الشغف والنجاح والتحدي
مع مرور الأيام باتت قناعتي تزداد حتى وصلت إلى درجة اليقين بأننا في هذه الحياة نشبه الشجرة، وغالبا ما أتأكد من ذلك وأتخيل نفسي مثلها، وأنا أتأملها وخاصة الأشجار المثمرة التي أعشق منها شجرة الزيتون.
في أحيان كثيرة أجد أن نجاحنا وإثبات وجودنا يحتاجان إلى هذا التشبيه والتشبه، فأجسادنا مثلها بجذورها وأغصانها وأوراقها وثمارها، تحتاج إلى الرعاية حتى تستمر وتنجح.
قد تتساءلون لماذا أكتب هذا الكلام اليوم، ولماذا لم أكتبه من قبل على أهميته، وببساطة أجيب بأنني دائما أحاول في هذه المساحة الصغيرة المخصصة لي في كل عدد أن أربط بين ما أكتب وبين محتوياته. وقد احترت كما في كل مرة، وفي كل عدد، كيف لي أن أختار عنوانا مختصرا للغلاف، وعبارات مختصرة لمقالتي، تعبر عن غنى العدد الذي بين أيديكم (مثل كل أعدادنا) الذي يسلط الضوء على التحديات التي تواجهنا في هذه الحياة بمختلف أنواعها، وكيف نستطيع أن نتغلب عليها ونتجاوزها أو حتى أن نتأقلم معها. وركزنا على الرياضة باعتبارها من أهم الطرق والوسائل التي يحتاج إليها الإنسان لرعاية وبناء جسمه وشخصيته وصحته النفسية والعقلية. وربما لذلك بدأت مقالتي بتشبيه الإنسان بالشجرة التي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام حتى تنمو وتثمر وتستمر.
وستلاحظون أننا اخترنا النجمة العربية المتعددة المواهب دانا حوراني نجمة للغلاف، باعتبارها من الشخصيات المميزة التي حفرت طريقها بنفسها لتثبت وجودها، وقد أعجبني كثيرا ردها على السؤال عن نظرتها إلى جمال المرأة، حيث قالت: (الجمال الحقيقي للمرأة في طبيعتها المتباينة: اللطف والقوة، الشغف الذي تظهره وتحلم به، وقدرتها على أن تحب بعمق وأن تحافظ في الوقت نفسه على احترامها لذاتها).
إثبات الوجود في الحياة يحتاج إلى الكفاح الذي قد يكون صعبا ومتعبا في بعض الأحيان، ولكنه يستحق الجهد والتضحية لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها، والسّعادة ليست حالة يجب الوصول إليها، ولكنّها سلوك علينا اتّباعه، فإذا أردنا أن نكون سعداء، وأن نجعل الحياة سهلة، فعلينا أن نستمتع بكل الأمور حتى أصعبها.