رائد أعمال العطور الشهير باولو تيرينزي في حديث خاص مع "هي"
باولو تيرينزي رائد أعمال عطور مشهور، وهو القوة الإبداعية وراء علامة تيتسيانا تيرينزي Tiziana Terenzi. يعمل بجانب شقيقته تيتسيانا، وقد صنع عطورًا مشهورة حازت على تقدير عالمي. فلسفته تتمحور حول "الجمال المركب". تعتبر خلفية باولو فريدة من نوعها مثل مؤلفاته: موسيقي محترف حاصل على شهادة في القانون والفلسفة، وعالم في الكيمياء والفيزياء، وشاعر يتمتع بخيال وإحساس لا حدود لهما.
لقد عمل لسنوات عديدة مع أفضل دور الأزياء والتصميم العالمية في جميع أنحاء العالم ، ولكن مع تيزيانا أنشأوا علامتهم التجارية الخاصة في عام 2012. في عام 2014 ، حصل أحد عطورهم المميزة على أول ترشيح دولي له في جوائز فيفي المعروف أيضًا باسم "أوسكار صناعة العطور". زار باولو دبي لمشاركة شغفه بالعطور وكشف النقاب عن إبداعاته الفريدة في بلومينغديلز ، دبي مول وقد التقته "هي" وكان هذا اللقاء:
كيف بدأت العمل في مجال صناعة العطور؟
حسنا، كنت دائما ما أقول إنني ولدت في شمعة تسبح في بقعة عطرية، شقيقتي تيزيانا، وأنا، دائما ما كنا نعمل معا واعتدنا أن نتشارك في كل شيء، لقد ولدنا لعائلة تعمل صناعة الشموع والعطور، نحن الجيل الثالث من هذه العائلة، والتي بدأت عملها في ذلك المجال قبل عام 1950، قبل أن تأسس شركتها الخاصة في عام 1968، جدي وشقيقه أسسا شركة لصناعة الشموع، لقد كانا يقوما بصنع شموع من أجل الفاتيكان والكنائس، نحن إيطاليون وإيطاليا يوجد فيها الكثير من الكنائس، والدي كان يعمل أيضا في هذه الشركة، ولكنه كان يتمتع برؤية خاصة تختلف عن رؤية عمه، وأراد القيام بشيء مختلف، لذلك قرر هو وجدي الاستقلال عن الشركة وقاما بتأسيس شركتهما الخاصة، جدي كان صانع عطور رائع، وكان يحب كثيرا أن يقوم باستخلاص الزيوت العطرية من النباتات، وزراعة النباتات العطرية، وكان يحب بشكل خاص عطور الكولونيا ويهتم كثيرا بمراحل صناعتها.
لذا، أنا وشقيقتي نشأنا في هذه الصناعة، وعندما كنا طفلين، وبينما كان جدي وجدتي يعتنيان بنا، اعتادا على إعطائنا مواد تستخدم في صناعة العطور، لنقوم بالتعرف عليها، لقد كان ذلك في ذلك الوقت مجرد لعبة أطفال لتمضية الوقت، كانت ذكريات طفولة محببة ولكنها تحولت إلى العمل الذي أقوم به فيما بعد.
نحن نعيش في ريميني، إنها المدينة التي ولد فيه فيديريكو فلـيني FEDERICO FELLINI، صاحب فيلم La Dolce Vita، الذي يتحدث عن جمال الحياة، إنها تبعد 85 ميل عن شمال البندقية، إنها مدينة هادئة وآمنة للغاية، إنها مكان رائع، تتحرك فيه الحياة ببطء، مكان مريح ودود للغاية.
هل لديك معلم أو شخص كان مصدر إلهام بالنسبة لك؟
نعم، أكبر معلم بالنسبة لي في مجال صناعة العطور، كان جدي، لقد كان معلم وناصح ومصدر إلهام، تعلمت منه الكثير عن جمال الحياة والكثير من الأشياء الأخرى، وليس صناعة العطور فحسب، ولكن معلمي الرئيسي والمهم في هذه الحياة كان والدي، لقد كان سبب في وصولي لما وصلت إليه في الحياة، لأن الحقيقة، أنني مشاغب بطبيعتي، لأنني أحب اختبار والتعبير والإمساك بكل قطرة في هذه الحياة، دون أي شكل من أشكال الندم، وأضع كل قلبي فيما أقوم به، هذا بالنسبة لي هو طريقتي في الحفاظ على روحي، أن استمر في محاولة الاستكشاف.
إذا لماذا اخترت دبي لتكون مكان تسويق لماركتك؟
لأن الحقيقة أنني أحب حقا دبي، أعتقد أن أفضل وصف لها أنها متحف للمستقبل، إنها مدينة تتحرك بسرعة كبيرة للغاية، مكان يتمتع بثقافة مميزة، ويحمل نظرة مستقبلية إلى الأمام، لذلك فإن التواجد هنا يجعلني أحصل على رؤية وتوقع جيد للغاية، لما سيحدث في المستقبل في بلدان أخرى، بما في ذلك موطني، يعجبني أيضا طبيعة الحياة هنا، والطاقة المميزة للمكان، هناك شيء آخر مميز هنا (في دبي) من وجهة نظري، يعجبني حقا التقدم الذي تم إحرازه هنا في الزراعة وصناعة العطور، هناك الكثير من الخبرات والمهارات والتقدم التقني في مجال صناعة العطور هنا، والذي قلما ما تجده في أي مكان آخر، لذلك إذا ما نجحت هنا (في مجال صناعة العطور)، يمكنك أن تنجح في أي مكان آخر.
حسنا، إذا ما أردت الحديث عن عطر واحد من عطورك أو تسليط الضوء في هذه المقابلة على واحدة من مجموعات عطورك، أيها ستختار؟
حسنا، جميع عطوري هي أبنائي بالنسبة لي، وأحبها جميعا بالتساوي وبنفس القدر، ولكنني أحب كل منها بطريقة مختلفة، لأن كل منها يتمتع بمميزاته وسماته المختلفة، مثل الأبناء تماما، على سبيل المثال أن أحب كل من ابني وابنتي بنفس القدر وبالتساوي ولكن بطريقة مختلفة لأن كل منهما يختلف عن الآخر، ولكن إذا كان علي أن أختار مجموعة من عطوري لأتحدث عنها، فستكون مجموعة Sea Star، لأنها تتمتع بمميزات خاصة للغاية مثل عبوتها الرائعة التي تشبه صندوق الجواهر وغطائها الرائع المزين بالجواهر، ولأنها أيضا المجموعة التي ابتكرتها شقيقتي تيزيانا، احتفالا بعيد ميلادي، بمناسبة عيد ميلادي الخمسين، سن الخمسين هو الوقت الذي تقوم فيه بتقييم حياتك، وتقوم بالاختيار ما بين مواصلة حياتك كما هي أو القيام بتغير في حياتك، يأخذك إلى مكان غير عادي.
هذا نموذج لأحد العطور في المجموعة إنه غير عادي، لأن زجاجة العطر هذه تسبح في الماء، ماء البحر، لذلك إذا ما قمت بفتح عبوة العطر هنا، ستجدين العطر تحت الماء.
هل يوجد ماء هنا حقا؟
نعم. إنها الأولى من نوعها في العالم، ولقد استغرقنا عامين حتى نتمكن من صنعها.
إذا الماء الذي يوجد حول العطر، لا يؤثر على العطر أو يصل إليه؟
لا، لأن زجاجة العطر مصممة خصيصا بحيث لا تسمح بوصول الماء إلى العطر، الماء لا يصل إلى الداخل، وفكرتها مستوحاة من ثيم استخراج الكنوز من أعماق البحر، حتى تحصل على الكنز، سيكون عليك أن تستخدم كامل حواسك حتى تصل إليه في أعماق البحر.
الابتكار والإبداع سمة مميزة لماركتنا، وهو ما يبحث عنه زبائنا أيضا، الابتكار والتفرد، عطورنا تقدم، ما أطلق عليه "المشاعر السائلة"، مشاعر سائلة في قلب زجاجة عطر.
هل يمكنك توجيه رسالة لمتابعينا؟
نعم، لدي رسالة أود أن أقولها لمتابعيكم، لا تكتفوا بشم العطر، ولكن استمعوا أيضا إلى العطر، هذا مهم للغاية، الأمر يشبه بالضبط الموسيقى، تجربة الاستمتاع فقط إلى الموسيقى، ليست بقوة أو تأثير الاستماع ومشاهدة الموسيقى، لذلك عندما تذهب إلى حفل موسيقي لن تستمتع فقط إلى الموسيقى ولكن ستشاهد أيضا الموسيقيين، ستشاهد تعابير وجوههم وكيف يتفاعلون مع الموسيقى، لذلك أنصح بأن تستخدموا جميع حواسكم مع العطور، استمعوا إليها، ابحثوا عن قصتها ومصدر إلهامها، كل عطر من عطورنا يحمل قصته الخاصة، قصة مستوحاة من تجارب حقيقية، وتحمل المشاعر المصاحبة لهذه التجارب، مشاعر سائلة، وهو ما سيجعلكم تفهمون العطر بشكل أفضل، لذلك نصيحتي هي استمعوا إلى العطر، وامنحوا حواسكم فرصة التعرف على العطر، ابحثوا عن العطر الذي يثير داخلكم المشاعر، وإذا لم ينجح في ذلك فهذا يعني أنه ليس العطر الملائم بالنسبة لك.