حلول محتملة لإنقاذ ملايين الأشخاص في الدول النامية من خلال الذكاء الاصطناعي والتصوير بالموجات فوق الصوتية

حلول محتملة لإنقاذ ملايين الأشخاص في الدول النامية من خلال الذكاء الاصطناعي والتصوير بالموجات فوق الصوتية

10 أغسطس 2023

تأمل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أن تتيح تصوير القلب وتصوير الأجنّة في منتصف فترة الحمل لسكان المناطق التي تفتقر إلى خدمات الرعاية الصحية، وذلك وفق ما شرح الدكتور محمد يعقوب، الأستاذ المشارك في قسم الرؤية الحاسوبية

 

يرى أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أن حلول الرعاية الصحية التنبؤية التي تقوم على الذكاء الاصطناعي والتي تُبنى على الرؤية الحاسوبية وتعلّم الآلة تتمتع بالقدرة على إنقاذ ملايين الأرواح، وذلك من خلال المساعدة في الكشف عن عيوب القلب الخلقية التي قد تُعاني منها الأجنّة في الدول النامية.

 

ففي هذا السياق، يعمل فريق من الباحثين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بقيادة الدكتور محمد يعقوب، الأستاذ المشارك في قسم الرؤية الحاسوبية، على إيجاد حل لتمكين العيادات في الدول النامية من استخدام الماسحات الضوئية بالموجات فوق الصوتية المحمولة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتشخيص التنبؤي، وذلك من خلال توفير الرعاية الصحية المتقدمة لملايين الأشخاص الذين يفتقرون لها حالياً. إذ لا بد من الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن ما يصل إلى 3.5 مليار شخص، أي حوالي نصف سكان العالم، يفتقرون حالياً إلى خدمات الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها.

 

وتهدف هذه المساعي إلى استخدام أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية المحمولة في العيادات لإجراء فحوصات تكشف عن تشوهات الأجنة في منتصف الحمل وتقوم بتحليلها، وهي فحوصات يتم إجراؤها عادةً ما بين الأسبوع 18 والأسبوع 21 من الحمل. إذ من شأن النظام القائم على الذكاء الاصطناعي أن يقوم بفحص المريضة من خلال نماذج التعلّم العميق التي يتم تدريبها على قاعدة بيانات أجنّة مجهولة، الأمر الذي يسمح له باكتشاف التشوهات أو المشكلات التي قد يعاني منها الجنين والتي تستدعي انتباه الطبيب واهتمامه على الفور.

 

يُذكر أن ما يميّز عمليات التصوير بالموجات فوق الصوتية هو سعرها وسهولة إدارتها. وفي حال تقدّم الدكتور يعقوب وفريقه في العمل وفق الخطة الموضوعة، فإن حل الذكاء الاصطناعي سيساعد العاملين في القطاع الطبي على تحليل الصور بسرعة أكبر بكثير من سرعة التحليل من دون الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام والرعاية. ويشرح الدكتور يعقوب قائلاً: "يساهم استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن التشوهات في تقليل الوقت المستغرق لتقييم كل عملية تصوير وهو ما ​​يتراوح بين 40 دقيقة وساعة واحدة إلى ما يتراوح بين 10 و20 دقيقة فقط".

 

في الوقت الحالي، لا يحظى العديد من الأشخاص في القرى والمناطق النائية في الدول النامية بإمكانية الخضوع لعمليات التصوير، وبالتالي فإن العديد من الحالات الحرجة، والتي يمكن علاجها، لا تُشخّص في الوقت المناسب، ما يؤدي إلى تدهور حالة المريض ويولّد مأساة له ولعائلته.

 

يتابع الدكتور يعقوب قائلاً: "تجدر الإشارة إلى أن إدخال الذكاء الاصطناعي إلى هذا النوع من العلاجات الطبية لا يحل محل الطبيب، بل على العكس، فهو يساعده في إنجاز المهمة الصعبة التي تتمثل في تفسير الصور والتنبه إلى تلك الحالات التي تستدعي الانتباه والاهتمام. ففي أنحاء عديدة من العالم، يمكن لهذه الخدمة أن تتيح لملايين الأشخاص الوصول لأول مرة إلى فحوصات موثوقة لأمراض القلب والأوعية الدموية وتلك الخاصة بفترة الحمل".

 

في هذا الإطار، يسلط الدكتور يعقوب الضوء على أن التحدي المتمثل في تقديم خدمات الرعاية الصحية لعدد متزايد من سكان العالم سيتطلب بذل جهود مشتركة من الحكومات والهيئات البحثية والقطاعين الحكومي والخاص على حد سواء.

 

لكن على الرغم من التحديات التي يواجهها الفريق، إلا أن الدكتور يعقوب واثق من دور الذكاء الاصطناعي البارز، إذ يقول: "لا يزال هذا البحث في مراحله الأولى، ولكنني متفائل جداً. فمن خلال العمل مع فريقي الموهوب في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يمكننا أن نؤدي دورنا في تعزيز خدمات الرعاية الصحية لملايين الأشخاص الذين يعانون حالياً من نقص فيها".