5 إماراتيات بإنجازات ملهمة في عالم الرياضة
في السنوات الأخيرة، شهدت الإمارات العربية المتحدة تطورًا كبيرًا في مجال الرياضة النسائية، حيث أصبحت المرأة الإماراتية تشارك بفاعلية في مختلف الرياضات على الصعيدين المحلي والدولي. يوم المرأة الإماراتية هو مناسبة للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها النساء في شتى المجالات، ومن بينها الرياضة، حيث أثبتت الرياضيات الإماراتيات أنهن قادرات على تحقيق النجاح والتألق في ميادين الرياضة العالمية، ليرسمن بذلك صورة مشرفة عن المرأة الإماراتية ويقدمن نموذجًا يحتذى به للأجيال القادمة
في الإمارات، المرأة ليست فقط جزءًا من المجتمع، بل هي قوة دافعة تساهم في تشكيل مستقبل مشرق. وعندما نتحدث عن الرياضة، نجد أن الإماراتيات أثبتن أنهن قادرات على كسر الحواجز وتغيير المفاهيم التقليدية. يوم المرأة الإماراتية هو فرصة للاحتفاء بتلك البطلات اللاتي لم يكتفين بتحقيق الإنجازات الرياضية فحسب، بل قدمن إلهامًا لجيل كامل. في هذا المقال، سنسلط الضوء على خمس نساء إماراتيات، كل واحدة منهن قصة نجاح مفعمة بالإصرار والعزيمة.
صفية الصايغ.. موهبة إماراتية فذة
بفضل موهبتها الفذة وعزيمتها التي لا تلين، استطاعت صفية أن تشق طريقها إلى قمة الرياضة، ممثلة بلادها بكل فخر على الساحة الدولية.
تعد صفية الصايغ اليوم من أبرز رياضيات الدراجات الهوائية في الإمارات. على مدى سنوات، شاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، حيث حققت إنجازات كبيرة جعلتها تتصدر عناوين الأخبار. من بين إنجازاتها البارزة، فوزها بعدة ميداليات في بطولات الخليج والعالم العربي، كما شاركت في سباقات دولية مرموقة، مثل طواف فرنسا للدراجات، حيث كانت تمثل الإمارات بكل فخر. هذه الإنجازات لم تأتِ بسهولة، بل كانت ثمرة سنوات من التدريب المكثف والالتزام الكامل برياضتها.
وشاركت صفية الصايغ لاعبة المنتخب الوطني، وفريق الإمارات القابضة للدراجات الهوائية للسيدات، في البطولة العربية للمضمار بمصر وحققت أداء مميزة.
وشاركت صفية الصايغ لاعبة المنتخب الوطني في أولمبياد باريس 2024 وقدمت أداء مميز وكانت اللاعبة الإماراتية قد أكدت أن البداية الحقيقية مع الاحتراف كانت مع الانضمام لفريق الإمارات القابضة للدراجات الهوائية، الذي ساهم في النقلة النوعية لها والتأهل إلى الأولمبياد
وبدأت صفية الصايغ مشوارها مع سباقات الدراجات في 2006، وخاضت التجربة مع عدة فرق (النصر، وأبو ظبي للدراجات الهوائية، وشرطة دبي)، ثم فريقها الحالي.
أمل جمال.. أيقونة التحكيم الإماراتية
بدأت قصة أمل جمال مع كرة القدم كطفلة تحلم بأن ترى النساء يلعبن الكرة في الساحات الكبيرة، لكن نجمها أراد أن يبزغ في عالم التحكيم.
الحكمة الإماراتية الموهوبة أمل جمال تعد واحدة من أمهر الحكام النساء في عالمنا العربي بفضل موهبتها الكبيرة وشغفها بعالم الساحرة المستديرة.
حيث تعد أمل جمال شخصية ملهمة في عالم كرة القدم الإماراتية، بدأت رحلتها كأي فتاة عاشقة للرياضة، لكنها استطاعت أن تتجاوز كل التوقعات وتصبح واحدة من أبرز الحكام في مجال يهيمن عليه الرجال. قصتها مليئة بالشغف والتحدي، وتثبت أن العزيمة يمكن أن تفتح الأبواب أمام فرص لا حصر لها.
منذ صغرها، كان لدى أمل جمال حب كبير لكرة القدم. كانت تتابع المباريات بشغف، وتفهم كل حركة على الملعب. لم يكن حبها للعبة مجرد هواية، بل كان بداية لحلم أكبر. عندما بدأت تفكر في التحكيم، كان الجميع من حولها يتساءلون كيف لفتاة أن تدخل هذا المجال الصعب، لكن أمل كانت تعرف تمامًا ما تريد.
قرار أمل بالتحول إلى التحكيم لم يكن سهلاً. في البداية، كان عليها أن تتعلم كل ما يتعلق بقوانين اللعبة وأن تتدرب على اتخاذ قرارات حاسمة في لحظات حرجة.
التحقت بدورات تدريبية وتحملت الكثير من التحديات التي تأتي مع كونها امرأة في هذا المجال. لكن مع كل تدريب، كانت تزداد قوة وثقة، وتحلم بتحقيق المزيد.
فاطمة الحوسني.. بطلة إماراتية ملهمة
فاطمة الحوسني هي بطلة إماراتية في لعبة رمي القرص وألعاب القوى ، وقد حصلت على العديد من الألقاب والميداليات في بطولات الجودو المحلية والدولية. تعتبر فاطمة من أوائل النساء الإماراتيات اللواتي اقتحمن عالم رياضة ألعاب القوى.
حيث واجهت تحديات كبيرة لكنها تمكنت من التغلب عليها بفضل إصرارها وعزيمتها. تعمل فاطمة حاليًا على تدريب الفتيات في الجودو، وهي تلهم الكثيرات للانخراط في هذه الرياضة التي تتطلب القوة والذكاء.
اللاعبة الإماراتية الموهوبة حققت العديد من الإنجازات العربية والعالمية وتحلم بأن تستطيع في يوم من الأيام أن تحصد ميدالية أولمبية للإمارات
آمنة الحداد.. لاعبة إماراتية بمواصفات فريدة
ومن أبرز النماذج الإماراتية الملهمة في عالم الرياضة يبرز اسم آمنة الحداد، أول لاعبة رفع أثقال إماراتية والتي حققت العديد من الإنجازات الرياضية الدولية والعربية.
حيث أستطاعت لاعبة رفع الأثقال الإماراتية آمنة الحداد حصد 6 ميداليات ذهبية و3 ميداليات فضية من الاتحاد الدولي لرفع الاثقال لتؤكد على موهبتها الكبيرة.
بدأت آمنة الحداد مسيرتها في رفع الأثقال في عام 2012، حيث كانت واحدة من أوائل النساء الإماراتيات اللواتي دخلن هذا المجال.
شاركت آمنة الحداد في الألعاب الآسيوية عام 2014 التي أقيمت في كوريا الجنوبية، وكانت من ضمن أوائل الإماراتيات اللواتي مثلن الدولة في هذه المسابقة.
كانت آمنة مصنفة ضمن أفضل 100 لاعبة رفع أثقال في العالم في فئة وزنها، وهو إنجاز بارز في رياضة تُعتبر من الرياضات الصعبة.
شاركت آمنة في أكثر من 10 بطولات دولية، ما أكسبها خبرة واسعة وأدى إلى رفع مستوى رياضة رفع الأثقال النسائية في الإمارات.
ندى البدواوي.. أول سباحة أولمبية إماراتية
السباحة الإماراتية ندى البدواوي تُعد واحدة من أبرز الرياضيات الإماراتيات اللواتي حققن إنجازات متميزة خلال مسيرتهن الرياضية المشرفة. شاركت ندى في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016 في سباق السباحة الحرة لمسافة 50 مترًا للسيدات، حيث أنهت السباق بزمن قدره 33.42 ثانية، وحلت في المركز الـ78، مما حال دون تأهلها لنصف النهائي. ورغم ذلك، كانت ندى أول سباحة أولمبية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وحملت بفخر علم الدولة خلال الحفل الافتتاحي.
حققت ندى العديد من البطولات على المستويين المحلي والدولي، من أبرزها فوزها بالميدالية البرونزية في بطولة قطر الدولية بعد تفوقها في سباق 100 متر فراشة، لتصبح بذلك أول إماراتية تهدي وطنها ميدالية في بطولة دولية للسباحة.
سجلت ندى البدواوي اسمها في سجلات التاريخ كأول فتاة إماراتية تشارك في منافسات بطولة العالم للسباحة، التي أقيمت في مدينة كازان الروسية، إلى جانب زميلتها علياء الشامسي. ورغم التحديات، تمكنت ندى من إكمال سباق 100 متر سباحة فراشة، وحلت في المركز الـ66 عالميًا بزمن قدره دقيقة و35.83 ثانية، وهو ما أهلها للمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو. وعلى الرغم من تراجع زمنها التأهيلي إلى دقيقة و25 ثانية، إلا أن إصرارها مكنها من إكمال السباق الذي كان تحديًا لها وللسباحة الإماراتية بشكل عام.
وبفخر حملت ندى البدواوي العلم الوطني خلال الحفل الافتتاحي في أولمبياد ريو دي جانيرو، لتكون بذلك ثاني رياضية إماراتية تقوم بحمل العلم في الأولمبياد.
إن قصص هؤلاء الرياضيات الإماراتيات ليست مجرد قصص نجاح، بل هي حكايات ملهمة تروي لنا كيف يمكن للإيمان بالنفس والتفاني أن يصنعا فرقًا كبيرًا.
هؤلاء النساء هن مثال حي على قدرة المرأة الإماراتية على التميز في أي مجال تختاره، حتى وإن كان مليئًا بالتحديات. في يوم المرأة الإماراتية، نحن لا نحتفي فقط بإنجازاتهن، بل نحتفي أيضًا بالأثر الذي تركنه في نفوسنا جميعًا، وهو الأثر الذي سيظل يدفعنا للأمام دائمًا.