الأميرة مارجريت شعرت بالندم حتى لحظاتها الأخيرة على حبها الأول الضائع
الأميرة مارجريت Princess Margaret وهي الشقيقة الصغرى للملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II، ظلت تشعر بـ "حزن عميق" حتى اللحظات الأخيرة من حياتها، بسبب منعها من الزواج من حبها الأول بيتر تاونسند Peter Townsend، وذلك وفقا لما قاله جورج كاري George Carey، رئيس أساقفة كانتربري السابق في فيلم وثائقي جديد.
رئيس أساقفة كانتربري السابق يتحدث عن ندم وحزن الأميرة مارغريت على فراش الموت على ضياع حبها الأول
جورج كاري، وهو رئيس أساقفة كانتربري السابق، خلال الفترة ما بين عامي 1996، 2002، تحدث عن ذلك في الحلقة الأولى من الفيلم الوثائقي الجديد، المكون من خمسة أجزاء، The Real Crown: Inside the House of Windsor (التاج الحقيقي: داخل منزل عائلة وندسور)، والتي عرضت مؤخرا على قناة ITVX.
خلال ظهوره في الحلقة الأولى من الفيلم الوثائقي الجديد، تحدث عن زيارته للأميرة مارجريت وهي على فراش الموت عام 2002، وقال عن ذلك: "لقد كانت حزينة. كانت هناك لحظات أعربت فيها عن هذا الحزن. لقد كانت امرأة تشتاق إلى الحب والالتزام، ولكنها حرمت من هذا الحب"، وأضاف قائلا: "لقد تحدثت معها بهدوء وتلوت صلاة، وقمت بدهنها بالزيت وتوفيت بعد ذلك بوقت قصير، لقد كانت لحظات مؤثرة".
جورج كاري تحدث أيضا خلال الحلقة عن ضرورة عدم تكرار مأساة الأميرة مارجريت مرة أخرى وأضاف قائلا: "أعتقد أننا علينا أن نتعلم الدروس مما حدث".
قصة حب الأميرة مارجريت وبيتر تاونسند
بيتر تاونسند هو ضابط بريطاني في سلاح الجو الملكي، وعمل في وقت لاحق ككاتب، واشتهر بأنه الحب الأول في حياة الأميرة مارجريت والتي التقى بها للمرة الأولى في أربعينيات القرن الماضي، بينما كان يعمل كحارس شخصي لوالدها الملك جورج السادس King George VI وهو منصب شغله من عام 1944 حتى وفاة جورج السادس في عام 1952، وبعدها عمل في نفس المنصب لصالح ملكة إليزابيث الثانية من عام 1952 حتى عام 1953.
وصفت مجلة تايم الشهيرة قصة الحب التي جمعت بين الأميرة مارجريت وبيتر تاونسند بأنها "أكثر العلاقات الملكية الرومانسية إثارة للجدل منذ علاقة إدوارد الثامن Edward VIII وواليس سيمبسون Wallis Simpson " والسبب هو حقيقة أن بيتر تاونسند كان رجل مطلق ووالد لطفلين، ولم يكن يسمح لأفراد العائلة المالكة البريطانية بالزواج من مطلقين وقتها، لمخالفة ذلك لتعاليم الكنيسة الإنجليزية، اكتشف العالم العلاقة الرومانسية التي جمعت بين الأميرة مارجريت وبيتر تاونسند عن طريق المصادفة عندما شوهدت وهي تقوم بنفض بعض الغبار برفق عن سترة بيتر تاونسند في حفل تتويج شقيقتها إليزابيث الثانية، والذي أقيم في كاتدرائية وستمنستر في يونيو 1953، حيث أظهرت هذه اللفتة الحميمية مشاعر الحب بين بيتر تاونسند والأميرة مارجريت.
الملكة إليزابيث الثانية وضعت في موقف لا تحسد عليه بسبب رغبة شقيقتها الصغرى في الزواج من بيتر تاونسند
عندما أعلنت الأميرة مارجريت عن رغبتها في الزواج من بيتر تاونسند، لاقت الكثير من المعارضة من داخل القصر الملكي وكنيسة إنجلترا والرأي العام وحكومة سير أنتوني إيدن Sir Anthony Eden-رئيس الوزراء البريطاني وقتها-والتي هددت بنزع الامتيازات الملكية الخاصة بالأميرة مارجريت إذا ما أصرت على ذلك الزواج.
الملكة إليزابيث الثانية وجدت نفسها في ذلك الوقت في موقف لا تحسد عليه حيث كان عليها الاختيار ما بين منصبها كملكة للبلاد ورأس الكنيسة الإنجليزية التي لا تعترف بالطلاق، وبين سعادة شقيقتها الصغرى، وكان عليها القيام بذلك الخيار الصعب بينما كانت لا تزال ملكة شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، تتحسس طريقها في منصبها الجديد كملكة للبلاد، ولذلك اختارت الملكة إليزابيث الثانية المماطلة للحصول على المزيد من الوقت لحين التوصل لحل مرضي لجميع الأطراف، وبالفعل طلبت من شقيقتها الصغرى الأميرة مارجريت تأجيل قرارها بالزواج وفي تلك الأثناء نقل بيتر تاونسند إلى بروكسيل.
كيف انتهت قصة الحب التي جمعت بين الأميرة مارجريت وبيتر تاونسند
وفقا للمؤرخين الملكيين فإن الملكة إليزابيث الثانية طلبت من شقيقتها الأميرة مارجريت تأجيل زواجها من بيتر تاونسند حتى بلوغها عامها الخامس والعشرين لأنها في ذلك السن سيصبح من حقها قانونا الزواج دون أن تضطر الانتظار الحصول على إذن من شقيقتها الملكة بالزواج، ولكن الأميرة مارجريت كان عليها الحصول على إذن من الحكومة البريطانية إذا ما أرادت الزواج من تاونسند دون التضحية بامتيازاتها الملكية.
المؤرخين تحدثوا أيضا عن تدخل الملكة للتوصل لاتفاق يسمح لشقيقتها الصغرى بالزواج من تاونسند بأقل قدر ممكن من الخسائر، وكانت نتيجة ذلك تلقي الأميرة مارجريت عرض من الحكومة البريطانية يتلخص بالسماح لها بالزواج من تاونسند والاحتفاظ بلقبها الملكي في مقابل استبعادها من خط ولاية العرش البريطاني، لا أحد يعلم على وجه التحديد كيف كانت ردة فعل الأميرة مارجريت عند سماعها لذلك العرض للمرة الأولى، ولكن ما نعرفه أن الأميرة مارجريت قررت في النهاية التراجع عن قرارها بالزواج من تاونسند بعد لقاء قصير جمعها بتاونسند بعد عودته من بروكسيل، وأعلنت عن قرارها ذلك في مؤتمر صحفي عقد في يوم 31 أكتوبر 1955، قالت فيه: "احتراما لتعاليم الكنيسة بأن الزواج المسيحي لا ينفصم، وإدراكا لواجبي تجاه الكومنولث، فقد عقدت العزم على وضع هذه الاعتبارات قبل أي اعتبارات أخرى."
بعدها بخمس سنوات تقريبا تزوجت الأميرة مارجريت من المصور الملكي الشهير توني أرمسترونج جونز Tony Armstrong-Jones، وتضمن زواجهما الكثير من الفضائح والخلافات والخيانة الزوجية المتبادلة، قبل أن ينتهي زواجهما بالطلاق رسميا في عام 1978، أما بيتر تاونسند فلقد عثر على الحب مرة أخرى بعد انفصاله عن الأميرة مارجريت وانتقاله للإقامة في فرنسا حيث تزوج من ماري لوس Marie-Luce في عام 1959 واستمر زواجهما والذي وصف بأنه زواج سعيد ومستقر حتى وفاته في عام 1995.