كيف دعمت الملكة كاميلا الأجيال الأكبر سنا وشجعتهم على التمتع بنمط حياة صحي
من المعروف أن الجزء الأكبر من الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا، عندما كان لا يزال ولي لعهد بريطانيا وأمير لويلز، كانت تركز على تمكين الشباب وخاصة الشباب الأكثر ضعفا واحتياجا، وهو ما كان سبب رئيسي في تأسيسه لمؤسسته الخيرية الشهيرة The Prince's Trust (والتي تعرف باللغة الويلزية باسم Ymddiriedolaeth y Tywysog) في عام 1976 والتي تهدف إلى مساعدة الشباب الأكثر فقرا واحتياجا على وضع حياتهم على المسار الصحيح، وتدعم المؤسسة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11، 30 عام وخاصة العاطلين عن العمل أو الذين يجدون صعوبة في الالتحاق بمؤسسات تعليمية واستكمال دراستهم، وتساعدهم على الحصول على وظيفة أو تأسيس مشروعهم التجاري، ولكن في الوقت الذي ركز فيه تشارلز الثالث معظم جهوده في دعم الشباب، ركزت زوجته الملكة كاميلا Queen Camilla جزء كبير من جهودها في دعم الأجيال الأكبر سنا والمسنين.
جهود الملكة كاميلا في دعم مجتمع كبار السن في المملكة المتحدة
اشتهرت الملكة كاميلا بأنها واحدة من أكثر أفراد العائلة المالكة البريطانية حماسة في المشاركة في جهود دعم مجتمع كبار السن والمسنين، منذ أن أصبحت زوجة لتشارلز الثالث في عام 2005 (والذي كان لا يزال وقتها ولي لعهد بريطانيا)، وكانت تعرف وقتها بدوقة كورنوال.
جهود الملكة كاميلا في دغم مجتمع كبار السن، تضمنت تسليطها للضوء على المشكلات والأزمات والتجاهل الذي يعاني منه الكثيرين منهم، وهو ما كتبت عنه في مقال لها لصحيفة التلغراف البريطانية في عام 2019، والذي كان يدور موضوعه عن معاناة كبار السن من الوحدة في أوقات العطلات، وخاصة عطلة أعياد الميلاد، وكتبت عن ذلك تقول: "معظمنا يعرف ما معنى الشعور بالوحدة، وسبق وأن اختبر ذلك الشعور في وقت أو آخر، ولكن بالنسبة لكبار السن فإن الوحدة هي روتين حياتهم اليومي، فمن السهل للغاية أن يصبح الجيل الأكبر سنا منعزلا ووحيدا بسبب خسارة أقرب المقربين (بالموت) أو بسبب معاناة من المرض والإعاقة، أو لأنهم ببساطة يعيشون بعيدا عن أقاربهم. عالم الحالي حافل بالعمل والمشاغل اليومية، وهم لا يريدون أن يكونوا عبئا على أصدقائهم وعائلاتهم، ولذلك يفضلون استكمال حياتهم في صمت ووحدة، ولكن الأيام التي لا يوجد فيها أي اتصال بشري معهم قد تبدو بلا نهاية".
الملكة كاميلا ومؤسسة The Silver Line
جهود الملكة كاميلا في دعم مجتمع كبار السن، تضمنت دعمها لمؤسسة The Silver Line (الخط الفضي)، والتي أصبحت راعية ملكية لها، وهي مؤسسة خيرية أسستها دام (السيدة النبيلة) إستير رانتزن Dame Esther Rantzen وتقدم المؤسسة خدمة خط المساعدة مجاني وسري، يعمل على مدار 24 ساعة يوميا، طوال أيام الأسبوع، ويقدم خط المساعدة في المؤسسة من خلال المتطوعين في المؤسسة (ويطلق عليهم Silver Line Friends)، المعلومات والصداقة والمشورة لكبار السن الذين يعانون من الوحدة، عبر المكالمات الهاتفية والرسائل النصية.
الملكة كاميلا سبق وأن شاركت على مر السنوات في العديد من المبادرات التي قدمتها مؤسسة The Silver Line الخيرية وسبق وأن شاركت أيضا في عدة مناسبات، المتطوعين في المؤسسة في الرد على مستخدمي خط المساعدة في المؤسسة من كبار السن، وفي عام 2018، اختارت أن تكون مشاركتها في فعاليات يوم ICAP الخيري السنوي، في دعم مؤسسة The Silver Line حيث قامت وقتها بزيارة مقر المؤسسة، وخلال الزيارة أجرت الملكة كاميلا اتصال هاتفي مع مارغريت لافيريك Margaret Laverick البالغة من العمر وقتها 87 عاما وهي من ميلروز في اسكتلندا، ووفقا للتقارير المنشورة فإن السيدة لافيريك من المستخدمين المنتظمين لخط المساعدة في مؤسسة The Silver Line الخيرية والذي بدأت في استخدامه لافتقادها لإحفادها، حتى أنها أصبحت فيما بعد صديقة مقربة، لدام إستير رانتزن، مؤسسة خدمة The Silver Line.
الملكة كاميلا ومؤسسة الخدمة الملكية التطوعية
الملكة كاميلا شاركت أيضا في دعم مجتمع كبار السن، من خلال عملها كرئيسة فخرية للخدمة الملكية التطوعية Royal Voluntary Service (وتعرف اختصارا باسم RVS وهي منظمة تطوعية تهتم بمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، وتأسست المنظمة في عام 1938 كمنظمة نسائية بريطانية لتشجيع النساء في المملكة المتحدة على المشاركة في خدمات التطوع لصالح الجيش البريطاني في فترة الحرب العالمية الثانية)، ومؤخرا أشرفت الملكة على حفل جوائز أبطال التتويج Coronation Champions Awards في عام 2023 والذي يحتفل ويكرم الأعمال التطوعية الخيرية والمتطوعين الاستثنائيين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بما في ذلك الأعمال التطوعية التي تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة لمجتمع كبار السن.
قبل ذلك بسنوات، وتحديدا في عام 2020، والذي شهد أزمة تفشي جائحة كورونا، وجهت الملكة كاميلا-دوقة كورنوال آنذاك-الشكر للمتطوعين، في بداية أسبوع المتطوعين في عام 2020، وتحدثت عن شعورها بالفخر لكونها رئيسة فخرية للخدمة الملكية التطوعية وقالت عن ذلك: "وفي هذا العام على وجه الخصوص، ندين بالشكر الجزيل لجميع متطوعينا الرائعين، الذين تقدموا بأعداد مذهلة، وتعاونوا معا لدعم المتضررين من فيروس كورونا، وبصفتي رئيسة فخورة للغاية بالخدمة التطوعية الملكية، أود أن أقول إنكم حقا العمود الفقري لبلدنا. إلى كل متطوع – أشكركم من أعماق قلبي".
في عام 2021، انضمت كاميلا دوقة كورنوال وقتها إلى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II في مكالمة فيديو لتوجيه الشكر لمتطوعي الخدمة الملكية التطوعية على عملهم الشاق، بمناسبة مرور عام على إطلاق مبادرة NHS Volunteer Responders Scheme والتي شاركت فيها الملكة كاميلا من خلال إجراء محادثة عبر الهاتف مع سيدة كبيرة في السن، تدعى دوريس، 85 عام، والتي أمضت أسبوعين في عزلة ذاتية خلال أزمة كورونا.
الملكة كاميلا وبرنامج Silver Swans
من بين أبرز جهود الملكة كاميلا أيضا في دعم مجتمع المسنين في المملكة المتحدة، دعمها لبرنامج Silver Swans أو البجع الفضي، والذي أطلقته الأكاديمية الملكية للرقص Royal Academy of Dance (RAD)، يشجع على تعليم كبار السن لرقص الباليه، لتعزيز صحتهم النفسية والبدنية، وشاركت الملكة كاميلا بدعم البرنامج من خلال عملها كنائبة للراعي الملكي للأكاديمية الملكية للرقص.
في عام 2022، افتتحت الملكة كاميلا رسميا المقر العالمي الجديد للأكاديمية الملكية للرقص، وخلال هذه الزيارة، التقطت الملكة كاميلا بمجموعة من طلاب الأكاديمية الملكية للرقص، والذين يتدربون ليصبحوا مدرسين للرقص، وقامت أيضا بزيارة أحد فصول برنامج البجع الفضي والذي يضم طلاب تزيد أعمارهم عن 55 عام.
الملكة كاميلا شاركت أيضا في تسليط الضوء على أهمية تعليم الرقص للكبار، باعتباره طريقة ممتعة ورائعة لمساعدة كبار السن على الحفاظ على لياقتهم البدنية، وفي عام 2017، أثناء اثناء استضافتها لحفل شاي في قصر باكنغهام، حضره ممثلين عن الجمعية الملكية لهشاشة العظام وممثلين لبرنامج Strictly Come Dancing، تحدثت الملكة كاميلا عن أهمية الرقص في مساعدة كبار السن على الحفاظ على نمط حياة صحي ونشط، وتحدثت عن الأمر ذاته عندما انضمت إلى الصحفية البريطانية الشهيرة أنجيلا ريبون وراقصة الباليه المتقاعدة دارسي بوسيل في محادثة عبر تطبقي مكالمات الفيديو لمناقشة فوائد الرقص لكبار السن، كوسيلة صحية لتعزيز الصحة النفسية والبدنية خلال أزمة جائحة كورونا.