منال سليمان منشي لـ"هي": الدراسة في الخارج تجربة ثرية يجب استغلالها
منال سليمان مُنشي باحثة دكتوراه في مجال الكائنات الدقيقة
(البكتيريا المسببة للإلتهاب الرئوي – Pneumonia) بجامعة ليفربول- بريطانيا تخرجت عام ٢٠٠٥م من جامعة الملك عبد العزيز – تخصص الكائنات الدقيقة.
وعملت كفني مختبر بقسم الكائنات الدقيقة بكلية الطب بجامعة أم القرى منذ حينه.
حصلت منال على درجة الماجستير عام ٢٠١٤ م من كلية الطب بجامعة متشيقن آن آربور العريقة- الولايات المتحدة الأمريكيةUniversity of Michigan-Ann Arborفي تخصص الكائنات الدقيقة والمناعة Microbiology & Immunology.
ومن ثم حصلت على رخصة وتصنيف هيئة التخصصات الصحية كأخصائية كائنات دقيقة ومناعة.
تقول منال" تخصص البكتيريا هو شغفي استمتع بدراسة قدرات هذه الكائنات المجهرية على منفعة البشرية والطبيعة..
وبذات الوقت قدرتها على إحداث الأمراض القاتلة للإنسان والحيوان والنبات".
تعمل منال مدربة في مجال التطوير والتطوير المهني، الى جانب التخصص العلمي.
منال أيضا رسامة Mandala Artist الى جانب تخصص البكتريا تعشق التفاصيل وتترجمها برسمات لوحاتها.
بالإضافة الى حبها الى السفر وقراءة الأدب، الشعر والفلسفة.
حدثينا عّن تجربتك الدراسيه في ليفربول؟
تم اختيار جامعة ليفربول بناء على التخصص البحثي والمشرف الدراسي.
أحببت المدينة منذ الزيارة الأولى في أبريل عام 2019، تمنيت الحصول على قبول لمرحلة الدكتوراه بها والحمد لله ...
قدمت إلى مدينة ليفربول بشهر فبراير 2021 وبعد البحث الدقيق عن الباحثين حول بريطانيا وجدت ضالتي في جامعة ليفربول
كما تمنيت مع الدكتور Daniel Neill بقسم الكائنات الدقيقة الاكلينيكية والمناعة في معهد العدوى والعلوم البيطرية والبيئية.
المدينة جميلة، عالمية، متعددة الثقافات وسياحية بالدرجة الأولى مما سمح لي الانفتاح على العالم بمختلف ثقافاته من خلال الدراسة، العمل.
مدينة ليفربول مدينة فاتنة وتهتم بالفنون حيث تعج بالمتاحف والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية.
كل هذاساعدني على ممارسة هوايتي في الرسم على ضفة النهر، في الحدائق وعلى المقاعد الجميلة المنشرة في كل مكان.
وفي قلب هذه المدينة الساحرة أقمت أول معرض فني خاص بي (منحنيات الحياة) في شهر يناير 2023.
حيث عرضت ولمدة أسبوعين عشرون لوحة من أعمالي في فن الماندالا.
بالإضافة إلى أمسيتين فنية رافقت فيها الموسيقى الرسم الحي وقد لاقت استحسان المجتمع البريطاني والعربي في ليفربول.
المعرض الفني الثاني كان باستضافة الملحقية الثقافية بلندن ضمن فعالية الاحتفال بيوم التأسيس فبراير 2023
ماالتخصص الذي تدرسينه؟ تخصصي العام هو الكائنات الدقيقة والمناعة (Microbiology & Immunology). أما تخصصي الدقيق هو علم البكتيريا (Bacteriology)
حيث أعمل في بحث الدكتوراه على توصيف التفضيلات الأيضية للبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي
(المكورات العُقدية الرئويةStreptococcus pneumoniae ) والمتكيفة تجريبياً مع بيئة البلعوم الأنفي
والرئتين.تعرف المكورات الرئوية بأنها بكتيريا تتعايش طبيعياً في البلعوم الأنفي للعائل – الإنسان (Host Nasopharynx) ولا تسبب أي مرض.
ولكن في حالات معينة للعائل تنتقل من البلعوم الأنفي إلى أجزاء أخرى من الجسم وتسبب أمراض من متوسطة إلى عالية الخطورة.
حيث تنتقل إلى الأذن وتسبب التهاب الأذن الوسطى(Otitis Media)، أو تنتقل إلى الرئة لتسبب الالتهاب الرئوي والمعروف بالنيمونيا (Pneumonia).
كما يمكن لهذه البكتيريا الوصول للدماغ مما يؤدي إلي الإصابة بالتهاب السحايا (Meningitis).
النجاح في الانتقال من بيئة إلى بيئة أخرى (من عضو إلى عضو) مختلفة في طبيعتها البيولوجية ودرجة الحرارة وبالتالي إحداث المرض كلذلك يتطلب قدرات عالية من البكتيريا للتكيف مع البيئة الجديدة أولا ومن ثم استغلال موارد هذه البيئة
كمصدر للغذاء والطاقة الضرورية للتكاثر والانتشار وإحداث المرض.
أعمل في بحث الدكتوراه على اكتشاف التفضيلات الأيضية (مصادر الغذاء المفضلة) للمكورات الرئوية حين تستعمر البلعوم الأنفي أو الرئة.
وماهي التحورات (الطفرات) الجينية التي تحدث لها في سبيل تسهيل انتقالها من البلعوم الأنفي إلى الرئة،
ومن ثم إحداث الالتهاب الرئوي والذي يصيب غالباً الأطفال تحت سن الثانية وكبار السن فوق ٦٥ سنة.
الالتهاب الرئوي مرض ينتشر عالمياً ويسبب سنوياً أكثر من ١.٦مليون حالة وفاة حسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية (WHO).
ولهذا قررت التعمق في دراسة هذه البكتيريا أملاً في معرفة خصائصها الظاهرية والجينية مما قد يساهم مستقبلاً في تطوير اللقاح ضدها.
النصيحة التي تقدميها للطلبه؟ خصوصا إذا كان التخصص من النوع المعقد بعض الشيء؟
علم الكائنات الدقيقة علم ممتع ولكنه صعب وواسع جداً جداً.
أنصح المقبلين على التخصص بالصبر أولاً وحب التخصص.
والبقاء على اطلاع مستمر بأهم الأبحاث والدراسات المنشورة محلياً وعالمياً لأنه علم متجدد بشكل سريع.
المشاركة في المؤتمرات العلمية المتخصصة وأيضاً التعاون مع المجموعات البحثية المحلية والعالمية.
ماذا اثرت الدراسه عليكي التجربة؟ كيف تتعاملين هذا الوضع ؟
بالنسبة لي هذه ثاني تجربة للدراسة خارج السعودية.
حيث قضيت ما يقارب أربع سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية بين دراسة اللغة في ولاية ويسكانسون، ودراسة الماجستير بولاية متشيقن.
صدقاً تجربة الاغتراب والدراسة في بريطانيا حالياً هي الأصعب برغم قرب المسافة وسهولة السفر.
قد تكون صعوبة وطول ساعات العمل في المختبر والدراسة هي التي جعلتني أشعر بكهذا شعور.
العالم الذي تغير بعد أزمة كرونا والأزمات الاقتصادية في أوروبا قد اثرت سلباً على الوضع النفسي لأغلب الطلبة حالياً.
أما البعد عن العائلة وخصوصاً الوالدة كونها صديقتي ورفيقتي هو أصعب اختبار للصبر والتوازن النفسي لي.
يعوض هذا البعد العلاقات الاجتماعية والصداقات الجميلة التي كونتهاهنا في بريطانيا والتي تخفف من شعور الوحدة.
التجربة ككل حتى الآن مثرية على جميع الأصعدة والحمد لله
الانشطه الجانبيه الى جانب الدراسه؟ هل في مشاركات ثقافيه
تحبين المشاركة بها؟ تعكسون البلد الذي اتيتم منه؟
تجربة الدراسة الجامعية بجميع مراحلها تُصقل وتُثرى بالأنشطة اللامنهجية والتطوعية.
حيث توفر الملحقيات الثقافية والجامعات فرص عظيمة ومثرية للطالب بجانب الدراسة الأكاديمية.
بالنسبة لي التطوع هو أولى أولوياتي في المملكة وخارجها.
لذلك قد اشتركت في اعمال تطوعية مختلفة بالجامعة.
ومؤخراٍ أنشأت مع مجموعة من الزميلات الجمعية السعودية بجامعة ليفربول وتشرفت برئاستها للعام الأكاديمي الحالي 2023.
حيث توفر الجمعيات مجالات متعددة للتطوع والتطوير.
والأهم هو تمثيل المملكة وتقديم الثقافة السعودية للعالم أجمع عبر الأنشطة الثقافية والاحتفالات الوطنية كاليوم الوطني ويوم التأسيس.
قمت مع الجمعية السعودية بالاحتفال بيوم التأسيس في الساحة الرئيسية بجامعة ليفربول.
قدمنا التاريخ، العراقة والثقافة السعودية للعالم بكل فخر.
أيضاً قمت بإنشاء جمعية التعاون الخليجي، والتي تجمع الطلبة من جميع دول الخليج العربي في مدينة ليفربول.
على المستوى الرياضي أمارس رياضة التنس الأرضي والسباحة حيث تتوفر النوادي والمدربين بالجامعة والمدينة بكثرة.
لذلك أحاول أمارس الأنشطة الرياضية المختلفة مما يساعدني على الدراسة والعمل لساعات طويلة بالمختبر دون ملل ويرفع من انتاجيتي.
كيف تحاولين الاستفادة من التجربة الدراسية في بلد الاغتراب؟ ماذا تأخذون منها؟ ماذا تعطون له؟
تجربة الدراسة في الخارج تجربة ثرية ومن الذكاء استغلالها بشكل جيد.
الدراسة مع خلفيات علمية مختلفة عني، التنوع الثقافي والعلمي .
وكذلك المؤتمرات العلمية كلها فرصة للتعلم وأخذ الخبرة وبناء وتطوير الشخصية العلمية والمهنية.
أيضاً تتوفر لنا كطلاب فرص العمل فيالتدريس مثلاً أو العمل في مشاريع بحثية مختلفة.
قد قمت بتجربة تدريس الطلبة في مرحلة البكالوريوس في جامعة ليفربول وقد كانت تجربة غنية لي.
رغم خبرتي في التدريس بالمملكة إلا أن هدفي كان التعرف على أساليب التدريس.
التقييم والإختبارات بالجامعات البريطانية لنقل المفيد للملكة بعد العودة بإذن الله .
وتعريف الطلبة البريطانيين على شخصية سعودية تمثل ثقافة مختلفة عنهم.
على المستوى البحثي أعمل حالياً في تعاون دولي بين مجموعتي البحثية البريطانية ومجموعة بحثية من سويسرا .
ونحن على بعد خطوات من نشر نتائج البحث.
أيضاً شاركت في عدة مؤتمرات عالمية وحصلت على جائزة أفضل ملصق بحثي في أحدها.
مما ساعدني في اثراء تجربتي الاجتماعية في ليفربول وبريطانيا عامة هي وجود الجالية العربية والمسلمة بكثرة.
المناسبات والأنشطة الجامعية والمجتمعية وكذلك الاحتفالات الدينية كرمضان والعيد
فرصة للتواصل معهم وعدم الشعور بالوحدة والغربة في هكذا مناسبات.
تجربتك مع موضوع فايروس الكورونا، كيف تعاملتي معها ؟ كيف أثرت التجربه عليكم ؟؟كيف تجدون الوضع حاليا بعد عوده الحياه الى ايقاعها الطبيعي ؟
بدأت دراسة الدكتوراه في نهاية الجائحة فبراير 2021.
كان الإغلاق بمدينة ليفربول هو التحدي الكبير لي في الأشهر الأولى.
فعلاوة على صعوبة الفترة الأولى من الغربة والدراسة كان الإغلاق وعدم القدرة على التجمع تأثير سلبي على وضعي النفسي.
تغلبت على ذلك بالانغماس في العمل بالمختبر واجراء التجارب والتركيز بشكل كامل على اثبات الذات ووضع البصمة البحثية بالجامعة.
بعد شهور قلية عادت الحياة الطبيعية لليفربول والعالم بشكل مدهش.
عادت الأنشطة الجامعية والفعاليات الرياضية والفنية بالمدينة مما جعل تجربة الغربة أجمل وأكثر متعة.