أربع ملكات ساهمن في تحويل معرض تشلسي للزهور إلى مناسبة اجتماعية شهيرة
لطالما ما كان معرض تشيلسي للزهور والمعروف باسم معرض الربيع العظيم، من أشهر المناسبات السنوية في التقويم الاجتماعي البريطاني، لأكثر من 150 عام، كما اشتهر أيضا بأنه حدث مفضل لأفراد العائلة المالكة البريطانية وغالبا ما يشهد حضور ملوك وملكات وأفراد العائلة المالكة إلى جانب أفراد الجمهور في كل عام، وكان من أشهر ضيوف معرض تشيلسي للزهور على مر السنوات، الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II والتي كانت من الضيوف الدائمين للمعرض خلال سنوات حكمها لبريطانيا والتي امتدت لسبعين عام، وهو ما كان سبب في وصول معرض تشيلسي للزهور إلى العالمية، كما ساهمت مشاركات أفراد العائلة المالكة البريطانية في المعرض بزيادة نجاح وشعبية المعرض (خاصة مشاركة كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales المثيرة للإعجاب في المعرض، عندما قامت بالمشاركة في تصميم حديقة "العودة إلى الطبيعة" والمستوحاة من حديقة منزلها الريفي في مقاطعة نورفك، بهدف تشجيع أفراد الأسرة على قضاء المزيد من الوقت في الحدائق وفي الهواء الطلق).
في حين أن معرض تشيلسي للزهور (والذي أقيم في كنسينغتون حتى أوائل القرن العشرين قبل أن ينتقل إلى تشيلسي) أصبح يتمتع بشهرة عالمية بفضل دعم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية وأفراد عائلتها للمعرض، إلا أنهم ليسوا وحدهم الذين ساهموا في نجاح وازدهار المعرض والذي أصبح واحد من أشهر الفعاليات الخاصة بالبستنة على مستوى العالم، فهناك ملكات بريطانيات أخريات كان لهن الفضل في ظهور معرض تشيلسي للزهور إلى النور وتحويله فيما بعد إلى مناسبة اجتماعية شهيرة، والآن دعونا نتعرف على ملكات بريطانيا اللاتي ساهمن في وصول معرض تشيلسي للزهور إلى النجاح والشهرة التي وصل إليها اليوم:
الملكة فيكتوريا Queen Victoria
تأسس معرض تشيلسي للزهور والمعروف وقتها بمعرض الربيع العظيم، في عهد الملكة فيكتوريا في عام 1862 من قبل الجمعية الملكية للبستنة، وكانت الملكة فيكتوريا من بين أول من حضروا المعرض وأصبحت فيما بعد من أشد داعميه بسبب حبها للزهور والبستنة، كما أصبحت من الزوار المنتظمين للمعرض خلال السنوات التالية، خاصة وأنها راعية لجمعية البستنة والتي أضيف إليها لقب ملكي في عام 1888، كاعتراف من الملكة فيكتوريا بأهمية دور الجمعية،
الجمعية الملكية للبستنة قامت بدورها بإنشاء ميدالية فيكتوريا للشرف في عام 1897، والتي لا تزال تمنح حتى يومنا هذا للأفراد الذين قدموا مساهمة بارزة في مجال البستنة. الملكة فيكتوريا لم تشاهد "مرض تشيلسي للزهور" كما يطلق عليه اليوم، في صورته الحالية حيث أقيم طوال فترة حكمها في منطقة كنسينغتون.
الملكة ألكسندرا Queen Alexandra
فقد معرض الربيع العظيم أكبر داعميه ومشجعيه في عام 1901، بوفاة الملكة فيكتوريا، ولحسن الحظ، حصل المعرض على داعم ملكي آخر، وهو الملكة ألكسندرا، زوجة الملك إدوارد السابع Edward VII والتي اشتهرت بأنها من عشاق الزهور والحدائق، وخلال الجزء الأول من عهد إدوارد السابع، أقيم المعرض في منطقة من كنسينغتون قبل أن يتم نقله إلى تشيلسي، ليعرف منذ ذلك الحين باسم معرض تشيلسي للزهور.
الملكة ألكسندرا كانت من الزوار المنتظمين للمعرض، وفي عام 1913، أصبحت أول راعية ملكية لمعرض تشيلسي للزهور، وقامت الملكة ألكسندرا، خلال حياتها بدور رئيسي في الترويج لمعرض لوصوله إلى شريحة أكبر من أفراد الجمهور، خاصة بعد أن نشرت وسائل الإعلام صورها أثناء زيارتها لمعرض تشيلسي للزهور، والذي استمرت في زيارته ودعمه حتى وفاتها في عام 1925. تكريما للملكة ألكسندرا ودعمها للمعرض، أطلق اسمها على حديقة في المعرض في عام 1926.
الملكة ماري Queen Mary
بدأ ارتباط الملكة ماري بمعرض تشيلسي للزهور في أوائل القرن العشرين، عندما رافقت زوجها جورج الخامس George V، والذي كان أمير ويلز آنذاك، في زياراته للمعرض، وفي عام 1910، بعد أن أصبح زوجها ملكا لبريطانيا، أصبحت من الزوار المنتظمين للمعرض، وعلى غرار الملكة ألكسندر، قامت الملكة ماري أيضا بالمشاركة في الترويج والدعاية للمعرض، وعلى نطاق أوسع، ليتحول المعرض بمرور الوقت إلى واحد من أهم المناسبات الاجتماعية في البلاد. الملكة ماري أصبحت راعية للجمعية الملكية للبستنة في عام 1927، خلفا للملكة ألكسندرا، واستمرت في دعمها لمعرض تشيلسي للزهور حتى وفاتها في عام 1953.
الملكة إليزابيث الثانية
في العام الذي توفيت فيه الملكة ماري، توج ملك جديد لبريطانيا، في كاتدرائية وستمنستر، وحصل معرض تشيلسي للزهور على داعم ملكي وهي إليزابيث الثانية التي كانت وقتها لا تزال تشغل منصب ولية العهد، والتي بدأت في حضور المعرض للمرة الأولى، كفتاة شابة بجانب والدتها، الملكة إليزابيث والمعروفة بالملكة الأم أصبحت الملكة إليزابيث الثانية أطول فترة حكم في التاريخ البريطاني، حيث قضت 70 عامًا على العرش. حب الملكة إليزابيث الثانية للبستنة والزهور ودعمها المستمر وظهورها المنتظم في المعرض لم تغب الملكة عن حضور المعرض سوى 11 مرة خلال فترة حكمها الطويلة لبريطانيا والتي امتدت لسبعين عام، وحضرت معرض تشيلسي للزهور للمرة الأخيرة في عام 2022، قبل وفتها في قلعة بالمورال في سبتمبر 2022، عن عمر يناهز 96 عام.