البحث عن البهجة

البحث عن البهجة

مارينا فيدوروفا
18 مايو 2023

تحدثت في العدد الماضي عن تأثري بالفنان الأمريكي إدوارد هوبر Edward Hopper، وسأتحدث اليوم عن الفنان الفرنسي المبدع "رينيه ماغريت" Rene Magritte الذي يرى أن الفكرة لا تهمّ، إنما الصورة فقط هي التي تهم. والذي تتحدى صوره فكرة الناس المسبقة عن الواقع.

كان "رينيه ماغريت" ابن خياط، وربما لهذا السبب كان أشخاصه يرتدون ملابس أنيقة للغاية. وأصبح الرجل في القبعة المكوّرة رمزاً بحدّ ذاته لأعماله.

منذ الثانية عشرة من العمر، أخذ دروساً في الفنّ، ثم التحق بأكاديمية الفنون الجميلة، وتأثّر كثيراً بالانطباعيين، وقام بتحليل حركة التكعيبية.

كان يعمل مصمماً في شركة لصنع ورق الجدران، كما كان يصنع أغلفة للكتب والمجلات. وبمجرد أن رأى لوحة لجورجيو دي شيريكو بعنوان "أغنية الحب" وتركت عنده "مزاجاً غامضاً"، أصبحت رسوماته الواقعية والتصويرية سريالية.

من الصعب رؤية منحى منطقياً في رسوماته، ما يجعلها مثل الألغاز والحزازير.

انضمّ رينيه ماغريت لفترة من الوقت إلى الرسامين السرياليين الآخرين، دالي، وإرنست، ومان راي. لكنه تركهم عندما تحوّل فنّه إلى الجانب المظلم، واصاب نجاحاً كبيراً قبل الحرب مباشرة.

ومن المثير للاهتمام أنه بعد الحرب لم يستطع العودة إلى الأسلوب والموضوعات التي كانت لديه قبل الحرب. وأوضح أن الحرب حوّلت العالم إلى الجانب المظلم بشكل كبير، ويجب على الفن أن يوازن الوضع. وعاد وبحث عن البهجة والسرور في فنه، لكنه لم يستعد نجاحه قط.

ما أجده مشتركاً فيه مع إدوارد هوبر، وجورجيا أو كيف، أنهم جميعاً رسموا الواقع كما رأوه. وهي تلك الواقعية الغامضة التي أحاول تحقيقها في أعمالي.

لم يكن لهؤلاء الرسامين وحدهم تأثير عميق عليّ، ولكن أيضاً مصممي الأزياء (ومن بينهم يوجي ياماموتو، وفيفيان ويستوود، وإيف سان لوران، وألكسندر ماكوين) ومخرجي الأفلام.

Credits

    مارينا فيدوروفا Marina Fedorova

    المديرة الفنّية لدار سبوتنيك بارتنرز للتصميم

    فنانة متعدّدة المواهب ابتكرت نوعا جديدا من الفن الراقي المتعدّد الوسائط الذي يمزج بين اللوحات والمنحوتات المجسّدة، والفنّ الرقميّ و المديرة الفنّية لدار سبوتنيك بارتنرز للتصميم والتي تعنى بمجموعة من الأنشطة المتعلّقة بالفنّ والعقارات