الحنين إلى الماضي

الحنين إلى الماضي

مارينا فيدوروفا
19 أبريل 2023

تأثرت كثيرا بالواقعية الأمريكية المفرطة، والمطبوعات الخشبية اليابانية، وفنّ البوب والحداثة. الفنانون المفضلون لدي: "إدوارد هوبر"، و"رينيه ماغريت"، و"أليكس كانفسكي"، و"إريك فيشل"، و"أليكس كاتز"، و"جورجيا أوكيف".

عشت طيلة حياتي وأنا أعمل في الفنّ، واستخلصت شيئين حول هذا الموضوع، أولاً أنه شخصي دائماً، وثانياً أنه يمرّ بشكل زوبعة. وأعني بذلك أن الفنان قبل أن يبدع شيئاً ما يجب أن يعيش من خلاله ويشعر به ثم ينقله، وأن جميع الفنانين يتأثّرون بسهولة وغالباً ما يستلهمون من أسلافهم.

أحبّ دائماً أن أفكر أن مساري حياتي وحياته يتشابهان بشكل كبير. فقد تخرج "هوبر" في مدرسة نيويورك للفنون والتصميم، وكان واقعياً من خلال التدريب، وعمل كثيراً في المجلات ورسم الكتب، كما تأثر بالانطباعية ثمّ طوّر أسلوبه الخاص.

رأيت أول لوحة لــ"هوبر" حين كنت في العشرين من عمري وكانت هي هذه اللوحة بالذات. وجدت أن الفتاة التي صوّرت عليها تشبهني (عندما كان عمري 20 عاماً)، وهكذا بدأت في التعرف على "إدوارد هوبر".

  ما أحبّه في لوحات "هوبر" هو أنها تثير مشاعر الحنين إلى الماضي. ذكريات يمكن أن تراها من  خلال الرائحة (مثل رائحة العشب الجاف والبنزين)، واللحظات التي تم تخزينها بعمق في ذاكرتك. أعتقد انه لو لم يصبح "هوبر" فناناً لكان مهندساً معمارياً، إذ نرى في لوحاته مدى بالمباني وخاصة الظلال والضوء. وهو الذي قال ذات مرّة: "كل ما أردت فعله هو طلاء ضوء الشمس على جانب المبنى".

وبالطبع، "هوبر" هو راوي قصص، وقد أثّرت السينما في تركيب أعماله الفنية.

من المهم أن نفهم أنني لم أحاول قط تقليد الفنانين الذين أحبهم. رسمت، ثم فوجئت عندما اكتشفت أن اساليبي موجودة بالفعل في عالم الفن وكنت سعيدة للوقوع على تلك التشابهات، وأن ثمّة فناناً آخر يشعر بالشيء نفسه ويدركه.

Credits

    مارينا فيدوروفا Marina Fedorova

    المديرة الفنّية لدار سبوتنيك بارتنرز للتصميم

    فنانة متعدّدة المواهب ابتكرت نوعا جديدا من الفن الراقي المتعدّد الوسائط الذي يمزج بين اللوحات والمنحوتات المجسّدة، والفنّ الرقميّ و المديرة الفنّية لدار سبوتنيك بارتنرز للتصميم والتي تعنى بمجموعة من الأنشطة المتعلّقة بالفنّ والعقارات