كيف سرقت أميرة ويلز الأضواء من ملك وملكة بريطانيا بمباركة الملك؟
اعتاد الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا، على القيام بدور الرجل الثاني في بريطانيا بعد والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II واستمر في القيام بذلك الدور لسنوات طويلة، طوال عهد والدته الراحلة والتي حكمت بريطانيا لمدة سبعين عام، وانتهى عهدها بوفاتها في قلعة بالمورال في منطقة المرتفعات الإسكتلندية، في سبتمبر الماضي، عن عمر يناهز 96 عام، والآن وبعد تنصيبه رسميا ملكا لبريطانيا، أصبح الملك تشارلز الرجل الأول في بريطانيا، وبالرغم من ذلك استمر الملك تشارلز الثالث في مشاركة الأضواء مع بقية الأفراد الرئيسيين في العائلة المالكة البريطانية، وخاصة ابنه الأكبر الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales، وكاثرين أميرة ويلز وزوجة الأمير وليام، ولم يكتفي بذلك فحسب وإنما أفسح لهما الطريق في دائرة الضوء حتى قاما بسرقة الأضواء من الملك تشارلز والملكة كاميلا Queen Camilla، بمباركة وترحيب من الملك.
أسباب جعلت تشارلز الثالث يرحب بسرقة أمير وأميرة ويلز للأضواء
في حين أن شعبية الملك تشارلز الثالث قد تزايدت بشكل ملحوظ منذ إعلانه ملكا لبريطانيا، إلا أنه وزوجته الملكة كاميلا لا يزالان لا يتمتعان بمقدار الشعبية أو قوة الجذب والتأثير على الحشود التي يتمتع بها الأمير وليام أمير ويلز وزوجته كاثرين أميرة ويلز، ولكن وفقا للخبراء في الشئون الملكية فإن الملك تشارلز الثالث ليس منزعجا من شعبية وليام وكاثرين الكبيرة بالمقارنة من شعبيته، وشعبية زوجته، أو حتى منزعج من حقيقة أن أخبار وليام وكاثرين غالبا ما تتصدر عناوين الصحف والمجلات، على حساب أخبار العمل الذي يقوم به وزوجته.
أما عن سبب ذلك فهو قناعة الملك تشارلز بأن الأفراد الأصغر سنا في العائلة المالكة لهم دور حيوي وهام في تعزيز النظام الملكي البريطاني وخاصة أمير وأميرة ويلز اللذان يتمتعان بقوة جذب كبيرة للرأي العام، وغالبا ما يتصدرون عناوين الأخبار للأسباب الصحيحة، وليس بسبب أخبار سلبية أو مثيرة للجدل، إضافة إلى ذلك، هناك أيضا حقيقة أن الأمير وليام أمير ويلز وكاثرين أميرة ويلز قد أظهرا دعمها اللامحدود واحترامهما وتقديرهما الكامل للملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا وظهر ذلك في مناسبات عديدة، بما في ذلك احتفالات تتويج الملك تشارلز الثالث، وخاصة حفل Windsor Consort في قلعة وندسور والذي تحدث فيه الأمير وليام في كلمته أمام جمهور الحفل عن فخره بوالده الملك تشارلز.
الخبراء تحدثوا أيضا عن أن الملك تشارلز يدرك تماما دوره الحالي، والمسئوليات التي تأتي مع دوره أو موقعه كرئيس للدولة و "أب الأمة"، وكيف أن ذلك الدور يلزمه بأنه يلتزم جانب الحياد ويتجنب التحدث أو التعبير عن آرائه الشخصية بخصوص الموضوعات والقضايا المختلفة، خاصة تلك التي تحمل شبهة انقسام أو خلاف مجتمعي مثل القضايا البيئية المختلفة.
أشهر أفراد العائلة المالكة البريطانية الذين سرقوا الأضواء من تشارلز الثالث على مر السنوات
وفقا للخبراء فإن مشاركة الملك تشارلز للأضواء كانت ولا تزال تقليد رئيسي في حياة الملك تشارلز، تبناه منذ سنوات طويلة، قبل مشاركته الأضواء مع ابنه الأكبر وولي عهد بريطانيا، الأمير وليام وزوجة ابنه، كاثرين أميرة ويلز حيث برع في القيام بدور الرجل الثاني بعد الملكة الراحلة، وأبدى احترامه الكامل لسلطاتها وبحقيقة أنها رأس العائلة المالكة البريطانية والدولة، حتى أنه قام خلال زيارته لواحدة من الصحف البريطانية، بتقديم نفسه مازحا على أنه "الرقم 2" في العائلة المالكة البريطانية، عندما قابل رئيس تحرير الصحيفة.
وبعد زواجه من الأميرة الراحلة ديانا Princess Diana في أوائل الثمانينات، ومع تزايد شعبية ديانا في داخل وخارج المملكة المتحدة، وجد تشارلز الثالث نفسه في يقوم بدور الرجل الثاني مرة أخرى إلى جانب ديانا والتي كانت تتمتع بشعبية طاغية خلال حياتها، فاقت شعبية تشارلز الثالث، وبقية أفراد العائلة المالكة البريطانية، وفي حين أن شعبية ديانا الطاغية قد أثارت دهشة تشارلز الثالث في البداية إلا أنه قرر التعامل معها من منظور عملي، واستخدامها في دعم وزيادة شعبية النظام الملكي البريطاني، بل وسبق وأن تحدث مازحا في عدة مناسبات، عن شعبية ديانا التي كانت تفوق شعبيته خلال زواجهما، حتى أنه علق مازحا على تجمع حشد هائل حوله وديانا أثناء قيامهما بمهمة رسمية مشتركة على أنه قد يحتاج زوجتين في المستقبل وليس زوجة واحدة، حتى تتولى إحداهما مهمة توجيه وجذب انتباه الحشود بينما تقوم الأخرى بمشاركته في القيام بمهماته الرسمية.
خلال السنوات التالية بعد وفاة الأميرة الراحلة ديانا، شارك تشارلز الثالث الأضواء مع ابنيه الأميرين وليام وهاري Prince Harry، واللذان تمتعا لسنوات بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة والعالم، على غرار والدتهما الراحلة ديانا، وفي وقت لاحق انضم إلي دائرة الضوء زوجتي وليام وهاري واللذان أصبحتا حديث وموضع اهتمام وسائل الإعلام والرأي العام البريطاني حتى قبل زواجهما وانضمامهما رسميا إلى العائلة المالكة البريطانية.
لهذا السبب اختارت الملكة كاميلا تجنب الأضواء
أما بالنسبة للملكة كاميلا فلقد اختارت البقاء أكثر في الظل وتجنب الأضواء ولفت الأنظار قدر الإمكان، مؤكدة على "دورها الداعم" لتشارلز الثالث، ووفقا للخبراء فإن اختيار الملكة كاميلا هذا كان اختيار موفقا للغاية، لعدة أسباب أهمها أنه ساعدها على تجاوز وجهة النظر السلبية التي كونها الرأي العام البريطاني حيالها، باعتبارها المرأة التي تسببت في إفساد زواج تشارلز الثالث وديانا، بسبب حب وتعلق تشارلز الثالث بها، وعجزه عن نسيانها حتى بعد زواجه من ديانا وهو الأمر الذي كان مصدر حزن وألم شديدين لديانا والتي وصفت زواجها من تشارلز الثالث في مقابلتها التلفزيونية الشهيرة على بي بي سي في التسعينيات بأنه كان زواج "مكون من ثلاثة أطراف" في إشارة إليها وإلى تشارلز الثالث وكاميلا.
تجنب الملكة كاميلا الظهور ولفت الأنظار، وتركيزها على القيام بدور الداعم للملك تشارلز الثالث، أكسبها بالتأكيد احترام وتقدير الكثيرين، بما في ذلك أفراد العائلة المالكة البريطانية، وعلى رأسهم الملكة إليزابيث الثانية والتي تقبلت خيار كاميلا كشريكة حياة تشارلز الثالث، وملكة بريطانيا المستقبلية، بعد سنوات تفانت خلالها كاميلا في دعم تشارلز الثالث والنظام الملكي البريطاني.
من بين الأسباب الأخرى التي يعتقد أنها كانت سبب في قرار الملكة كاميلا تجنب الأضواء ولفت الأنظار، هي رغبتها في تجنب تكرار مأساة الأميرة الراحلة ديانا والتي عانت لسنوات طويلة من هوس وسائل الإعلام بها وبحياتها الشخصية، ومن الملاحقة المستمرة لمصوري الباباراتزي لها في كل مكان، وهو ما تسبب في وفاتها في النهاية بعد أن اصطدمت السيارة التي كانت تقلها في نفق في العاصمة الفرنسية باريس في أغسطس 1997، بينما كانت السيارة تحاول الهرب من ملاحقة مصوري الباباراتزي.