تجارب ملهمة لإماراتيات تركن بصماتهن في المال والأعمال
في يوم المرأة الإماراتية، نتوقف لنتأمل في قصص النجاح التي شكلت ملامح حاضر ومستقبل دولة الإمارات. نساء استثنائيات وقفن في وجه التحديات، وكتبن فصولًا ملهمة في مجالات مختلفة، خاصة في عالم المال والأعمال. اليوم نروي حكايات خمس من هؤلاء الرائدات اللواتي لم يكتفين بتحقيق النجاح فقط، بل ساهمن في إعادة تعريف دور المرأة في المجتمع الإماراتي.
رجاء القرق
الدكتورة رجاء عيسى صالح القرق رئيس مجلس سيدات أعمال دبي، ابنة دبي التي نشأت على قيم العطاء والعمل الجاد، هي واحدة من النساء اللاتي يجسدن روح الريادة. انضمت رجاء إلى مجموعة عيسى صالح القرق في عام 1989، ومنذ ذلك الحين وهي تشكل حجر الزاوية في توسع الشركة وتنوع أنشطتها.
رجاء القرق ليست مجرد مديرة تنفيذية؛ إنها شخصية قيادية تتمتع بقدرة فريدة على رؤية الفرص في كل زاوية وتحدي. بتوجيهاتها، دخلت المجموعة مجالات جديدة مثل التعليم والرعاية الصحية، مما عزز من مكانتها في السوق الإماراتي. ورغم انشغالها بالعمل، لم تغفل رجاء دورها الاجتماعي، فهي معروفة بدعمها لمبادرات تمكين المرأة والشباب، مما يجعلها مثالًا يحتذى به لكل امرأة تسعى لتحقيق التوازن بين النجاح المهني والمسؤولية الاجتماعية.
وشغلت رجاء القرق العديد من المناصب الهامة والمؤثرة على مدار مشوارها المهني مثل عضوية مجلس إدارة "غرف دبي" وكذلك "مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية" بالإضافة للمنتدى العربي الدولي للمرأة كما تقلدت منصب نائب رئيس مجلس إدارة مدينة دبي الطبية في الفترة من 2012 وحتى 2020.
حصلت على لقب أقوى سيدة أعمال إماراتية في تصنيف "فوربس" الشرق الأوسط لعام 2017، كما احتلت المرتبة الثالثة بين أكثر النساء تأثيرًا في العالم العربي ضمن قائمة "فوربس" لأقوى 100 سيدة أعمال عربية في نفس العام.
في عام 2018، حلت في المركز الـ28 ضمن قائمة أقوى 100 شخصية عربية التي أصدرتها مجلة "Gulf Business". وفي عام 2020، دخلت قائمة أقوى 100 امرأة في العالم، حيث جاءت في المرتبة الـ89 وفق تصنيف مجلة "فوربس".
لبنى القاسمي
الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، اسم ارتبط بالابتكار والتغيير. كونها أول امرأة تشغل منصب وزيرة في الإمارات، كانت لبنى دائمًا عند مستوى التحدي.
شغلت مناصب وزارية عديدة، منها وزيرة الاقتصاد والتخطيط ووزيرة التجارة الخارجية، وقدمت خلالها رؤى جديدة لتطوير السياسات المالية والتجارية. تحت قيادتها، تحولت الإمارات إلى مركز اقتصادي متكامل يجذب الاستثمارات ويعزز مكانته العالمية. لكن ما يميز لبنى حقًا هو قدرتها على المزج بين العمل الحكومي والطموحات الشخصية، حيث استطاعت أن تكون نموذجًا للإماراتية التي تجمع بين الحس الوطني والابتكار الشخصي.
وتعد الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي من ضمن النساء اللاتي صنفتهنَّ "فوربس" في قائمة أقوى 100 امرأة عربية حيث صنَّفت مجلة "فوربس" الأمريكية، الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، كأقوى امرأة عربية.
كما جاءت احتلت المرتبة الـ70 عالميًّا ضمن القائمة الرئيسية لأقوى الشخصيات العالمية النسائية، والتي شملت 100 سيدة في العالم، واحتلّت المرتبة الأولى لأقوى 100 امرأة عربية وفقا لتصنيف مجلة "أرابيان بيزنس".
فاطمة الجابر
فاطمة الجابر ليست فقط امرأة تقود إحدى أكبر الشركات العائلية في الإمارات، بل هي أيضًا رمز للقيادة النسائية في عالم الأعمال. بفضل حكمتها وحنكتها في الإدارة، نجحت في تحويل مجموعة الجابر إلى لاعب رئيسي في عدة قطاعات، بما في ذلك البناء والعقارات والطاقة. ما يميز فاطمة ليس فقط قدرتها على إدارة الأعمال، بل أيضًا شغفها بتمكين النساء الشابات ودفعهن نحو النجاح. تراها دائمًا متحدثة بلهفة عن أهمية تنمية القدرات النسائية ودورها في بناء مستقبل أفضل، مما يجعلها قدوة للعديد من النساء الطامحات.
فاطمة عبيد الجابر تشغل منصب رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سيدات أعمال أبوظبي، وتعتبر من القيادات البارزة في قطاع الصناعة بمنطقة الخليج. بالإضافة إلى ذلك، تشغل منصب المدير التنفيذي للعمليات في مجموعة الجابر، إحدى أكبر شركات الإنشاءات في الإمارات. قبل تولي هذه المناصب، عملت فاطمة في وظائف فنية وإدارية مختلفة ضمن حكومة أبوظبي، حيث اكتسبت خبرة واسعة ساعدتها في دعم النساء لتحقيق النجاح في عالم الأعمال.
على مدار مسيرتها، حصلت فاطمة الجابر على العديد من الجوائز والتكريمات. في عام 2008، تم تكريمها بجائزة "امرأة العام" ضمن جوائز أرابيان بيزنس لأفضل الإنجازات والشخصيات. وفي عام 2010، أصبحت أول إماراتية تنتخب في مجلس إدارة غرفة أبوظبي للتجارة والصناعة، وحصلت في نفس العام على جائزة "امرأة الأعمال الإنشائية" ضمن جوائز سيتي بيلد أبوظبي للتميز تقديرًا لإسهاماتها في قطاع الإنشاءات.
وفي عام 2012، تم اختيارها من قبل مجلة فوربس – الشرق الأوسط في المرتبة الخامسة ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية، واحتلت المركز السابع ضمن قائمة أكثر نساء الأعمال تأثيرًا في العالم العربي وفق مجلة CEO، وذلك بالرغم من التحديات التي تواجه المرأة في مجال الاقتصاد. في نفس العام، نالت أيضًا جائزة "الزميل المتميز" من معهد المديرين في الهند، وهو أحد أرفع التكريمات التي يقدمها المعهد.
ريم الهاشمي
ريم الهاشمي هي أكثر من مجرد وزيرة، إنها القلب النابض وراء العديد من المبادرات التي جعلت من الإمارات مركزًا عالميًا للأعمال والتجارة.
بفضل عملها الدؤوب، نجح إكسبو 2020 في أن يكون حدثًا عالميًا استثنائيًا يعكس رؤية الإمارات للعالم. ريم هي مثال حي على كيف يمكن للمرأة أن تكون دبلوماسية ناجحة وقائدة في مجال الأعمال في الوقت نفسه. هي لا تكتفي بإدارة الشؤون اليومية، بل تنظر دائمًا إلى الصورة الأكبر، مستهدفة بناء جسور جديدة من التعاون الدولي وتعزيز دور الإمارات على الساحة العالمية.
تشغل معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي منصب وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ فبراير 2016.
ومنذ تعيين معاليها وزيرة دولة بحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر فبراير 2008 تتولى إدارة مكتب الشؤون السياسية لمكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
أشرفت ريم الهاشمي على تحقيق نجاح تاريخي تمثل في منح المكتب الدولي للمعارض لمدينة دبي حق استضافة إكسبو 2020 ليكون أول إكسبو دولي ينظم في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وتشغل معالي ريم الهاشمي منصب عضو في اللجنة العليا المنظمة لإكسبو 2020 دبي إلى جانب كونها المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، حيث تشرف على التحضيرات الجارية لاستضافة هذا الحدث الدولي الضخم.
كما تتولى معاليها منصب رئيس مجلس إدارة "دبي العطاء" منذ أن أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي مؤسسة خيرية تعمل على تعزيز فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم.
وشغلت معالي ريم الهاشمي سابقاً منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، الهادفة لتطوير أداء الدولة في مجالات التنافسية العالمية والإحصاء والبيانات.
وقبل تعيينها في منصب وزيرة بحكومة دولة الإمارات، عملت معالي ريم الهاشمي كملحق تجاري ثمّ نائب لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الأمرّيكية واشنطن.
تحمل معالي ريم الهاشمي درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية واللغة الفرنسية من جامعة تافتس، ودرجة الماجستير في الآداب من جامعة هارفرد.بالإضافة الي درجة الدكتوراه من جامعة تسينغهوا.
إن قصص هؤلاء النساء ليست مجرد حكايات نجاح؛ إنها دروس في الإصرار والشجاعة والإبداع. في يوم المرأة الإماراتية، نحتفي بهن ونتذكر أن التحديات التي واجهنها وتحولنها إلى إنجازات هي ما يجعل منهن قدوة لجيل كامل من النساء الإماراتيات الطامحات. إذا كانت الإمارات اليوم تقف بفخر على الساحة العالمية، فإن لهؤلاء النساء دورًا كبيرًا في بناء هذا الصرح الذي نفتخر به جميعًا.