أشهرهن الأميرة ديانا .. أميرات تمردن على القواعد الملكية
على العكس من الاعتقاد الشائع، فإن حياة الأميرات لا تشبه القصص الخيالية الحالمة التي نشأت عليها الكثير من الفتيات الصغيرات، فحياة الأميرات في عالم الواقع تحتوي على عدد لا نهائي من القواعد والتقاليد الملكية الصارمة والبروتوكولات الملكية التي يجب اتباعها والالتزام بها، إلى جانب الكثير من التوقعات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالصورة التقليدية للأميرة في الوعي الجمعي لأفراد الجمهور، وبالرغم من ذلك اختارت عدد من الأميرات التمرد على القواعد الملكية، واتباع ما تمليه عليهن عقولهن وقلوبهم وقناعتهن الشخصية الخاصة.
وفي ما يلي مجموعة من أشهر الأميرات من مختلف أنحاء العالم، واللاتي تمردن على التقاليد والقواعد الملكية
-
الأميرة ديانا Princess Diana
اشتهرت الأميرة الراحلة ديانا، وهي الزوجة الأولى للملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا، بتمردها على القواعد الملكية، فمنذ انضمامها إلى العائلة المالكة البريطانية في أوائل الثمانينيات بزوجها من تشارلز الثالث، قامت بمخالفة عدد لا نهائي من القواعد والتقاليد الملكية، بداية من القواعد والتقاليد الملكية المتعلقة بملابس سيدات العائلة البريطانية والتي تتضمن ظهورها بملابس ذات تصميمات أكثر جرأة ولفتا للأنظار بالمقارنة بالإطلالات الملكية المعتادة (وهو ما يتضمن ظهورها بالفستان الأسود القصير الجريء عاري الأكتاف-والذي عرف فيما بعد باسم فستان الانتقام- في حفل خيري عشية إذاعة المقابلة التلفزيونية التي اعترف فيها تشارلز الثالث بخيانته لها خلال زواجهما)، وحتى القواعد المتعلقة بكيفية تحية والتواصل مع أفراد الجمهور خلال المناسبات الرسمية والعامة حيث كانت الأميرة الراحلة ديانا تميل إلى مصافحة وحتى تبادل العناق مع أفراد من الجمهور أثناء قيامهما بمهمات وارتباطات رسمية، في مخالفة صريحة للقواعد الملكية المتعلقة بطريقة تحية أفراد الجمهور، إلا أن الأميرة ديانا اختارت تجاهل هذه القواعد لأسباب إنسانية تتعلق بالمواساة وإظهار الدعم للآخرين، كما فعلت عندما قامت بمصافحة وعناق مرضى الإيدز في الوقت الذي كان فيه أغلب الأشخاص يتجنبون مصافحتهم أو حتى التواجد بصحبتهم بسبب معلوماتهم الخاطئة حول كيفية انتقال عدوى هذا المرض الخطير.
من بين أشهر القواعد الملكية الأخرى التي خالفتها الأميرة الراحلة ديانا، هي قاعدة: لا تشكو أبدا، لا تشرح أبدا، وهي القاعدة التي خالفتها الأميرة ديانا عندما اختارت الحديث عن معاناتها من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية، واعترافها بالمعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة والشره المرضي، وعندما كشفت تفاصيل شخصية خاصة عن حياتها وزوجها المضطرب من تشارلز الثالث، خلال مقابلتها التلفزيونية الشهيرة مع شبكة بي بي سي في التسعينيات، وهو ما ساهم بشكل كبير في إزالة وصمة العار التي ترتبط بالأمراض والمشكلات النفسية، وألهم الآخرين الاعتراف بمعاناتهم مع المشكلات النفسية، وطلب المساعدة التي يحتاجون إليها. في حين أن مخالفة الأميرة ديانا للقواعد والتقاليد الملكية، تسببت في معاناتها من الكثير من المشكلات خلال حياتها كفرد رئيسي في العائلة المالكة البريطانية، وجعلت القصر الملكي يعتبرها في ذلك الوقت مصدر كبير للمتاعب إلا أن ذلك كان سبب أيضا في تمتعها بشعبية كاسحة لدى أفراد الجمهور، حتى أنها عرفت بلقب أميرة القلوب.
-
الأميرة كيشا Princess Keisha
قبل زواجها من الأمير كونلي أمير نيجيريا Prince Kunle of Nigeria، كانت الأميرة كيشا، والتي عرفت قبل زواجها باسم كيشا أوميلانا Keisha Omilana، كانت الأميرة كيشا عارضة أزياء أمريكية شهيرة، اشتهرت بعملها في مجال الإعلانات (خاصة في إعلانات ماركة مستحضرات الشعر الأمريكية الشهيرة بانتين Pantene حتى أنها عرفت باسم "فتاة بانتين" Pantene girl)، وفي حين أن الكثيرين توقعوا أن تتخلى عن عملها بعد الزواج، إلا أنها استمرت في ممارسة عملها كالمعتاد كعارضة أزياء، وأسست أيضا عملها الخاص في مجال العناية بالشعر، وهو ما جعلها تعرف باسم الأميرة العاملة (وهو اللقب الذي تحول فيما بعد لهشتاج شهير يحمل اسم #TheWorkingPrincess)، أما عن السبب الرئيسي الذي جعل الأميرة كيشا تستمر في العمل بالرغم من حياتها المترفة كأميرة هي قناعتها بأن كل امرأة عليها أن تتمتع بمصادر دخل مستقلة عن عائلتها وزوجها، كما صرحت في وقت سابق.
-
الأميرة إسثير كاماتاري أميرة بوروندي Princess Esther
في حين أنه من الشائع أن يبتعد أفراد العائلات المالكة عن السياسة (وهي قاعدة يحرص أفراد العائلة المالكة البريطانية حرصا شديدا على اتباعها) إلا أن الأميرة إسثير كاماتاري أميرة بوروندي قررت الدخول إلى معترك السياسة والترشح للانتخابات الرئاسية في بلادها لإعادة السلام والاستقرار السياسي لبلادها، وجاء ذلك بعد سنوات من إقامتها في المنفى في فرنسا بعد اغتيال والدها وعمها في السبعينيات، وأصبحت خلال تلك الفترة أول عارضة أزياء سوداء في فرنسا، قبل أن تقرر العودة إلى وطنها والترشح للرئاسة، على الرغم من أن محاولتها الرئاسية لم تنجح في النهاية، إلا أنها كانت قادرة على "أن تظهر للجيل الشاب ، وخاصة النساء، أنه لا يوجد شيء مستحيل".
-
الأميرة ماري شانتال Princess Marie-Chantal
الأميرة ماري شانتال، وهي زوجة الأميرة بافلوس ولي عهد اليونان Pavlos, Crown Prince of Greece، هي أميرة أخرى اشتهرت بحبها واجتهادها في العمل، مما جعلها تستحق أيضا لقب الأميرة العاملة، فبالرغم من نشأتها المترفة كابنة رجل أعمال أمريكي ثري إلا أن الأميرة ماري شانتال حرصت على الدخول في سوق العمل مبكرا، واستمرت في العمل بعد زواجها من الأمير بافلوس، حتى أنها أسست ماركاتها الخاصة لملابس ومستلزمات الأطفال الصغار المصممة، كما قامت بتأليف كتاب عن تعليم فن الإتيكيت للأسر والعائلات والأطفال الصغار، وهو كتاب يحمل اسم Begin at Breakfast: Modern Etiquette for Families، الأميرة ماري شانتال اشتهرت أيضا بطبيعتها المتواضعة التي تميل للتبسط حتى أنها نادرا ما تستخدم لقب الأميرة في حياتها العادية، وتفضل أن يخاطبها أفراد عائلتها وأصدقائها المقربين باسم التدليل إم سي MC.
-
الأميرة اليابانية السابقة ماكو Princess Mako
في حين أن الأميرة اليابانية السابقة ماكو (وهي ابنة فوميهيتو أمير أكيشينو وولي عهد اليابان Fumihito, Prince of Akishino and Crown Prince of Japan) ليست أول أميرة يابانية، تختار التخلي عن ألقابها وامتيازاتها الملكية للزواج من أحد أفراد عامة الشعب (حيث ينص القانون الإمبراطوري الياباني على حرمان أميرات اليابان من ألقابهن وامتيازاتهن الملكية، وإزالة أسمائهن من سجل العائلة الإمبراطورية اليابانية عند زواجهن من أحد أفراد عامة الشعب) إلا أن قصة الأميرة السابقة ماكو، وهي حفيدة إمبراطور اليابان السابق، أكيهيتو Emperor Akihito، كانت أكثر تعقيدا من ذلك، بسبب معاناة أسرة خطيبها وقتها كيه كومورو من أزمات مالية، وهو ما جعل الأميرة السابقة وكيه كومورو Kei Komuro يتعرضا لانتقادات قاسية من قبل وسائل الإعلام وأفراد الجمهور بعد الإعلان عن خطبتهما في عام 2017، وبالرغم من ذلك لم تتراجع الأميرة السابقة ماكو عن قرارها في الزواج، وقالت في مؤتمر صحفي إنها كانت تعرف دائما ما ستكون عليه عواقب قرارها، إلا أنها لا تنوي التراجع، وتعتزم الاستمرار في أداء واجباتها الملكية حتى اللحظة الأخيرة وهو ما قامت به حتى زواجها أخيرا من كيه كومورو في احتفال زفاف مدني بسيط في عام 2021، بعد سنوات من التأجيل، وانتقالهما للإقامة في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة. الأميرة السابقة ماكو، فاجأت الجميع أيضا بقرارها عدم قبول المنحة المالية المقدمة من الحكومة اليابانية للأميرات اليابانيات بعد انسحابهن من الحياة الملكية للزواج من عامة الشعب، والتي تقدر قيمتها بما يزيد قليلا عن 1 مليون دولار.