الملك تشارلز يخطط لارتداء رداء التتويج الذي ارتدته والدته في حفل تتويجها
من المقرر أن يرتدي الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا، في حفل تتويجه ملكا لبريطانيا، نفس رداء التتويج الحريري الذهبي، الذي ارتدته من قبله والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II في حفل تتويجها، ومن قبلها ارتداه والدها الملك جورج السادس George VI في حفل تتويجه، ومن قبله ارتداه في حفل تتويجه والده الملك جورج الخامس في حفل تتويجه George V.
رداء تتويج ملوك بريطانيا
رداء التتويج الحريري الذهبي الذي سيرتديه الملك تشارلز الثالث في حفل تتويجه ملكا لبريطانيا، كما فعلت والدته وجده وجده الأكبر في حفلات تتويجهم، يعرف باسم سوبرتونيكا Supertunica، ويتميز بتصميمه الذي يشبه الرداء أو المعطف الكهنوتي، أما عن سبب تصميمه على هذا النحو فيعتقد أنه للتذكير أو الإشارة إلى القدسية الخاصة للملكية والملوك، والتي اعتقد بها الكثيرون في الماضي البعيد، بما في ذلك في أوروبا.
موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية، نشر صورة لرداء سوبرتونيكا وصورة للملكة الراحلة إليزابيث الثانية بالرداء في حفل تتويجها ملكة لبريطانيا، ونقل الموقع عن مصدر مطلع قوله إن التعديلات المطلوبة على الملابس التي سيرتديها الملك تشارلز في حفل تتويجه، قد تم إجرائها بالفعل، وتحدث المصدر عن أن الملك تشارلز سيقوم بالعديد من جلسات قياس ملابسه في حفل تتويجه خلال الفترة القادمة، للتأكد من عدم وجود أي خطب أو حاجة لإجراء المزيد من التعديلات على ملابس التتويج.
الموقع كشف أيضا عن أن سرقا جديدا قد تمت إضافته إلى رداء التتويج "سوبرتونيكا"، وهو من صنع شركة تابعة للنقابة التجارية في لندن، لم يتم الكشف عنها بعد، جدير بالذكر أن شركة Worshipful of Girdlers (وهي شركة أخرى كانت تتبع النقابة التجارية في لندن)، كانت قد تولت إنتاج ملابس التتويج في حفل تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية والذي أقيم في كاتدرائية وستمنستر في لندن في عام ١٩٥٣ إلا أن الشركة توقفت منذ سنوات عن مزاولة نشاطها.
توازن بين تقاليد عريقة وخيارات معاصرة
ارتداء الملك تشارلز رداء التتويج الملكي"سوبرتونيكا" في حفل تتويجه ملكا لبريطانيا والذي سيقام في كاتدرائية وستمنستر في لندن في يوم ٦ مايو ٢٠٢٣، هو أحد التقاليد الملكية العريقة التي ينوي الملك تشارلز إبقائها في حفل تتويجه، على العكس من تقاليد ملكية أخرى في حفل التتويج قرر الملك التخلي عنها ووضعها جانبا (مثل تقليد دعوة جميع النبلاء البريطانيين الذين يحملون لقب دوق إلى حفل التتويج)، بهدف"تحقيق التوازن الصحيح" بين احترام التقاليد الملكية البريطانية العريقة واحترام طبيعة ومتطلبات العصر الحالي، ووفقا للتقارير المنشورة فإن أبرز الفروق بين حفل تتويج الملك تشارلز وحفلات التتويج الملكية السابقة-بما في ذلك حفل تتويج والدته الراحلة-تتضمن قصر مدة حفل التتويج بالمقارنة بحفلات التتويج السابقة، كما أن عدد المدعويين لحفل تتويج الملك تشارلز سيكون أقل بكثير من حفلات التتويج الملكية البريطانية السابقة حيث من المتوقع ألا يتجاوز عدد الحضور في حفل تتويج الملك تشارز الثالث الألفين في حين أن عدد ضيوف حفل تتويج والدته الراحلة، قدر بنحو ٨ آلاف ضيف.
حفل التتويج الملكي البريطاني
حفل التتويج الملكي البريطاني هو احتفال رمزي وديني بانتقال السلطة إلى المملك البريطاني ويتضمن وضع تاج الإمبراطورية البريطانية على رأس الملك البريطاني أو الملكة البريطانية الحاكمة، في مراسم التتويج في إشارة رمزية إلى أن الملك قد أصبح رأس الدولة وحاملا لسلطاتها، ويتضمن الاحتفال أيضا بعض المراسم الرمزية الأخرى والتي تتضمن مراسم نقل كنيسة إنجلترا لجزء من سلطاتهم وألقابهم الدينية إلى الملك البريطاني، والتي يحملها الملك البريطاني طوال فترة حكمه للبلاد، بصفته رئيس لكنيسة إنجلترا (وهو منصب يحصل عليه الملك أو الملكة البريطانية الحاكمة)، ومع ذلك، ليس من الضروري في الواقع أن يتوج الملك البريطاني في حفل تتويج ليصبح ملكا للبلاد، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك إدوارد الثامن Edward VIII، عم الملكة إليزابيث الثانية لم يقم له حفل تتويج إلا أنه أصبح ملك بريطانيا تلقائيا بعد وفاة والده الملك جورج الخامس، واستمر في كونه الملك البريطاني المعترف به رسميا حتى تنازله عن العرش رسميا لصالح شقيقه الأصغر جورج السادس في ديسمبر ١٩٣٦، وبالمثل فإن تشارلز الثالث أصبح ملك بريطانيا المعترف به رسميا، تلقائيا، منذ لحظة وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
ماذا سيحدث في يوم حفل التتويج؟
ظلت تقاليد حفلات التتويج الملكية البريطانية كما كانت منذ أكثر من 1000 عام، حتى حفل تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ومن المتوقع أن تحتفظ بالكثير من تقاليدها المميزة أيضا في عهد الملك تشارلز إلا أنها ستكون أقصر وأقل بذخ بالمقارنة بحفلات التتويج الملكية البريطانية الماضية، كما ستتضمن تمثيل أكبر للأديان الأخرى في المجتمع البريطاني.
وفقا للتقاليد فإن يوم حفل التتويج يتضمن موكب تتويج ملكي يسير في شوارع لندن، ومن المتوقع أن يكون موكب تتويج الملك تشارلز الثالث أكثر تواضعا، بالمقارنة بموكب تتويج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية والذي شارك في ١٦ ألف شخص واستغرق وقتا طويلا للسير على الطريق بين قصر باكنغهام وكاتدرائية وستمنستر وهو طريق بطول 7 كيلومترات (4.3 ميل).
هذه المرة سيكون موكب التتويج الذي ينقل الملك تشارلز وزوجته الملكة كاميلا Queen Camilla، إلى كاتدرائية وستمنستر، أقصر ويضم عربة خيول للملك والملكة أكثر حداثة من عربات الخيول التي استخدمت في حفلات التتويج في الماضي وهي عربة اليوبيل الماسي الرسمية Diamond Jubilee State Coach والتي استخدمت للمرة الأولى في عام ٢٠١٤، وهي عربة خيول حديثة نسبيا، تحتوي على نوافذ كهربائية ومكيفات هواء، ظلت هذه العربة تستخدم في المناسبات الرسمية الهامة، قبل أن تتم العودة إلى استخدام عرباتن الخيول الرسمية الذهبية Gold State Coach والتي استخدمت في جميع حفلات التتويج الملكية البريطانية السابقة منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وحتى حفل تتويج الملكة إليزاليث الثانية في خمسينيات القرن الماضي.
من المقرر أن يشارك في موكب تتويج الملك تشارلز، أكثر من 6000 فرد من أفراد القوات المسلحة البريطانية، مما يجعله أكبر احتفال عسكري رسمي في بريطانيا منذ 70 عام، من المقرر أن يشارك أيضافي الموكب موظفون من جميع أنحاء المملكة المتحدة ودول الكومنولث، كما تمت دعوة الآلاف من قدامى المحاربين والعاملين في قطاع الخدمات الصحية في لندن، لمشاهدة مراسم التتويج من منصة عرض خاصة، نصبت أمام قصر باكنغهام.