مقابلة صحفية مع ''لوران بيترينكا'' رئيس الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية
التقينا مع لوران بيترينكا رئيس الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، لنتعرف أكثر على ميزات الرياضة المدرسية وخطط الإتحاد الدولي للرياضة المدرسية للتعاون مع المنظمات والهيئات الإماراتية لاستضافة البطولات الرياضية الشبابية الدولية في المستقبل.
1. حدثنا عن الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية وتفاصيل عملك، بالأخص هنا في المنطقة؟
على مدار 50 عامًا، عمل الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية على توحيد الأطفال وتعزيز الرياضات المدرسية في جميع أنحاء العالم. وباعتبارنا المنظمة الوحيدة التي تستضيف أكبر البطولات الرياضية الدولية الشعبية لطلاب المدارس، فإننا نؤمن بأن الرياضة لا تدفع التعليم فحسب، بل تغرس القيم الأساسية في الجيل القادم، وتنشئ اجيال الغد المفعمين بالنشاط والمتنوعين بالقدرات.
وباعتبارها منظمة عالمية غير ربحية، فقد تم اعتماد الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1995 ونمت شبكتنا القوية لتضم 134 عضوًا في جميع أنحاء العالم. ويضم برنامجنا السنوي مجموعة واسعة من أكثر من 30 رياضة فردية وجماعية، تجمع الشباب معًا في أماكن متنوعة مثل فرنسا والبرازيل وصربيا والمغرب.
نحن الآن بصدد نقل مقرنا الرئيسي من بروكسل إلى لوزان في سويسرا، "العاصمة الأولمبية"، نظرًا لدورها كمركز للاتحادات والمنظمات الرياضية الدولية الرائدة. وفي الوقت نفسه، نعتبر الشرق الأوسط منطقة واعدة ومهمة لفعالياتنا القادمة، بدءًا من بطولة الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية للجمباز في البحرين 2024، وهي أكبر بطولة لدينا إلى الآن بمشاركة متوقعة لما يقرب من خمسة آلاف مشارك من أكثر من 80 دولة.
- أين ترى دور الأهل والمجتمعات في تشجيع الأطفال على المشاركة في الرياضة؟
أعتقد أن هناك قاعدتين اساسيتين في التربية والتعليم وهما: المدرسة وأولياء الأمور. ويجب أن يكون التعاون متوازن حيث يضع الآباء أسس العادات الإيجابية وقيم الحياة، بما في ذلك أهمية النشاط البدني. ومن خلال دعم ورعاية اهتمامات أطفالهم بشكل فعال، يمكن للوالدين خلق عادات تمتد على مدى الحياة. وفي الوقت نفسه، تعد المدارس المكان الذي يمكن للأطفال أن يتعلموا فيه عن روح الفريق والانضباط والعدل من خلال مناهج التربية البدنية الخاصة بهم.
ومن جانبنا، نريد إلهام التغيير داخل النظام المتبع. إذ لا يوجد تركيز كاف على الرياضة في اليوم الدراسي، وخاصة في المدارس الابتدائية. وهنا يعمل الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية على تأكيد أهمية الرياضة بين اجيال الشباب على نطاق عالمي، لماذا نستهدف المدارس؟ ببساطة لأن هذا هو المكان الذي يجتمع فيه جميع السكان وجميع الأجيال.
وبالنظر إلى الوقت الكبير الذي يقضيه الأطفال في المدرسة، فإن هذه هي الفرصة التي تتمتع بأكبر إمكانات لتشكيل عادات الجيل القادم وتعزيز أنماط الحياة الصحية. وتتمتع المدارس بالبنية التحتية والمعلمين اللازمين لدفع عجلة هذا التغيير إلى الأمام.
- كيف يمكنك تشجيع الشابات على عيش حياة نشطة وصحية من خلال المشاركة الرياضية؟
في الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، نضمن التوازن في المشاركة لكل من الأولاد والبنات في جميع فعالياتنا، مع الحفاظ على التزامنا بالمساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص. وللفتيات على وجه التحديد، أطلقنا بطولة "She Runs"، المبادرة الرياضية الدولية التي تهدف إلى تعزيز مشاركة فتيات المدارس وينمي مهاراتهن القيادية في الألعاب الرياضية. وتربط هذه البطولة غير التنافسية التي يبلغ طولها 5 كيلومترات فتيات من خلفيات وثقافات متنوعة، مما يخلق شبكة متفرعة من الشابات اللاتي يشاركن بنشاطات مهمة في الألعاب الرياضية.
وبمشاركة ألفين و500 تلميذة من أكثر من 20 دولة، يتضمن الحدث محاضرات تيد TED التي تتناول القضايا الحاسمة المتعلقة بالتمكين والمساواة. كما نقوم بإدراج دورات تعليمية لتزويد الفتيات بالأدوات اللازمة لبدء مشاريعهن الرياضية الخاصة. وكجزء من التزامنا بنموهن على المدى الطويل، نقوم أيضًا بمتابعة الفتيات لمدة عام لتقديم الدعم ومراقبة تقدمهن، وهو أمر من الرائع أن نشهده على مر السنين.
- كيف تعتقد أنه يمكن جعل الرياضة في متناول الشباب وخاصة الفتيات في مقتبل العمر في المنطقة؟
نحن نعطي الأولوية للمساواة بين الجنسين كقيمة أساسية تمكن من تحقيق أهداف الرياضة، بما في ذلك في سياق الشرق الأوسط. ولهذا السبب تقدم كل فعالية من فعالياتنا مزيجًا من الأنشطة الرياضية والتعليمية، وهم يسيرون بخطى واعدة لكسر الحواجز وخلق بيئة شاملة لجميع المشاركين من الشباب دون استثناءات.
إن تشجيع ثقافة الاحترام المتبادل والتفاهم يساعد في خلق بيئة يشعر فيها جميع الأفراد، بغض النظر عن جنسهم أو خلفيتهم الثقافية، بالتقدير والدعم. وسنواصل تعزيز هذه القيم لتمهيد الطريق لبيئة رياضية أكثر شمولاً تمكن الشباب من تحقيقها، وخاصة الشابات، في المنطقة.
- ما هو رأيك في الشعبية المتزايدة للرياضات الإلكترونية، وهل ترى لها مكاناً في مسابقاتك؟
أصبحت الرياضات الإلكترونية في كل مكان الآن، كما يمكننا أن نشهد التطورات الأخيرة مثل احتمال إنشاء اللجنة الأولمبية الدولية لألعاب الرياضات الإلكترونية الأولمبية. وبينما ندرك هذا الاتجاه، فإن الترويج للرياضات البدنية لا يزال يمثل التزامنا الرئيسي.
نقوم حاليًا بتقييم الدور المحتمل للرياضات الإلكترونية كجزء من مسابقات الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية المستقبلية. أحد الأساليب الممكنة هو السماح للمشاركين بتطوير مهاراتهم وخبراتهم من خلال أجهزة محاكاة الكمبيوتر، تليها مسابقات ميدانية عملية. وهذا من شأنه أن يسمح لنا بالجمع بين أفضل ما في العالمين.
- تشتهر دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة العديد من الفعاليات الدولية. هل هناك أي خطط للاتحاد الدولي للرياضة المدرسية للتعاون مع المنظمات والهيئات الإماراتية لاستضافة البطولات الرياضية الشبابية الدولية في المستقبل؟
عبر زيارتنا إلى مدينة دبي حالياً، نلتقي مع اتحاد الإمارات الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي لمناقشة سبل التعاون في دولة الإمارات. حيث نبحث عن طرق للعمل كفريق واحد ونأمل أن نخلق تأثيرات طويلة المدى للشباب في جميع أنحاء المنطقة، مدفوعين بالالتزام المشترك لتعزيز الرياضة.
ويسعدنا أيضًا أن نعلن عن الافتتاح المرتقب لأول مكتب إقليمي للاتحاد الدولي للرياضة المدرسية في منطقة الشرق الأوسط في الأشهر القليلة المقبلة. إذ يمثل هذا خطوة اساسية مهمة لنا ويؤكد التزامنا العميق للعب دور أكبر في المجتمع الرياضي في هذه المنطقة. ومن خلال هذا المكتب الجديد، سنكون في موقع أفضل للعمل بشكل وثيق مع أصحاب المصلحة المحليين، مما يسهل تخطيط وتنفيذ بعض المبادرات الرياضية المميزة.