لمس أفراد العائلة المالكة البريطانية، حتى وإن كان ذلك في إطار تحية ودية بالعناق أو المصافحة ولكن خلال السنوات الأخيرة بدا وكأن العائلة المالكة البريطانية قد تخلت عن ذلك التقليد، وخاصة الأجيال الأصغر سنا من العائلة المالكة البريطانية، ونتيجة لذلك شوهد العديد من أفراد العائلة المالكة البريطانية وهم يتبادلون المصافحة خلال المهمات والارتباطات الرسمية المختلفة، جدير بالذكر أن الأميرة الراحلة ديانا كانت من أوائل من خالفوا ذلك التقليد الشهير عندما قامت بمصافحة وعناق مرضى مصابين بالإيدز وهو ما أثار الكثير من الجدل وقتها.
-
تقليد تقديم الأبناء الذكور على الإناث في ولاية العرش
لأجيال عديدة، منحت الأولوية للذكور على الإناث في ولاية العرش البريطاني، بصرف النظر عن العمر أو ترتيب الميلاد، كان دائما ما يتم تجاوز الشقيقة الكبرى لصالح شقيقها الأصغر، في ولاية العرش إلا أن ذلك تغير بعد إدخال تعديلات على قانون ولاية العرش، تم إقرارها رسميا في عام 2015، لتصبح ولاية العرش وفقا لترتيب الميلاد بغض النظر عن جنس المولود، وبفضل ذلك القانون أصبحت الأميرة تشارلوت Princess Charlotte ابنة الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales، تسبق شقيقها الأصغر الأمير لويس Prince Louis في ترتيب ولاية العرش البريطاني.