اشتهرت بالبخل وحب الامتلاك.. معلومات مهمة عن الملكة ماري جدة الملكة إليزابيث الثانية
تشتهر عائلة وندسور الملكية النبيلة والتي تحكم بريطانيا منذ سنوات عديدة، بعاداتها المقتصدة فيما يتعلق بأموالها، وخاصة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II، والتي كانت تفضل إعادة ارتداء ملابسها التي حصلت عليها منذ سنوات، على شراء الملابس الجديدة (وهي عادة ورثها عنها أبنائها وخاصة ابنها الأكبر الملك تشارلز الثالث King Charles III وابنتها الأميرة آن Princess Anne واللذان لا يزالا يرتديان حتى الآن ملابس سبق وأن قاما بشرائها منذ عدة عقود وقاما بارتدائها في عدة مناسبات على مر السنوات)، إليزابيث الثانية كانت مقتصدة أيضا في مختلف نواحي حياتها وليس فيما يتعلق بملابسها فحسب، حتى أن الكثير من المؤرخين والخبراء البريطانيين يقولون أنه هناك قلة فقط من أفراد العائلة المالكة البريطانية على مر تاريخها الذين يمكن وصفهم بأنهم أكثر اقتصادا في إنفاق أموالهم بالمقارنة بالملكة الراحلة إليزابيث، ومع ذلك فإن طبيعة إليزابيث الثانية المقتصدة لا يمكن أن تقارن حتى بنمط الحياة شديد الاقتصاد والتوفير الذي حرصت على اتباعه جدتها الراحلة الملكة ماري Queen Mary.
ما الذي نعرفه عن ماري من تيك؟
الملكة ماري، أو الملكة ماري من تيك Queen Mary of Teck، هي زوجة الملك جورج الخامس George V، وولدت منذ 156 عام، ولذلك لا تعرف الأجيال الجديدة في بريطانيا الكثير عن حياتها، سوى أنها كانت أول ملكة أم بريطانية تحضر حفل تتويج ابنها في تاريخ بريطانيا، بعد حضورها لحفل تتويج ابنها جورج السادس George VI (والد الملكة إليزابيث الثانية)، وأن ثلاث من أبنائها توفوا في حياتها، كان آخرهم جورج السادس ويقال إن وفاته أثرت فيها بشدة، خاصة أنها لم تتمكن من أن تكون بجواره على فراش الموت، لوفاته ليلا بشكل مفاجئ، بعد معاناة مع المرض، ونقل عنها أنها قالت بعد سماعها أبناء وفاة جورج السادس، للأميرة ماري لويس (حفيدة الملكة فيكتوريا Queen Victoria): "لقد فقدت ثلاثة من أبنائي في حياتي ولم تتح لي فرصة وداع أي منهم".
ما نعرفه أيضا عن الملكة ماري أنها لعب دور كبير في تنشئة حفيدتيها إليزابيث الثانية والأميرة مارجريت Princess Margaret, Countess of Snowdon، وأنها اعتادت أن تقوم باصطحابهما إلى العديد من المناسبات، عندما كانتا لا تزالان طفلتين، كما قيل أيضا أن الملكة ماري نصحت حفيدتها إليزابيث الثانية بعد وفاة والدها جورج السادس، بأن تضع واجبها كملكة أولا قبل كل شيء، وألا تدع حزنها على والدها ينسيها ذلك الواجب، وقيل أيضا أن الملكة ماري أوصت بألا يتم تأجيل حفل تتويج حفيدتها إليزابيث الثانية، في حالة وفاتها قبل حفل التتويج، وهو ما حدث بالفعل حيث توفيت الملكة ماري عن عمر يناهز 85 عام، في نومها في مارس 1953، قبل 10 أسابيع فقط من حفل التتويج، ولم يتم تأجيل حفل التتويج كما أوصت.
وصفت الملكة ماري بأنها كانت امرأة حكيمة وذكية وتضع الواجب قبل كل شيء وبأنها كانت أم محبة لأبنائها وجدة رائعة وداعمة لأحفادها ولكن وفقا لمؤرخين وأقارب للعائلة الملكة البريطانية، فإن هناك عدة جوانب خفية من حياة الملكة ماري، جعلتها شخص غير مفضل بالنسبة للكثيرين، وكان أحد هذه الجوانب هو حرصها الشديد على المال لدرجة البخل.
أكثر ملكات بريطانيا بخلا؟
وفقا للمؤرخين فإن ماري من تيك وبالرغم من حقيقة انتمائها لعائلة نبيلة ذات صلة قرابة مباشرة بالعائلة المالكة البريطانية إلا أن عائلتها كانت لفترة طويلة من أزمة مالية، تركت أثر بالغ في الملكة ماري منذ طفولتها وجعلتها حريصة للغاية في إنفاق أموالها وخاصة إذا كان ذلك من أجل الآخرين، بما في ذلك الأقارب والأصدقاء، حتى أن واحدة من قريباتها وهي ماركيزة كامبريدج Marchioness of Cambridge، قالت إن الملكة ماري اعتادت على إعادة تدوير الزهور من مزهرياتها لتقديمها كهدايا عندما تزور صديقاتها، بدلا من شراء زهور لهم، وقالت عن ذلك: "لا أعتقد أنها سبق وأن اشترت أي زهور (لإهدائها لآخرين) من بائع الزهور"، ووفقا لماركيزة كامبريدج فإن عادة الملكة ماري في جمع زهور مزهريات القصر لتقديمها كهدايا لأصدقائها، كان سر ذبول الزهور بعد يوم واحد على الأكثر من تقديم الملكة ماري لها كهدية.
هوس بالحصول على ممتلكات الآخرين؟
قيل أيضا أن الملكة ماري كانت تهوى الحصول على ممتلكات أو أغراض شخصية خاصة بنبلاء آخرين، وذلك وفقا لما قالته الأميرة أولغا رومانوف Princess Olga والتي تنتمي عائلتها بصلة قرابة من العائلة المالكة البريطانية، نقلا عن صحيفة ديلي ميل حيث قالت الأميرة أولغا إن الملكة ماري إذا ما أرادت أن تحصل على غرض ما خاص بعائلة نبيلة أو ممتلكات شخصية لنبلاء كانت تبدي إعجابها الشديد بها، حتى يضطر صاحبها بإهدائها للملكة لإرضائها وتجنب إثارة غضبها، وحكت الأميرة أولغا عن ذلك قائلة: "حدث في إحدى المرات أنها (الملكة ماري) زارت أحد المنازل، وعبرت عن إعجابها بمقعد فخم كانت تجلس عليه، قائلة: أوه ، أنا أحب هذا الكرسي، مما اضطر صاحب المنزل إلى إهدائها الكرسي وجميع الكراسي المشابهة له في المنزل، بمرور الوقت أصبح النبلاء أكثر حكمة في التعامل معها، لقد اعتادوا على إخفاء أغراضهم المفضلة وممتلكاتهم الثمينة في العلية وتزيين المنزل بالأغراض الأقل ثمنا، كلما ذهبت الملكة ماري لزيارتهم". وفقا لما قالته الأميرة أولغا، فإن هوس الملكة ماري امتد لملابس الآخرين أيضا وقالت عن ذلك: "لقد اعتادت أيضا من حين لآخر أن تقول أشياء مثل: أحب معطف الفرو هذا، وبهذا تضطر صاحبة المعطف أن تقدمه كهدية للملكة.
امرأة جادة أحبت حفيدتها الهادئة المطيعة ولم تحب حفيدتها الصغيرة المحبة للمرح
الكاتب المتخصص في الشئون الملكية جيمس بوب هينيسي James Pope-Hennessy، والذي كتب عن حياة الملكة ماري من تيك، قال عن نشأة الملكة ماري في كتابه عن حياتها، The Quest For Queen Mary، بأنها كانت طفلة خجولة، وأنها نشأت في عائلة "كانت تمتلك القليل من المال" بالرغم من أصولها الأرستقراطية الألمانية ذات الصلات الملكية والتي كانت تربطها أيضا صلة قرابة بالملكة فيكتوريا.
جيمس بوب هينيسي وصف الملكة ماري بأنها امرأة جادة ذات قناعات قوية للغاية، وكانت كانت تكره الإسراف وأولئك الذين يتصرفون وفقا لعاطفتهم وليس واجبهم، ووصفها أيضا بأنها صاحبة عزيمة قوية، وتبذل قصار جهدها لتعلم كل ما تحتاج إليه لكي تقوم بواجبها كملكة على أكمل وجه، الملكة ماري كانت أيضا أول ملكة قرينة غير بريطانية منذ 400 عام، تجيد التحدث بالإنجليزية كلغتها الأم، بالرغم من لكنتها الألمانية الثقيلة.
من بين الجوانب الخفية الأخرى عن حياة الملكة ماري، ما قيل عنها أنها كانت تفضل حفيدتها الكبرى إليزابيث الثانية عن حفيدتها الصغرى الأميرة مارجريت حيث قيل إن الملكة ماري كانت تفضل إليزابيث الثانية لأنها كانت طفلة مطيعة وهادئة ولديها حس مسئولية قوي منذ الصغر، وقيل أيضا أنها لم تكن من المعجبين بحفيدتها الأميرة مارجريت واعتبرتها طفلة مشاغبة ومثيرة للمتاعب، ويقال أيضا إن علاقتها بالأميرة مارغريت تحولت في وقت لاحق إلى "علاقة كراهية متبادلة".