الصوت الجامع
منذ نعومة أظفارها غنّت ومثّلـت وألقت القصائد، فكانت الطفلة المعجزة التي استضافتها القصور، وتألقــــت أمام الملــــوك ورؤســـــاء الجمهوريات.
وفي الرابعة عشرة من عمرها سطع نجمها باللون السعودي، وكانت آنذاك الصوت النسائي الوحيد الذي غنّى هذه اللهجة الجميلة، بل كانت الصوت النسائي الأول الذي يصدح من على أثير إذاعة مكة المكرّمة.
إلى جانب اللهجة اللبنانية الأم، كان للتراث العربي العريق حصّة لا يستهان بها من أعمالها الراقية التي انتشرت أيضا باللهجات المنوّعة من مختلف أقطار الخليج والأمة العربية: من الإمارات والكويت وقطر وعمان والبحرين إلى مصر والأردن وتونس والجزائر والمغرب مرورا باليمن وليبيا.. إلى درجة أنها استحقّت لقب "الجامعة الغنائية العربية".
لقد حلّق صوت النجمة اللبنانية المشعّة هيام يونس بالأغنية السعوديّة إلى أسمى الدرجات، ما جعل الكثيرين يعتبرونها المطربة السعوديّة الأولى. بل كانت لسنين طويلة الناطقة الرسميّة باسم الأغنية السعوديّة.
بعد نجاح قصيدة "سمراء" من شعر يحيى توفيق ولحن جميل محمود، التي باعت آنذاك مليون نسخة، وحازت بفضلها لقب "نجمة الشرق"، غنّت قصيدة "تعلق قلبي" لشاعر الأطلال امرؤ القيس ومن ألحان الموسيقار طارق عبد الحكيم، لتصير هذه القصيدة الجماهيرية بامتياز على كل شفة ولسان، ينشدها العرب أجمعون في مختلف مناسباتهم.
في رصيد هذه المبدعة الرائدة في الثقافة والمدرسة المثالية في الفن العربي جوائز وأوسمة شرف، ودكتوراه فخرية، ومئات الأعمال التي جعلت من هيام يونس المنارة الفنيّة الأصيلة ذات الصوت القدير والاستثنائي ببحّته الدافئة، وهو ما دفع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب إلى وصفها "بصاحبة أخطر إحساس".
يبقى اللون السعودي الذي تميّزت به الأقرب إلى قلبها، فتقول: "غنّيت بلهجات المناطق السعودية النجدية والحجازية، كما غنّيت لمختلف الربوع السعودية. وقد اعتبرني النقّاد ذات هوية غنائية سعودية صميمة، ولا سيما أنّ رصيد أغنياتي السعودية يفوق السبعين أغنية، من معظم الملحّنين والشعراء السعوديين المبدعين، ومن أركان الفنّ السعودي".
لتضيف بحماس: "تعلّق قلبي باللون السعودي"!