نزهة ساحرة في "حديقة العطّار" لحظات لا تُنسى لـ"هي" مع دار  "فرانسيس كوركدجيان"

نزهة ساحرة في "حديقة العطّار" لحظات لا تُنسى لـ"هي" مع دار "فرانسيس كوركدجيان"

مايا صبّاح
4 يوليو 2024

في دعوة لا مثيل لها لمجلة "هي" سافرنا الى عالم من الأحلام، الى حدائق الّأحلام الوردية. إنها حدائق قصر "فيرساي" التي دعتنا اليها دار "فرانسيس كوركدجيان" وذلك في إطار  افتتاح "حديقة العطّار" Perfumer’s Garden أمام العموم، بالتعاون مع الدار العريقة.

 شملت نرهتنا في الحديقة التعرف الى مئات النباتات المستخدمة في صناعة العطور، في فسحة خلّابة مستوحاة من حدائق "تريانون" في القرن السابع عشر، ممّا ساهم في تسليط الضوء على تاريخ العطور في بلاط قصر "ڤيرساي". كما حظينا بتجربة فريدة في هذه الحديقة عبر تجذيب الأعشاب والاهتمام بالأزهار الفريدة في لفتة فريدة وتجربة مميزة أضفت رونقاً على الزيارة.

حديقة العطار

"حديقة العطّار" Perfumer’s Garden

في "حديقة العطار"  Perfumer’s Garden التي تمّ إنشاؤها بمحاذاة مشتل البرتقال Châteauneuf Orangery، تحت رعاية دار فرانسيس كوركدجيان، تضمّ مئات الأصناف من الأزهار: النباتات التقليدية مثل الورد والياسمين؛ والخلاصات العطرية التي تُطلق روائح غريبة مثل الشوكولاتة والتفّاح؛ والأصناف الأريجية؛ والأزهار "الخافتة" أو الصامتة، مثل الهياسنت والفاونيا والبنفسج التي لا تُصدر خلاصة عطرية يُمكن استخدامها في تركيب العطور، على الرغم من شذاها القوي، ممّا يحتّم على العطّارين استنساخ رائحتها في المختبر.

وتتألّف الحديقة من ثلاث مساحات، لكل منها هويّة واضحة، أولّها "حديقة العجائب"  The garden of curiosities أمام الغرفة الزجاجية لزراعة البرتقال والتي تضمّ معظم النباتات العطرية، ثمّ "حديقة الأشجار" Under the trees التي تشمل ممشًا محاطًا بأشجار الكرز اليابانية، فـ"الحديقة السرية" The secret garden بأجوائها الأنيسة.

الورود

الو

جولة خاصة في الحديقة

قصة علاقة "فرانسيس كوركدجيان" بقصر "ڤيرساي"

ارتبط مسار حياة فرانسيس كوركدجيان بقصر "ڤيرساي" منذ أن كان في الرابعة والعشرين من العُمر، إذ تخرج من جامعة "ڤيرساي" للعطور، ونجح في السنوات اللاحقة في استنساخ عطر الملكة ماري-أنطوانيت في عطر Sillage de la Reine، مستمدًا الوحي من السجلات في أرشيف القصر.

تشارك فرانسيس رؤيته مع مارك شايا لحظة لقائه للمرّة الأولى عام 2003، وهي العودة في الزمن إلى أيّام الحفلات الفاخرة التي استضافها الملك لويس الرابع عشر الملقّب بملك الشمس، حيث كانت تُعطَّر المسابح ونوافير المياه في حدائق "ڤيرساي". تعاون هذا الثنائي الخلّاق عام 2006 لتصميم وتنفيذ لوحة Soleil de Minuit العطرية لمهرجان Versailles Off.  فاحت في الهواء رائحة زهر البرتقال من روضة البرتقال، فيما تألّقت مياه البركة بلون اليوسفي الناري من وحي مشهد مغيب الشمس.

حديقة العطار

أمّا لعروض النافورة Grandes Eaux Nocturnes عامَي 2007 و2008، فابتكر فرانسيس كوركدجيان تجربة عطرية ولا أروع في قلب حدائق القصر، شملت 16 آلة لإطلاق الفقاعات أحاطت الزوّار بآلاف الفقاعات المعطّرة برائحة الفراولة والإجاص والشمّام، وهي الفواكه الأحبّ إلى قلب الملك لويس الرابع عشر. كما ابتكر كوركدجيان لوحة Chutt... d’Eau ولوحة Le Roi Danse العطريتَين في "حديقة النوافير الثلاث" Grove of the Three Fountains و"حديقة الحفلات" Ballroom Grove تباعًا. 

أطلق فرانسيس كوركدجيان ومارك شايا عام 2009 دار فرانسيس كوركدجيان التي تنضوي اليوم تحت راية مجموعة LVMH. يبتكر الثنائي أروع التجارب العطرية المرهفة والسخية تحت عنوان حرية الإبداع المطلقة، في تعاون يُجسّد فنّ الحياة الفرنسي والحرفية اليدوية الفرنسية بأسلوب حديث.

العطار فرنسيس كوركدجيان

تشرّفت دار فرانسيس كوركدجيان عام 2022 برعاية مشروع "حديقة العطّار"، مؤكّدةً التزامها المستمرّ بدعم قصر "ڤيرساي".